وصل أمس إلى تل أبيب قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي، وصلت أمس أيضا حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد شرق المتوسط، ووصل بايدن الرئيس الأمريكي إلى الأردن كذلك، ومن المقرر أن يصل إلى تل أبيب، وفي اليوم نفسه – أمس – تعرضت غزة لأفظع المذابح على الإطلاق، وفي لحظة ذهول شاهدنا العدو يرتكب مذبحة في غزة تفوق الوصف والكلام، بدأوا بقصف المستشفيات المكتظة بالجرحى والأطفال والرضع والنساء والنازحين.
مستشفى المعمداني في قطاع غزة، كان مأوى للنازحين الذين دُمرتْ بيوتهم ولم يجدوا مكانا آمنا يلتجئون فيه، وبعدما اكتظ بالنازحين – وحسب المعلومات يوجد فيه أكثر من 5 آلاف نازح – قصفته آلة الحرب الصهيوأمريكية، كأن من كانوا فيه ليسوا بشرا، حتى اللحظة التقديرات تؤكد استشهاد أكثر من 800 فلسطيني.
الصور المروعة تضع الجميع أمام محرقة إبادة غير مسبوقة، المذبحة تضع الجميع اليوم أمام حقيقة واضحة لا حد لعربدة هذا الكيان الصهيوأمريكي، لا سقف لإجرام هذه الفاشية الموغلة في الإجرام، ولا خراج من خطرها على المنطقة إلا بإنهاء هذا الكيان المارق من المنطقة، ودك قواعد وحصون داعميه ومعاقبتهم.
هذه الإبادة الجماعية المتلفزة التي يشاهدها العالم تضع كل شعوب الأمة أمام مصير واحد، إما إزالة الكيان الصهيوني من المنطقة، ودحر الأمريكيين من المنطقة كلها ودك كل القواعد العسكرية المنتشرة بما فيها، أو على شعوب الأمة أن تنتظر موتا مشابها لما يحدث.
هذه المذبحة الدموية المروعة هي مذبحة مرسمة أمريكيا، جاءت بعدما وصل قائد القوات المركزية الأمريكية وقاد غرفة عمليات الحرب بنفسه، وحسب معلومات فإن ذخائر محرمة استخدمت في القصف، من الذخائر والصواريخ التي عززت بها الإدارة الأمريكية إلى كيان العدو الصهيوني.
الفاشية اليهودية تحرق غزة وستحرق كل المنطقة، قادة هذه العصابات الفاشية قصفت أمس مستشفى المعمداني، وقصفت محيط المستشفى العربي وقصفت قبله مشافي أخرى، وقصفت كل شيء في غزة خلال الأيام الماضية، الفاشية اليهودية المسنودة من أمريكا والغرب تستبيح كل شيء في غزة، تقصف المستشفيات والمدارس والمساجد، تقتل البشر، تقتل الأطفال والرضع والنساء والسيدات والشيوخ الكبار، تدمر البنى وتدك غزة حجرا وبشرا، ولا ضمير إنساني تحرك خلال الأيام الماضية، ولا ضمائر إنسانية تحركت بعد المجزرة الدموية، وبالتأكيد ستواصل هذه الفاشية المجرمة ارتكاب المذابح ولن تتوقف.
ضمائر العالم ماتت، نحن لم نعد نتعجب من حجم الإجرام، وفداحة القتل والإبادة بل من الضمائر التي لم تتحرك حتى الآن، أين الجيوش العربية الجرارة، وأين زعماء العرب المنبطحين من أجل الكراسي، أين عاصفة الحزم وعاصفة العرب والعروبة، أين القواصف والطائرات التي احتشدت في سماء اليمن لسنوات طوال تقصف وتدمر، لماذا لا تعير الفلسطينيين خمسة أيام من قصفها وعصفها!
هذه الحرب الإجرامية تصحح البوصلة للجميع، الذين وجهوا حروبهم ضد شعوب الأمة يجب أن يدانوا اليوم، وأن يدركوا خطاياهم الفادحة، وأن يجري مراجعة شاملة للمآلات، كما أن الرهان على دول عربية خانعة خائبة عميلة خطأ فادح، ومن لم يطرد سفيرا صهيونيا لا تنتظروا منه موقفا بعد الآن، فلتقم الشعوب بمسؤوليتها ولتطرد سفراء الكيان، ولنبدأ اليوم الزحف على الكيان الصهيوني.
وفي كل حال، فإن الرهان يجب أن يبقى على الله العزيز الجبار، ونعقد العزم على دعم المجاهدين والمؤمنين في كل أقطار الأمة، ونناشدهم بأن يقرعوا طبول الحرب، ولتكن حربا لا تبقي ولا تذر.
حانت لحظة التحرك، ولتكن هذه المعركة معركة فاصلة لا تبقي ولا تذر، يكتب أهل غزة بدماء أطفالهم ونسائهم والرجال صفحة جديدة، طوفان الدم هذا يجب أن يجرف الكيان الصهيوني ويغير وجه المنطقة، إن أبناء غزة يكتبون بحياتهم تاريخا للعرب والمسلمين جميعا، فلا نتركهم لوحدهم.
هذه الأرتال من الشهداء في غزة هي ثمن باهظ لكرامتنا كعرب ومسلمين، هذه الأرتال يجب أن نمدها بالإنجاز المتوجب، وليس أقل من إزالة الكيان الصهيوني، ومحوه عن الوجود، والله على كل شيء قدير.
معركة وعد الآخرة بدأت ولا يجب التأخر عنها، غزة تحرق ولا يجب أن تترك، أطفال غزة يموتون قياما ونياما وفي كل أحوالهم، لنتوكل على الله والله ناصرنا وهو القادر على إهلاك هؤلاء البغاة الطغاة المارقين.
*نقلا عن : موقع أنصار الله