عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف ، فإننا نتحدث عن قضية كل العرب والمسلمين ، قضيتهم المصيرية المقدسة ، فإننا نتحدث عن قضية جامعة لكل العرب والمسلمين ، قضية كانت تستدعي إقامة تحالفات عسكرية وتجييش الجيوش وحشد كل الطاقات والجهود العربية والإسلامية من أجل تحرير فلسطين ودحر المحتل الصهيوني الغاصب ، وشن عواصف الحزم والعمليات الخاطفة التي تقوم بها السعودية والإمارات ومصر والبحرين والسودان وبقية البعران في اليمن وسوريا والعراق والتي تصب مجملها في خدمة الكيان الصهيوني المحتل وتأمينه في المنطقة ، بإشعال الصراعات والحروب والإزمات في المنطقة العربية ليتناحر العرب فيما بينهم ، ليأمن الصهاينة ويتفرغوا لإنفاذ مخططاتهم ومشاريعهم التوسعية التي تتم برعاية وإسناد أمريكي .
دمروا سوريا واليمن وما يزالون يواصلون مسار التدمير والقتل والتخريب فيهما بكل إصرار ، ومن أجل ذلك جندوا آلافاً من المرتزقة والجماعات الإرهابية والإجرامية من مختلف دول العالم ودخلوا في تحالفات عسكرية ورصدوا الميزانيات الضخمة من أجل تدمير سوريا واليمن دعما وأمنا وإسنادا للكيان الصهيوني ، وتنكروا لفلسطين والقدس الشريف ، وتحولوا إلى أدوات وأذناب تعمل لحساب الكيان الصهيوني وتتآمر على فلسطين والقدس ، ويسعون بكل طاقاتهم وجهودهم وإمكانياتهم لوأد القضية الفلسطينية وتنفيذ مشروع المؤامرة الكبرى ضدها والمتمثلة بـ”صفقة القرن” والتي يراد لها تصفية القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والتي أعلنها ترامب عاصمة للكيان الصهيوني وقام بنقل سفارة بلاده إليها كخطوة تمهيدية لإنفاذ مؤامرة صفقة القرن المتعددة الأشكال والأوجه .
تسريبات إعلامية وتقارير إخبارية أشارت إلى بعض تفاصيل هذه الصفقة التي دخلت حيز التنفيذ باعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ، والشروع في تسريع وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني والدخول في تحالفات ومصالح مشتركة بين دول كنا نحسبها ونظنها عربية كما في اسمها ولكنها أثبتت أنها للعبرية أقرب منها للعربية ، هذه الدول التي تتقدمها السعودية والإمارات تسعى جاهدة لإقناع الدول العربية بمضامين صفقة القرن والتي منها تأسيس صندوق خاص تموله دول النفط الخليجي من ثروات شعوبهم ، هذا الصندوق الذي تحاول أمريكا أن تظهر بأنها الممول والداعم له سيتخصص في دعم عملية توطين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين لدى بعض الدول العربية وتوطينهم في مصر والأردن والعراق ، وبحسب المصادر فإن الميزانية التي تم رصدها لهذا الصندوق تصل إلى قرابة 70 مليار دولار ، حيث تشمل بناء وتشييد مدن سكنية ودعم اقتصاديات الدول الثلاث التي تم اختيارها كمقرات لتوطين اللاجئين الفلسطينيين بالإضافة إلى الدعم اللوجستي الذي يخدم هذا المشروع الذي يجري التحضير له وتهيئة الأرضية والأجواء المناسبة لتمريره .
بالمختصر المفيد، صندوق توطين اللاجئين الفلسطينيين في العراق ومصر والأردن وصمة عار في حق العروبة والإسلام ، ولعنة في حق الشعوب العربية والإسلامية التي استحبت الفرجة والصمت والخنوع ، وكأن المسألة والقضية لا تعنيهم ولا تهمهم لا من قريب ولا من بعيد ، ونخشى أن يطول هذا الصمت والخنوع وتغرق الشعوب العربية والإسلامية في غيها وغفلتها وتدخل في حالة سبات عميق قد لا تصحو منها إلا و قد أصبحت القضية الفلسطينية والقدس الشريف والمقدسات الإسلامية في فلسطين في( خبر كان ) !!!! .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .