"قادمون في العام السادس معتمدين على الله، متوكلين عليه، بمفاجآت لم تكن في حسبان تحالف العدوان، وبقدرات عسكرية متطوِّرة بإذن الله تعالى، وبانتصاراتٍ عظيمة إن شاء الله، طالما استمر هذا العدوان والحصار. في الوقت نفسه مستعدون لخيار السلم، إذا اتجه تحالف العدوان بقرار جاد والتزام عملي لوقف العدوان والحصار".
هكذا تحدث السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له بذكرى اليوم الوطني للصمود في وجه العدوان الظالم الذي يشنه تحالف قوى العدوان السعودي الإماراتي ومن خلفهم الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي" على الشعب اليمني.
جاءت رسائل السيد القائد واضحة لتؤكد أننا اليوم أقوى من أي وقت مضى، وأن استمرار العدوان يعني المزيد من الهزائم والخسائر للدول المعتدية، وبالتالي لم يعد أمامها إلا أن تراجع حساباتها اليوم قبل فوات الأوان.
تحدث السيد القائد عن صمود الشعب وثباته ودوره المحوري في معركة الكرامة ضد المعتدي الغاشم، ابتدءاً بالشهداء العظماء الذي مثلوا ذروة العطاء وأعلى مراتب التضحية والبذل، ومن بعدهم الجرحى الذين هم الشهداء الأحياء بعطائهم المستحق، وكذا الأسرى وثباتهم وصبرهم على الآلام والتعذيب من عديمي الإنسانية. كما شكر القائد كل فئات شعبنا اليمني الذين يرسمون صورة هذا الصمود الأسطوري منقطع النظير، فمن رحم هذا الصمود ولد الإبداع والإنجاز الذي تحقق في تطوير الصناعات العسكرية اليمنية، حيث استطاعت الخبرات اليمنية الوصول إلى صناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وعلى مستوى عالٍ من الدقة في الإصابة والاستهداف، وكذا صناعة الكلاشنكوف وأسلحة المدفعية وقذائفها. هذه الطفرة في الصناعات العسكرية وتطويرها لم تكن لتتحقق لولا تلك العقول النيرة والجهود الجبارة من أبناء شعبنا اليمني المجاهد والصابر.
وشدد السيد القائد في كلمته على أهمية السلم الاجتماعي وضرورة تعزيز قيم التكافل بين أفراد المجتمع، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها الكثير من أبناء المجتمع جراء العدوان والحصار، وضرورة الاهتمام بحل مشاكل الثأر وتحقيق السلم الاجتماعي بين أبناء المجتمع وصب الجهود في مواجهة العدوان، والاهتمام بإخراج الزكاة، لما من شأنه القضاء على الفقر والعوز والاستغناء عن دور المنظمات التي تعود الناس على القعود بدلا من العمل. وقد شدد السيد القائد على أهمية إخراج الزكاة واستثمارها في تحقيق المشاريع البنيوية وتشغيل اليد العاملة. كما أكد أيضاً ضرورة الاهتمام بالجانب الزراعي، وذلك لما توفره البيئة اليمنية من عوامل مناخية مختلفة تلائم زراعة كل المحاصيل الزراعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر تكامل بين مؤسسات الدولة والمواطن.
على الصعيد الخارجي جدد سيد الثورة موقف اليمن الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة، التي لا تنازل عنها. وترجمة لهذا الموقف قدم السيد القائد مبادرة للعدو السعودي لمبادلة أحد الطيارين وأربعة من ضباطه وجنوده مقابل الإفراج عن أعضاء حركة حماس، الفلسطينية المعتقلين في السعودية وتجري محاكمتهم. إن هذه المبادرة إنما تؤكد أن القضية الفلسطينية حاضرة في الوجدان اليمني وفي سلم الأولويات، مهما كانت الظروف والتحديات.
كما أشاد السيد القائد بموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الواضح والصريح الرافض للعدوان على اليمن والمتضامن معه، ومواقف كل من حزب الله والعراق وسوريا الرافضة للعدوان على بلادنا.
يعد خطاب قائد الثورة نقطة فارقة في تاريخ صمود شعبنا اليمني في وجه العدوان الكوني، حيث أوضح أن المرحلة القادمة وبناء على المعطيات على الأرض، ستكون مليئة بالانتصارات اليمنية، وأن ما تحقق في العمليات الأخيرة في عمليات "نصر من الله" و"البنيان المرصوص" و"فأمكن منهم" ما هي إلا بداية الغيث.
لذلك نقول لقوى العدوان: حان الوقت لأن تعودوا إلى رشدكم وتجنحوا للسلم، وهو الخيار الأمثل والحكيم، بعد خمس سنوات من عدوان لم تجنوا منه سوى الفشل والهزائم المتكررة، وإلا فإن القادم أشد وأنكى، ولن يكون متوقعاً ولا في الحسبان، وإن غداً لناظره قريب.
نقلا عن #لا_ميديا