أطماع قوى الغزو والاحتلال الأمريكي والبريطاني ، ووكلائها من السعوديين والإماراتيين ، وأحذيتهم من المرتزقة الذين يدَّعون تمثيلهم للجنوب ، ويتظاهرون بحرصهم على أمنه واستقراره ، ودفاعهم عنه ، ووباء المكرفس من جهة ، فيروس كورونا من جهة أخرى ، سفالة الدنبوع وحكومته الفندقية ، ووضاعة وعمالة الانتقالي وميليشياته العبثية والفوضوية ، والإصلاح وأطماعه التي لا تنتهي وفساد قياداته وهواميره الذي لا حدود له ، ونزعتهم السادية المفرطة في سبيل الوصول للسلطة والاستحواذ على الثروة ، وحصولهم على السطوة ، ومتاجرتهم بأرواح كوادرهم المخدوعين بالقيم والمثل الصورية التي يتشدقون بها ، والزج بهم في دروب الهلاك والخسران ، في سبيل تعزيز مصالحهم ، وتنمية ثرواتهم ، وتوسيع نطاق استثماراتهم ، وتنفيذ مشاريعهم الخاصة التي لا تمت بصلة للمصلحة الوطنية .
كل هذه الأثافي والنكبات والكوارث والأوبئة والفيروسات الضارة المتعددة الأشكال والأوجه نكبت بها عدن ، وصارت أشبه بـ(الرازم) الذي يلازم المتضررين من (موالعة) القات في عدن والمحافظات الجنوبية التي اتخذت فيها السلطات المحلية قرارات بإغلاق الأسواق ومنع دخول القات بصورة نهائية ، أوضاع متردية في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، لم تستطع معها حكومة العجزة والشواذ وشذاذ الآفاق ، التي تستوطن فنادق الرياض من حل سحري لمعالجة كل هذه العلل والآفات والنكبات سوى إعلان عدن مدينة منكوبة ، طمعاً في مساعدات المنظمات التي تعودوا على ( تشفير ) نسب كبيرة منها ، وتحويلها إلى أرصدتهم البنكية ، وتشغيلها في مشاريعهم الاستثمارية ، ومصالحهم الخاصة .
بعد أن فتك وباء المكرفس بأبناء عدن فتكاً ، جاء الدور على فيروس كورونا الذي (ما قصر) فبدأ بحصد أرواح أبناء عدن حصداً ، دونما ذنب ارتكبوه ، أو جريمة اقترفوها ، سوى أنهم وجدوا أنفسهم تحت سلطة عصابة حقيرة وضيعة ، عصابة عميلة ، سلمت عدن خاصة والجنوب عامة للمحتل الذي يمولها ويدعمها ، فهناك من باع نفسه ووطنه للسعودية ، وهناك من باع للإمارات ، والثمن يدفعه المواطن الجنوبي المغلوب على أمره ، الذي لا يمتلك القدرة والاستطاعة على منع الإماراتي والسعودي من نشر وباء كورونا في أوساطهم ، من خلال العائدين عبر مطار وميناء عدن ، رغم إغلاق أغلب مطارات العالم ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الوباء ، ولا يمتلكون سلطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، تحرص عليهم وتسهر على خدمتهم ، وتعمل لمصلحتهم ، وتوفير كل سبل الحماية لهم ، على اعتبار أنهم رعاياها ، وهي المسؤولة عنهم .
عجز واضح في المستشفيات والمراكز الصحية في عدن ، يحول دون استيعاب كافة الحالات المصابة والمشتبه إصابتها بفيروس كورونا ، ونقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية ووسائل الحماية والوقاية الخاصة بالعاملين في القطاع الصحي ، دفع ببعض الأطباء إلى التوقف عن ممارسة مهامهم الطبية والصحية خشية العدوى ، نظرا لعدم توفر وسائل الحماية اللازمة ، كل ذلك في عدن عاصمة حكومة الفنادق المؤقتة ، التي كان من المفترض أن تكون مدينة عصرية قياساً على حجم الموارد والإمكانيات المتاحة لدولة وحكومة الفنادق ، والمشكلة هنا لا تكمن في هذا الواقع المرير الذي عليه عدن والوضع الكارثي الذي يعيشه أهلها فحسب ، ولكنها تكمن أيضا في تعاطي الدنبوع وحكومته الفندقية مع هذا الواقع المرير والوضع الكارثي دون أن نلمس لهم أي تحرك ميداني يسهم في تخفيف هذه المعاناة ، وفوق ذلك ذهابهم نحو إشعال الحرب فيها ، وزيادة الطين بلة ، في سياق صراع النفوذ والعمالة والخيانة والارتزاق .
بالمختصر المفيد.. تتحدث منظمة الصحة العالمية في تقاريرها عن 125حالة إصابة بفيروس كورونا كلها في المحافظات المحتلة باستثناء أربع حالات في العاصمة ، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر إعلامية جنوبية عن وفاة نحو 540حالة مصابة بوباء المكرفس وفيروس كورونا ، والتأكيد على أن العدد في تزايد مستمر في ظل غياب الإجراءات الاحترازية التي تسهم في الحد من انتشار هذا الفيروس ، القادم من دول العدوان ، والمتفشي عبر مرتزقتها الذين يقاتلون بالنيابة عنها ، فأين الرئيس الشرعي المزعوم ، وأين الحكومة الشرعية المزعومة مما يحصل في عدن ؟!! أين الوعود التي وعدوا بها عدن وأهلها ؟! عدن وأهلها يبادون بفيروس كورونا ووباء المكرفس وأنتم تقبعون في الفنادق والفلل والشاليهات والقصور ، فماذا أنتم صانعون ؟! أما تخجلون؟ هل لا يزال في وجوهكم ذرة حياء؟! أخزاكم الله وزادكم ذلا وهوانا ووضاعة وانحطاطاً .
صوماً مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وإفطاراً شهياً ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .