في مشهد يدمي القلوب أعاد للأذهان مشهدي استهداف جبل عطان بالقنبلة الفراغية واستهداف جبل نقم بالقنبلة الهيدروجينية واللتين خلفتا مئات الشهداء والجرحى وأحدثتا دمارا هائلا وخلقتا حالة من الرعب والقلق في أوساط سكان عاصمة العواصم صنعاء ، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت بعد عصر الثلاثاء الماضي انفجارين عنيفين بمرفأ بيروت عصب الاقتصاد اللبناني الهش ، جراء انفجار مخازن للمتفجرات وغازات شديدة الانفجار مخلفة ما يزيد على 135شهيدا وأكثر من 5000مصاب بعضهم في حالة حرجة ، علاوة على الدمار الهائل الذي تعرضت له أحياء واسعة من مدينة بيروت ، وخلفت حالة من الرعب والذعر في أوساط سكان بيروت والمتاطق المجاورة .
وبحسب وسائل إعلام لبنانية فإن دوي الانفجار وصل إلى أطراف قبرص و تخوم الجنوب اللبناني ، مشاهد الانفجار كشفت عن حجم المأساة والكارثة التي تعرضت لها لبنان المقاومة ، وسائل إعلام السعودية وأبواق العمالة والخيانة والارتزاق سارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله وإيران بالوقوف خلف هذه الكارثة ، ولم تدخر جهدا في نفي أي صلة للكيان الصهيوني بها ، قبل أن يعلن الصهيوني نفسه ذلك ، وكأن السعودية باتت وكيلة الكيان الإسرائيلي في المنطقة ، وأغرقت هذه الفضائيات وأبواق العمالة والارتزاق في غيها وإسفافها وسفالتها وتوزيع اتهاماتها والترويج لإكاذيبها التي تهدف إلى صب الزيت على النار ، وتأجيج التوتر في لبنان والدفع نحو جرها لحرب أهلية خدمة للكيان الإسرائيلي ، دونما استشعار لمشاعر وأحاسيس أهالي الضحايا الذين سقطوا بين شهيد وجريح ، وعمدوا إلى استغلال الحادثة وتوظيفها لخدمة مخططاتهم ومشاريعهم السياسية التآمرية .
بدت بيروت يوم أمس الأول وكأنها هيروشيما اليابان جراء الدمار الهائل الذي لحق بها ، وكان من المفترض أن تسارع كل الدول العربية وفي مقدمتها دول البترودولار لتقديم واجب العون والإغاثة للشعب اللبناني دون الحاجة للسقوط الإعلامي والابتذال السياسي والعهر الأخلاقي الذي تعاطت به وفي مقدمتها السعودية التي أثبتت حقارتها ووضاعتها وأنها لا تقل خطورة على الإسلام والمسلمين من الكيان الإسرائيلي الصهيوني المحتل الغاصب ، حيث ظهر جليا ومنذ اللحظات الأولى للكارثة سعي الإعلام السعودي توجيهها إلى مكان آخر ، لا يقبل به لا عقل ولا منطق ، خدمة لأجندة وأهداف صهيونية خبيثة ، رغم أن السعودية والعالم أجمع يدركون من هو الطرف المستفيد من وراء هذا الحادث ، ومن له المصلحة في استهداف مرفأ بيروت الذي يمثل عصب الاقتصاد اللبناني ، ويدرك تماما التوقيت الخطير الذي وقعت فيه ، فالكيان الصهيوني هو المستفيد الأول وهو صاحب المصلحة الكبرى في ذلك ، ولا أستبعد أن يكون هو من يقف خلف تفجير مستودعات الألعاب النارية والمخازن المجاورة لها والتي تحتوي على مواد شديدة الانفجار ، وخصوصا في ظل التهديدات المستمرة لمسؤولي حكومة الكيان الصهيوني تجاه لبنان وآخرها تصريحات نتنياهو قبل عدة أيام .
بالمختصر المفيد، ما حصل في مرفأ بيروت كارثة على لبنان خاصة وعلى المنطقة العربية عامة ، ويجب الوقوف عليها بحذر وعقلانية ، وكشف ملابساتها للرأي العام ، وعلى دول المنطقة المسارعة في تقديم واجب العون والمساعدة للشعب والحكومة اللبنانية ، من أجل تجاوز هذه المحنة ، فالوضع خطير ، والاقتصاد اللبناني المنهار بحاجة إلى عملية إسناد ودعم عاجلة وسريعة تؤتي ثمارها سريعا ، لبنان بحاجة إلى الدعم العربي قبل أمريكا وإسرائيل وتمويل الحروب والفتن والصراعات وإشعال الأزمات ، لبنان هي المستحقة للمال الخليجي الذي يصرف على البارات والملاهي الليلية والرحلات الترفيهية لملوك وأمراء آل سعود وآل نهيان ، لبنان بحاجة إلى مد يد العون ، لا إلى إذكاء الفتن وإشعال الحروب والصراعات ، الجمهورية اللبنانية بحاجة للوقوف إلى جانبها لتمكينها من الوقوف على قدميها ، واستعادة عافيتها ، يكفيها حروباً وصراعات وفتناً وأزمات وحصاراً ومؤامرات ، إلى هنا ويكفي ، لبنان لا تستحق كل هذه القسوة وكل هذا الكره وكل هذا الحقد وكل هذا الغل وكل هذا الإجرام .
لك كل الحب يا لبنان ، قلوبنا معك ومع شعبك وجيشك ومقاومتك ، بردا وسلاما يا لبنان ، والخزي والعار لكل الخونة العملاء ، ودمت شامخة علية ، الرحمة للشهداء ، والشفاء للجرحى ، والمجد والخلود لك يا لبنان المقاومة والصمود .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .