الله عليكم يا أهلَ اليمن! ما أروعَكم!
متفرِّدون في كُـلّ شيءٍ، متفردون في تاريخكم وحضارتكم وثقافتكم وأزيائكم وخناجركم!
متفردون حتى في إسلامِكم وطريقةِ دخولكم إليه!
فمن سواكم بين الأمم أقبَلُ على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- مسلمين طائعين غيرَ مكرهين ولا خانعين؟!
مَن سواكم وحدَكم لم يكلف على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- عَناءَ دعوتهم سوى رسالةٍ واحدةٍ فقط بعثها إليكم لم تتجاوز مفرداتُها مفردات رسالة SMS واحدة من رسائل هذا الزمان؟!
من سواكم يحق له أن يحتفلَ اليومَ بهذه الجمعة، أولِ جمعةٍ من رجب الحرام، الجمعة التي أعز اللهُ بكم الإسلامَ فيها يوم أن قدمتم على رسوله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-؟!
لهذا هم يحسدونكم دائماً ويغارون منكم أن لكم عيداً في رجب وهم لا.. فيقولون بدعةٌ ابتدعها أهلُ اليمن!
عن أية بدعةٍ تتحدثون يا (محترمون)؟!
ألا يحتفلَ الناس في كل الدنيا بأعياد خاصة بهم، كما في مصر مثلاً كُـلّ عام بعيد (شم النسيم) ويحتفلون أَيْـضاً في إيران بعيد (النيروز) وكذلك في الإمارات يحتفلون بعيد (الكريسمس)؟!
ألا يحتفل هؤلاء وغيرهم من المسلمين بهذه الأعياد أَو أعياد مماثلةٍ أُخرى كُـلّ عامٍ مع أنها أعياد ذات منشأٍ أَو أصل دينيٍ غير إسلامي؟!
فلماذا لم نسمع أن أحداً منكم يوماً قد اعترض أَو أنكر عليهم ذلك وقال: بدعة ابتدعوها؟!
لماذا لم نسمع أحداً ينكر على (ابن زايد) مثلاً تبديدَه لمليارات الدولارات وهو يحتفل كُـلّ عام بأعياد الكريسمس؟
لماذا لم نسمع أحداً يعترض على احتفالاتهم بأعياد ميلادهم وميلاد آبائهم وأُمهاتهم وميلاد راقصيهم وراقصاتهم ومغنييهم ومغنياتهم، بينما تتعالى الأصوات وتعلو الصرخات كلما أتينا نحن نريد أن نحتفل بعيد ميلاد أُمِّنا – اليمن؟!
نعم إنه عيدُ ميلاد اليمن واليمانيين الأول الذي لا يمكن لأحدٍ من العالمين أن يشاركَهم أَو يشاطرَهم فيه.
فهنيئاً لليمانيين هذا التفرد العجيب والفريد من نوعه وهنيئاً لهم احتفالاتهم بعيد ميلادهم الأول هذا.
وكل عام وأنتم واليمن بألف ألف خيرٍ وعافية.