صباح القدس ليمن سعيد يكتب التاريخ من جديد ويرسم المعادلات، فتقطيع ذيول المطبعين يجعل طريق المقاومة إلى القدس أقصر، فهو يعرف أن القضية أكبر من مجرد إنهاء عدوان، وقد صارت المقاومة من يقرر وجهة كفة الميزان، فليس واردا البحث عن مجرد الاعتراف بالحقائق، بل بتكريسها وفق معادلة الشراكة في أمن الخليج.
وعندما تكشف صحافة الاحتلال عن تفاهم "إماراتي- إسرائيلي" على مركز استخباري مشترك في جزيرة سقطرى اليمنية، لن يتجاهل اليمنيون موقع بلادهم في خريطة المواجهة القادمة وهم يسعون لدولة تحفظ فيها المقاومة، وتصان صواريخها، وهكذا يكتب تاريخها، وهي رغم الكلام الأمريكي المعسول، بل المؤيد بمعطيات إلغاء التصنيف على لوائح الإرهاب، وما يجري بين واشنطن والرياض خلف الباب، لم تتصرف كأنها كانت تبحث عن مجرد الاعتراف أو كأنها كانت تخاف، وكل شيء يقول إنها تتطلع لترسم خريطة الخليج الجديدة حيث لا قواعد أجنبية ولا استبدال للسعودية بقواعد أمريكية ولا انطلاء لكذبة القتال ضد "داعش" و"القاعدة"، فاليمن يكون حرا ومستقلا ويتكفل بإنهاء الإرهاب الذي كان ولايزال حليف خصومه في الذهاب والإياب.
ففي مأرب وفي عدن وفي كل مكان عندما تنهزم قوات العدوان، كان البديل هو "داعش" و"القاعدة"، ويطلبون منهما المساعدة، لأنهم حلفاء في العلن والخفاء، وما يجري اليوم يقول إن العالم يتحول بقوة الثبات والصمود، وأن ثمة زمناً مضى ولن يعود، وأن على الأمريكي الذي يرتب أوراقه أن يغادر مراحل الإنكار ويعترف سريعا أن هناك حقائق كتبت ورسمت معادلاتها تنتظر رفع الستار، ومن يتجاهل سيغرق في مستنقعات الفشل، والأمريكي الذي يريد النجاح يجب أن يدرك معنى السلاح، ومعنى السيادة ومعنى القيادة، ووفقا لهذه القواعد يبنى السلام في اليمن وتطوى أيام الفتن، وألا يستمر القتال حتى تتغير الأحوال، وقد أحسن صنعا من فهم على اليمن ما قيل وما يُقال، واليمن يتحدث لمرة واحدة، طريق السلام واحد، التسليم بأن لا أثمان ستدفع من السيادة، وأن من معه الشعب له القيادة.
* نقلا عن : لا ميديا