|
“الردع السادسة” في العام السادس
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 3 أيام الثلاثاء 09 مارس - آذار 2021 07:01 م
يبدو أن صيف السعودية لهذا العام سيكون الأكثر سخونة منذ بداية العدوان على بلادنا، حيث شكلت عمليات الردع النوعية التي تنفذها القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير اليمني ضد الأهداف السعودية داخل العمق السعودي والتي يستخدمها النظام السعودي في عدوانه الهمجي وحصاره الإجرامي ضد وطننا وشعبنا منذ ما يقارب الست سنوات، حيث مثلت عمليات الردع النوعية رسائل تأديبية رادعة للكيان السعودي الإجرامي المتغطرس الذي ظل وما يزال على غيه وغروره وسطوته وإجرامه، رافضا الانصياع لصوت العقل والحكمة ودعوات إحلال السلام في اليمن وإيقاف العدوان ورفع الحصار .
بعد أيام قليلة على تنفيذ عملية توازن الردع الخامسة التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية سعودية وقبل أن يلتقط العدو السعودي أنفاسه ويتجاوز تداعياتها وآثارها وفي الوقت الذي ما تزال وسائل إعلام العدوان تولول وتعبر عن إدانتها واستنكارها للعملية في سياق مسارها الإعلامي التضليلي الهادف إلى خلط الأوراق وفبركة الأحداث وتزييف الحقائق التي تحاول تصوير الجلاد أمام الرأي العام العالمي على أنه ضحية ، وتقديم الضحية المعتدى عليه الذي يتعرض للقتل والإبادة والحصار الخانق منذ ست سنوات على أنه الجلاد؛ لمجرد قيامه بعمليات نوعية ما بين الفينة والأخرى في إطار الحق المشروع في الرد على العدوان والدفاع عن النفس والرد على جرائم العدوان وقصفه اليومي للممتلكات العامة والخاصة، كان أبطال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير يعدون العدة لعملية توازن الردع السادسة والتي شكلت ضربة موجعة جديدة للكيان السعودي الذي لم يوقف عدوانه ولم يرفع حصاره ويصر على عربدته وإجرامه .
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية كشف عن تفاصيل العملية المؤلمة للعدو السعودي، العمليةٍ الهجومية الواسعة المشتركة لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية اليمنية والتي استهدفت العمقِ السعوديِّ بأربعَ عشرةَ طائرةً مسيرةً وثمانيةَ صواريخَ بالستية، حيث نجحت عشرُ طائراتٍ مسيرةٍ نوع “صماد3” وصاروخ “ذو الفقار” في استهداف خزانات شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة في المنطقة الشرقية السعودية وهو الميناء الأول في العالم والذي يصدر عبره 90% من صادرات السعودية النفطية، كما تمكنت من استهداف عدد من الأهداف العسكرية في الدمام، في الوقت الذي تم فيه استهدافُ مواقعَ عسكريةً أخرى في مناطقَ عسيرَ وجيزانَ بأربعِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع قاصف 2k وسبعة صواريخ نوع “بدر”، وبحسب العميد يحيى سريع فإن الإصابة كانتِ دقيقةً بفضل الله وتأييده.
عملية “توزان الردع السادسة” تأتي مع قرب انقضاء العام السادس للعدوان على بلادنا وفي ظل استمرار الحصار ومنع سفن المشتقات النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة واحتجازها لعدة أشهر بهدف التضييق على المواطنين وتحميل شركة النفط أعباء مالية نتيجة الغرامات التي تفرضها الشركات المالكة لتلكم السفن ، وبالتزامن مع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في معركة تحرير مارب والتي تسعى السعودية للحيلولة دون تمكين الجيش واللجان من تحريرها وتطهيرها من دنس الغزاة والمرتزقة ومليشيات التكفير والإرهاب والإجرام ، حيث شكلت صفعة جديدة لأمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي والكيانين السعودي والإماراتي ومن دار في فلكهم الذين يطالبون بإيقاف معركة تحرير مارب ويمارسون الضغوطات على القيادة الثورية والسياسية من أجل ذلك ، وإذا بالرد يأتي وللمرة الثانية من خلال عملية “توازن الردع السادسة” التي استهدفت ميناء رأس التنورة الاستراتيجي في رسالة يمانية شديدة اللهجة للكيان السعودي، مفادها أنه لا اعتبار في اليمن للتهديدات والمطالبات الأمريكية ومن معها بشأن حق الشعب اليمني في الرد على الإجرام والتوحش الأمريكي والسعودي، ولا يمكن إيقاف العمليات اليمنية إلا في حال توقف العدوان ورفع الحصار.
بالمختصر المفيد، عمليات توازن الردع لن تقف عند العملية السادسة ، وعلى السعودي أن يعيد مراجعة حساباته ويدرك مغبة عنجهية وانبطاحه للأمريكان وتنفيذه لأجندتهم، فهو الخاسر الأكبر من وراء ذلك، ولن تتوقف عمليات توازن الردع ولا معركة تحرير مارب حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار، هذا هو خيار اليمن قيادة وحكومة وجيشا ولجانا وشعبا ، لن ينفعه الأمريكي ولا البريطاني ولا الإسرائيلي، هو من سيكتوي بنيران عملياتنا النوعية، هو من سيتحمل تداعياتها وانعكاساتها على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية في الداخل السعودي .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله. |
|
|