أعتقدُ أن استهدافَ ميناء رأس تنورة النفطي السعودي لم يكن سوى رسالة تهديد مبدئيةٍ أكثر من كونه هجوماً مباشراً أراد اليمنيون من خلاله وبالدليل القاطع تنبيه (التحالف) السعودي الإماراتي أنه لم تعد هنالك نقطةٌ ما في أراضيهم إلا وقد أصبحت اليومَ في متناول أيدي اليمنيين وتحت رحمة صواريخهم وطائراتهم المُسيَّرة.
هذا بالطبع يؤكّـدُ ما ذهبت إليه في مقالٍ لي نشرته قبل أكثر من عام بعنوان (عاصفة الحزم في مواجهة النَفَس الطويل) في أنه وكلما طال أمد هذا العدوان كلما أتى ذلك في صالح اليمنيين (أنصار الله وحلفائهم) على حساب القوى المتحالفة ضدهم.
أعتقد أن السعوديين والإماراتيين قد استلقفوا الرسالةَ واستوعبوا مكنونَها جيِّدًا، الأمر الذي قد يجبرُهم على المدى القريب أَو المتوسط على إعادة النظر في سياساتهم العدوانية تجاه اليمن وربما في تحالفاتهم أَيْـضاً.
اليمنيون بدورهم لم يعد هنالك ما يخسرونه أَو يخافون عليه جَــرَّاءَ الضربات والغارات السعودية مهما تعاظمت أَو اتسعت رقعتها أَو كانت قوتها سوى ما تسببه وتلحقه من خسائرَ بشريةٍ في جانب المدنيين العزل والآمنين في مخادعهم!
الدورُ والباقي على السعوديين والإماراتيين الذين وبطائرة مسيرة يمنية واحدة لا يتجاوز تكلفتها الألف دولار يمكن أن يخسروا الكثير والكثير مادياً ومعنوياً!
هذا يقودُنا في الأخير إلى حقيقة مفادها أننا وباستهداف ميناء رأس تنورة قد دخلنا مرحلة جديدة من الحرب تفضي في المحصلة إلى معادلة مغايرة أُخرى تقول: إن ما قبل استهداف ميناء رأس تنورة لن يكون وباختصار كما بعده.