هل تعرفون ما هو أسوأ ما في كورونا؟
أسوأ ما في كورونا هم العرب!
لو ظل كورونا جاثماً على رؤوسهم مئات السنين يتخطفهم طيره واحداً بعد آخر لما حركوا في وجهه ساكناْ واحداً سوى الخنوع له وأبصارهم وعقولهم طبعاً شاخصة ناحية الغرب أَو الشرق متى يصنعون له لقاحاً!
وهكذا هم العرب دائماً أصبحوا في كُـلّ شيء!
فهل أصبح الخنوع في هذا الزمان سمةً عربيةً يُعرَفون بها أينما حَلُّوا أَو ارتحلوا حتى لدى كورونا؟!
يعني العالم كله يشتغل على مدار الساعة أملاً في تفكيك شفرة كورونا والبحث له عن لقاح أَو علاج ونحن العرب لا شغل لنا سوى تتبع أخباره ونسج الخرافات والقصص حوله كما كنا ننسج من قبل أقاصيص وخرافات الزير سالم مثلاً أَو ألف ليلة وليلة أَو… أو… أَو… لا لشيء طبعاً سوى الهروب من قدرٍ محتومٍ ومصيرٍ مجهول نترقبه وننتظره والتسليم ضعفاً بما قد يفعله أَو يحدثه بنا هذا الفيروس!
كما هو الخنوعُ والفسادُ وتزييف الوعي وتحريف المفاهيم وأشياء كثيرة تفننوا وتميزوا بها.. كذلك (التكتم) أصبح سمةً من سمات هؤلاء العرب ولازمةً تلازم حكوماتهم وسياساتهم أَيْـضاً، فلو رأى الناس الشمس مثلاً بأم أعينهم وقد طلعت من المغرب لما وسع حكومات العرب إلا أن تتكتم وتوهمهم بعكس ذلك تماماً بل وتصر عليهم أن لا يؤمنوا يقيناً إلا بما تقول!
وهكذا هم العرب دائماً يتكتمون في كُـلّ شيء!
حتى وهم يواجهون كورونا يتكتمون!
يتكتمون بدعوى الحفاظ على سياسات ومصالح عليا سياسية أَو اقتصادية أَو كما يدعون دائماً حماقةً وعجزا!
فلو أُصيب ثلثا العالم العربي مثلاً بكورونا ورأى العالمُ الناسَ يتساقطون في الأسواق والطرقات لما وسع حكوماتنا الرشيدة هذه طبعاً إلا أن تتكتم وتعطي أرقاماً مغايرةً تماماً كتلك الأرقام التي اعتادوا إعطاءَها في مواسم الانتخابات مثلاً أَو الاستفتاءات أَو غيرها مما شابه ذلك، أقل بكثير طبعاً من ربع العشر أَو ربع ربعه! فليس هنالك في العالم كله وكما هو معروفٌ دائماً من يجيد لعبة الأرقام هذه سوى العرب!
والنتيجة ماذا؟!
فاشلون في كُـلّ شيء، فاشلون وخائبون وعاجزون وخانعون وتائهون وفاسدون ومفسدون إذَا رأيتهم حسبتهم (كورونا) ولكن على هيئة بشر!
فهل رأى الدهر (كورونا) مثلنا؟!