علي الدرواني
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
علي الدرواني
دول الطوق ولعنة الجغرافيا والرد المرتقب لجبهة الإسناد
دماء الشهداء توحِّد الأمة وتسقط أوهام المستكبرين
العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة.. لا ترميم للردع
بعد عدة تحذيرات للرياض.. "يافا" تقصف "تل أبيب"
رهان الرياض على واشنطن.. انتهاء الوهم
عن الفرط صوتي والثغرات القاتلة في حاملات الطائرات الأمريكية
خلية التجسس الأمريكية تعيد تعريف الدبلوماسية والتنمية والتطوير
التنسيق المشترك بين اليمن والعراق يثمر قلقًا أميركيًّا
“ايزنهاور”.. هل يمكن أن تغرق؟
الفشل الأميركي في البحر الأحمر وخيارات توريط السعودية

بحث

  
مشروعُ الشهيد القائد.. الأُسُسُ والمنطلقات
بقلم/ علي الدرواني
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر و 13 يوماً
الأحد 27 فبراير-شباط 2022 05:57 م


في الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي، نغتنمُ هذ المناسبة لنتعرف عليه، ونقترِبَ من فكره، وحركته، ومشروعه، فهو ليس مُجَـرَّدَ مفكر، أَو منظر، أَو مُجَـرّد قائد، أَو زعيم، بل هو صانعُ تحوُّلٍ عميق على مستوى النظرية والتطبيق، تأثر بالأحداث ووضعها في كفة، ووضع حقائق القرآن الكريم في كفة، ووجدها شاهدة على صحة ما فيه، ووجد القرآن يشرح تفاصيلها، ويكشف زواياها، ويسبر أغوارها، فانهمك مع آياته، وسبح في ملكوته، ونظر في أعماقه، وأخرج لآلئه، واستضاء بأنواره، وأدرك بثاقبِ نظرته أن القرآنَ كما وصف نفسه، تفصيلٌ لكل شيء، وتبيانٌ لكل شيء، وفيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم، وفصل ما بينكم، وأن مَن حَكَمَ به عَدَلَ ومَن هَدَى به هَدَى إلى صراط مستقيم.

في وقت كانت المشاريعُ الداعيةُ للأُمَّـة إلى العودة إلى القرآن، من هنا وهناك، تحتِ شعارات الإسلام هو الحل، القرآن هو الحل، وضع الشهيد القائد هذه الحلول موضع التنفيذ العملي، وتجاوز بها مراحل النظرية.

وفي ظل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية على الأُمَّــة، والتوجّـه لغزو أفغانستان، والعراق، وما كانوا يحضّرون لما بعد العراق، كان يدعو إلى عدم الخضوع والاستسلام، وعدم الخوف من واشنطن وسلاحها، ويؤكّـد أن بإمْكَان المسلمين هزيمتها، كانت النماذج في الأُمَّــة ماثلة أمامه تحقّق مضامين القرآن، فالثورة الإسلامية الإيرانية كانت مثالاً يحتذى به على هزيمة الطاغوت، والقدرة على التغيير، والنهوض بالأمَّة، ونفض غبار السنين، وإمْكَانية التحرّر من الهيمنة الأجنبية، والخروج من ربقة التبعية للغرب والشرق، وأن تكون معاييرنا إلهية بعيدة عن المادية الصاخبة للحضارات الزائفة، وأن: (من أخطر ما يضرب الأُمَّــة، تصبح المقاييس مادية كلها، بدلاً عن أن تكون كما قال الإمام الخميني رحمة الله عليه: معايير إلهية، هو قال: “يجب علينا أن تكونَ معاييرُنا إلهيةً” أي المقاييس التي من خلالها نتعامل مع الآخرين، أَو نقف مع الآخرين إلهية وليست مادية).

وكانت فكرة حزب الله، وجهاده ومقاومته للعدو الإسرائيلي، وهزيمته، وُصُـولاً إلى طرده من لبنان وتحرير جنوبها في 2000م، مصاديق لآيات الكتاب الكريم، وأن من يتوكل على الله فهو حسبه، وأن النصر معقود على سواعد المتوكلين على الله والمؤمنين به، وأن (الأعمال التي تأتي من جانب حزب الله وحركة حماس وَالجهاد والحركات المجاهدة، إسرائيل ترى نفسها كبيرة، ومؤثرة، ويأتي هؤلاء يزعجونها إزعاجاً يجعلونها تبدو صغيرة! يُقَزِّمُونَها أمام الآخرين! أليس هذا عذاباً مهيناً؟! مهين، هذا مهين)، وكان يذكر بما حصل في جنوب لبنان: (أصبح الناس في جنوب لبنان لا يخافون إسرائيل، يتجرأون على إسرائيل، يتحدونها، عروض عسكرية تحت مرأى أقمارها، مرأى ومسمع وسائل إعلامها، يتحدونها بكل جرأة، وبكل قوة، وهم حزب واحد فقط، في جنوب لبنان، بينما هُزمت أمامها جيوشٌ عربية متعددة؛ لأَنَّهم كانوا غُثاءً كغُثاءِ السيل، ليسوا بمستوى أن يحظَوا بأقلِّ نسبة من نصر الله).

إذن هناك نماذجُ ماثلةٌ أمامنا على القدرة على هزيمة الأعداء والقدرة على مقاومتهم، وتقزيمهم، وأن خيار الانحناء للعاصفة ليس خياراً صائباً، بل المواجهة المؤمنة الصادقة هي الحل.

تحَرّك الشهيد القائد تحت هذه العناوين، وأمامه أهداف ليس أقلها تحرير الأُمَّــة من نير الاحتلال الأمريكي المقنع، والهيمنة الإسرائيلية الخفية، صدع بصرخة الحق في وجه الشيطان الأكبر، في ظل أوج الانتشار الأمريكي في المنطقة، والبوارج على أبواب البلدان العربية، والقطع البحرية تجوب بحارها، وتحاصر موانئها، وترسو قبالة سواحلها، وطائراتها تحلق في سماء أي بلد تريد، بدون حسيب ولا رقيب، تنحني لها هامات أعتى الجيوش، يقولون نخشى العصا الغليظة، فيذكرهم الشهيد القائد: (يقولون: خوفاً من العصا الغليظة، العبارة الجديدة التي سمعناها من البعض: الخوف من العصا الغليظة! وأي عصا أغلظ من عصا الله، من جهنم، ومن الخزي في الدنيا؟ هل هناك أغلظ من هذه العصا؟).

إذن يكفي أن نعرف أن الأسس والمنطلقات للتحَرّك المبارك استندت إلى صريح القرآن الكريم وآياته البينات المحكمات وهدفت لإعادة الأُمَّــة للهدي القرآني بغرض انتشالها من مستنقع الخضوع والارتهان للغرب.

اختار الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي طريقاً صعباً، يدرك أنه في مواجهة الطاغوت الأكبر، وأن واشنطن التي خضعت لها دولٌ وإمبراطوريات وحكوماتٌ وجيوش، لن يقر لها قرار إلَّا باستهدافه، وتحريك أدواتها لوقف تحَرّكه، وكان يؤكّـد على مواجهة يزيد العصر سيسقط ابن زياد على الهامش، وهذا الذي حصل.

في ظل التوجُّـهِ الأمريكي للسيطرة على الأُمَّــة وحكومات المنطقة وتطويع أنظمتها وتدجين شعوبها، والشوط الكبير الذي قطعته في سبيل ذلك، كان أشبه بالمستحيل أن يتم تجاوزه، إلَّا أن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، كان لديه إيمَان عجيب وعظيم، بالقدرة على التغيير، معتمداً على الله ووعده بالنصر، كله ثقة بوعد الله لعباده بالنصر، والغلبة في آخر المطاف.

إنَّ ما يجري في اليمن وصمودها الأُسطوري ما هو إلَّا مصداق للتطبيق العملي للإيمَان بالله والتمسك بهديه في مواجهة أعداء الأُمَّــة وأعداء الإنسانية، وها هو الشعبُ يتجاوَزُ سابعَ أعوام العدوان الأمريكي، مقترباً من النصر الناجز، وها هي جحافلُ العدوان تتهاوى تحت أقدام المتوكلين على الله، لتصنع نموذجاً جديدًا للأُمَّـة، على طريق الاعتداد بالنفس والقدرات الذاتية، وأنها مهما كانت بسيطة ومتواضعة، إلَّا أنها بفضل الله تغلب أفتك الأسلحة، وتهزم أحدث المعدات العسكرية.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
يحيى المحطوري
قائدُ المسيرة القرآنية "1"
يحيى المحطوري
منى المؤيد
أعطوني مقاتلاً يمنياً ..!
منى المؤيد
عفاف محمد
رسالة إلى روح الشهيد القائد
عفاف محمد
علي القحوم
في ذكرى الشهيد القائد
علي القحوم
زياد السالمي
تناقض الموقف بشأن اليمن وأوكرانيا !!
زياد السالمي
د.حمود عبدالله الأهنومي
الشهيد القائد مربياً للأمة
د.حمود عبدالله الأهنومي
المزيد