لو كانت السعودية تعلم أن إيران هي المحرك أو الموجه الأساسي لأنصار الله في اليمن..
لو كانت تعلم أنها هي المتحكم أو المهيمن على قرارات وخيارات أنصار الله هناك..
لو كانت تعلم يقيناً أن إيران يمكن لها أن تملك من أمر أنصار الله في اليمن شيئا..
لو كانت تعلم ذلك كله،
لكانت -وبكل بساطة- قد ذهبت إليها من بدري وتفاوضت معها مباشرةً على أي إتفاقٍ أو تسويةٍ تضمن خروجها الآمن من هذه الورطة أو المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه في اليمن!
يعني بالضبط كما فعل الرئيس (عبدالناصر) معها نفسها ذات يوم حين قرر النجاة بجيشه والخروج من ذلك المستنقع اليمني الذي جرته السعودية إليه في عقد الستينيات من القرن الماضي!
المسألة تبدو بسيطة للغاية.
لكنها في الحقيقة تعلم يقيناً أن القرار ليس هنالك في (طهران) حتى تكلف نفسها عناء الذهاب أو التخاطب معها!
القرار هنا في (صنعاء)!
هي تعلم ذلك جيداً حتى وإن هي تظاهرت أو أظهرت غير ذلك!
هي تعلم كذلك أن ما ظلت تروج له وتدعيه من تواجد أو حضور (إيراني) في اليمن لم يكن في حقيقته سوى وسيلة من الوسائل الإبتزازية والإنتهازية الرخيصة التي استخدمتها ولازالت لغرض استدرار تعاطف (اليمنيين) واستثارة حفيظتهم وتأليبهم جميعاً على أنصار الله ليس إلا!
لذلك استغرب من أولئك المعتوهين والمتوهمين الذين ما انفكوا يعتقدون جهلاً بأن تسعة وتسعين في المائة من أوراق اللعبة هي في طهران، كيف يفكرون، وعلى أي أساس قد بنوا ويبنون نظريتهم هذه!
أنصحهم..
أنصحهم أن لا يسترسلوا كثيراً في أحلامهم وأوهامهم هذه حتى لا يستفيقوا يوماً وفي لحظةٍ من اللحظات على وقع ركلةٍ مفاجئة أو صفعةٍ مدويةٍ يتجاوز صداها ويُسمع في الآفاق.
فالسعودية، متى ما أرادت أو طلبت السلام، تعلم جيداً كيف ومتى وأين تجد هذا السلام.
لكنها في الحقيقة وعلى ما يبدو لا تريد السلام!
هي فقط تريد الخروج من مأزقها الحالي في اليمن دون إحلال السلام فيه.. وهذا بالطبع ما لم ولن يكون لها أبداً، وهنا تكمن المشكلة!
* نقلا عن :رأي اليوم