بين السنة الأولى والثامنة من العدوان تدافعت متغيرات وتبادلت معطيات وتحولت معادلات، وإذا بالزمان انتصاراً وبالمكان نصراً وبالحرب فرصة وبالدم جيشاً وبالأشلاء أمناً وبالجوع عفة وبالحصار عزة وبالسلطة ثورة وبالعدوان إعلان هزيمة وبالمرتزقة نجمة سداسية وبالتفاوض ندية وبالمتكبرين مهادنة وبالاستكبار هدنة وبالناس شعباً والكل بالله.
وبعيداً عن صخب قنوات الضلال وكذب مواقع التضليل، وقريباً من وقائع الأحداث وحقائق الأمور، وسواء أدرك البعض الحق أم لحق البعض الآخر الباطل، وأياً كان السيناريو: رواتب هدنة أم ترتيب حرب، وبغض النظر نزل «مبس» و»مبز» من الشجرة بسلام فرصة أم بقيا في انتظار من ينزلهما عنها بسلالم العض على أصابع الندم، وحتى وإن تبقت على الطريق خطى وبقيت في الدرب خطايا؛ فإن النجد يهدي الحليم المجد، وإن المجد يمضي على أكف الغيم نصراً، ومن على أعلى قمة جبلٍ بين البحر والبحر سيهتف الصبر: انتصرنا!
من المؤكد طبعاً أن التكتيك الأمريكي الحالي يرتكز في إدارة العدوان على اليمن على المماطلة في وقف الحرب والالتفاف على رفع الحصار. ومن الواضح كذلك أن التجربة أثبتت بما لا يدع لحسن النوايا من مجال أن حقوق اليمنيين لن تتأتى إلا بالقوة أو بالتلويح بها. وهنا يكمن مربط فرس السبق والرهان. أما المراوحة بين سلامٍ لا يأتي وبين حربٍ لا تنقضي فهي ورب الكعبة الهزيمة. إنه فخ أمريكي يجب الإفلات منه، ثم إعادة التموضع والضغط عليه واسترداد مؤشر بوصلة النصر. «لا تركنوا إلى الذين ظلموا»، ولا ترهنوا باب المندب بشاقوص كييف، ولا تسكنوا إلى مسكنات غرودنبرغ ولا مهدئات ليندركينغ، بل دقوا على تكتكات طرمبات أرامكو، واضربوا على ظهور براميل أم ظبي و»زوعوا حدجة» الخليج حتى يخرج اللبن!
* نقلا عن : لا ميديا