تخيلوا معي للحظةٍ واحدةٍ لو أن الزمان يعود بنا جميعاً في اليمن إلى حقبة ما قبل الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧.. يوم الاستقلال المجيد.
برأيكم.. أين سيجد كُـلّ من القوى المتصارعة والمتقاتلة اليوم في اليمن موقعه ووضعيته على خارطة الصراع آنذاك؟
من المعروف طبعاً أن محاور الصراع يومها كانت تتشكل من ثلاث قوىً رئيسية هي على النحو التالي:
١- جيش الاحتلال البريطاني أَو ما كان يطلق عليهم (قوات الحماية) البريطانية.
٢- الحكومة الموالية للبريطانيين بكل تشكيلاتها المدنية والعسكرية والداعمة لبقائهم في الجنوب أَو ما كان يطلق عليهم (المحميات) الممثلة لشرعية الدولة أَو الاتّحاد.
٣- الثوار والمقاتلون الرافضون والمقاومون للاحتلال البريطاني والحكومة الموالية له أَو ما كان يطلق عليهم (المتمردون).
الآن وبالعودة إلى سؤالنا السابق وعلى ضوء هذه القوى المتصارعة والمتقاتلة في ذلك الوقت المذكورة آنفاً.. برأيكم، أين ستجدون القوات السعوديّة والإماراتية ومن وراءهم ممن يسمون بالتحالف هناك؟
وأين ستجدون الحكومة الموالية للسعوديّة والإمارات بكل تشكيلاتها العسكرية أَو ما يطلق عليها (الشرعية) هناك أيضاً؟!
ألا ينطبق دور كُـلّ منهما اليوم على ذات الدور الذي كان يقوم به البريطانيون والحكومة الموالية لهم في ذلك الوقت في اليمن؟
طيب.. وماذا عن المحور الثالث الرافض والمقاوم لهذين المحورين؟ أين ستجدونه؟!
ألا ينطبق الدور الذي يقوم به اليوم على الدور الذي كان يقوم به الثوار والمقاتلون الرافضون والمقاومون في ذلك الوقت للوجود والاحتلال البريطاني والحكومة الموالية له؟!
بصراحة أترك الحكم هنا لكم اليوم..
أما النتيجة النهائية لكلتا الحالتين، فأعتقد أن صبيحة الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧ قد بتت في أمرها وحسمته نهائيًّا لصالح كُـلّ من يحمل على عاتقة مسئولية ومهمة تحرير واستقلال الوطن على مدى كُـلّ السنين والآباد.
فهنيئاً لشعبنا اليمني العظيم احتفالاته بعيد الاستقلال المجيد هذا وهنيئاً له كذلك استعداده لاستقبال عيد استقلال مجيدٍ آخر بدأت ملامحه -بكل تأكيد- تلوح في الأفق.
وكل عامٍ وأنتم وَ (اليمن) وَ (فلسطين).. بألف ألف خيرٍ وعافية.