أقسم بالله العظيم إن الأنصار لو طلبوا من تحالف العدوان توريد 50% من قيمة عائدات الصادرات النفطية إلى حسابات أشخاص منهم بشكل سري على أن يسمحوا له باستئناف نهب النفط لوافق التحالف على ذلك، بل وسيستبشر ويعتبرها بادرة تشير إلى مخرج لانتهاء ووقف التكاليف والنفقات الضخمة التي ينفقها تحالف العدوان.
فمثلا: الأقمار الفضائية تراقب اليمن والإيجار بالساعة وبمبالغ كبيرة جدا، والبوارج الحربية تحاصرنا والإيجار أيضاً بالساعة، والكثير الكثير من الأشياء التي تستوجب صرف مبالغ طائلة حتى في ظل الهدنة والسلام. أما عن التكاليف في حالة الحرب فهي خيالية، لاسيما في ظل وجود أصحاب الكشوفات الوهمية ومن يحرقون مخازن الأسلحة الضخمة بعد نهبها للتغطية والتستر على الناهبين والكميات المنهوبة.
وبالطبع الـ50% من قيمة 120 ألف برميل نفط يومياً ليست إلا جزءا يسيرا من الثروات المنهوبة أيضاً يومياً من نفط وغاز وذهب ومعادن وأسماك و... و... و... إلخ، وهذا كله غير السيطرة على خط الملاحة الدولية كاملا وباب المندب والجزر والمنافذ البحرية.
كل الخسائر والتكاليف ستتوقف وسيعود زمن السطو والنهب والاستحواذ والسيطرة العالمية بموافقة السلطة الخائنة بمجرد أن يمد الأنصار أيديهم للعدوان الكوني ويقولون لقوى الشر العالمية: أعطونا كذا وكذا... فهذه هي اللحظة التي يبحث عنها العدو (أن يتحول الأنصار من أصحاب قضية وطنية إنسانية إلى أصحاب مصالح شخصية)؛ لأن ذلك سيكون البداية التي ينطلق منها العدو إلى إعادة التبعية ولو بشكل تدريجي، ويعلم الجميع ما الذي خسره اليمن أرضاً وإنساناً مقابل تلك التبعية المجحفة، وبمجرد أن وصلت السلطة إلى الأنصار جن جنون كل المستفيدين من التبعية، أو بالأصح كل ناهبي ثروات الوطن ومحتلي أهم مواقعه الجغرافية، بعكس شعورهم عند وصول الدنبوع إلى السلطة، بل إنهم هم من عملوا على إيصالها إليه، لأنهم يعلمون أنه لن يحرك ساكناً ولن يغير شيئاً فيما يخص ما كان يتم من نهب كنتائج للتبعية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر: سيستمر الخونة من أمثال حميد الأحمر وإخوانه (الجانب القبلي للإصلاح والإخوان)، وعلي محسن وزمرته (الجانب العسكري للإصلاح والإخوان)، والزنداني وصعتر واليدومي (الجانب الديني للإصلاح والإخوان)، بنهب فتات الفتات من الثروة مقابل غض الطرف عن نهب الأسياد للثروة كاملة (ارتزاق رخيص ودنيء)، وسيتغير العفافيش القدامى بجدد (أحمد، طارق، يحيى... العيال كبرت). لكن التغيير كان أكثر مما توقعوا ومما درسوا وخططوا له، فقد ظهر أنصار ربي بشكل لم يتوقعه العدو وبصورة مفاجئة باتوا في أعلى الهرم واجتثوا كل الخونة بمن فيهم من استمر في الخداع والتمويه (إلى فتنة كانون الأول/ ديسمبر).
ومن هنا بدأ العدو بدراسة الأنصار دراسة مستفيضة ليعرف كيف يمكن شراؤهم، لاسيما وأن المخترقين للمسيرة لا يملكون القرارات المصيرية، لا هم ولا المتسلقين والمتلونين.
* نقلا عن : لا ميديا