د.محمد حسين بزي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.محمد حسين بزي
شريعتي في ذكراه ال 46 والمرآة الثلاثية
حُبُّ محَمَّد

بحث

  
مقام اللقاء..مولانا الرومي وشمس تبريز
بقلم/ د.محمد حسين بزي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 23 يوماً
السبت 31 ديسمبر-كانون الأول 2022 08:21 م


 
إنّه صباح السبت، السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 642هـ. وصل إلى قونية. ماج الدهر، تدافع الربيع، مزّق الوقت ساعاته ونثر دقائقه اللازوردية، حتى كدت لا تعرف الفجر من الغسق، ولا الظهر من المغيب. التهب الماء في أباريقِ الفضة في مساجد قونية. بعض المحاريب تشققت شوقاً. مصابيح الظهر غدت من الضوع مزهريات تتراقص في الهواء المعشوشب بخضرة الحضرة. عمّال الغيب يتناوبون على إدراك الحاضر. بعضهم فهم، والبعض الآخر عاد إلى السماء يسأل ويتساءل: ما هي آلام العقل؟
ما هي محنة التحقيق؟ كيف يهوي الطود الشامخ من على بغلة؟! أي مقام احمرّت الأشجار حياءً منه ورهبة؟! لِمَ الضفاف لم تعد على أطراف الأنهار؟! لِمَ صارت كومات من الغيم المردوم على البسيطة لكنها تسعى، حتى صارت تتنازعها أسئلة من يدعون علماً، ولا جواب...؟!
هذا محفل الأسئلة وطاحونتها الكبرى. هذا بستان اللا جواب في المسموع. هذا رواق اللا شيء في المرئي. هذا مرج البحرين وهرج القلبين وزجج الروحين. إنّه المكين إذا مددت البصر، والقريب إذا أبعدت النظر. كان التاريخ يمر كأنّه البرق العسوف، في الليل المعتسف بالنهار المتعسف!
على من تقرأ مزاميرك يا داوود وليس من السامعين إلَّا اثنين؟!
الغموض سيد الحضور. هذا المحيط البشري أصم أبكم؛ لكنه ينظر فم الوادي ولا يستطيع رؤية نور محمد. كلهم محجوبون عن سناء النملة في مهد سليمان، وعن يقين إبراهيم في أصنام آزر. العلم حجاب. «مزِّقِه!»؛ قالها سيد الوقت. ألقِ بكل كتبك وقراطيسك في يمّ زليخة، واكسر دواتك التي بلّلت قميص يوسف من دمع يعقوب في أورشليم، فنوح ينادي للطوفان الثاني. وحتى تسلم؛ اكتفِ بدخان بركان العشق الذي أسعد السماء فانتشت عروساً للكون، واتكأت على الأرض لتشهد مخاض الروح الجديد من قريب. ولتكن أول الشاهدين على الشمس في روح مولانا.
في الستين من عمره كان ولد شمس تبريز، وفي الأربعين ولد مولانا الرومي، فكانت مئوية السماوات الشداد دليلنا على الخالق.
 من الفصل العاشر من رواية «في حضرة العشق» للدكتور محمد حسين بزي، تصدر قريباً عن دار الأمير في بيروت.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
لماذا يخشى الغرب من الصوت الإسلامي الصحيح؟!
الجبهة الثقافية
عبدالحكيم المعلمي
المقالح.. أيقونة البلاد وحارس المعنى الكبير
عبدالحكيم المعلمي
الجبهة الثقافية
وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
الله وحده هو من يملك حق التشريع لنا، وحق ولاية أمرنا
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
شتان بين حاكمية الله وحاكمية البشر
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
حين انتشر الربا بين الناس عاشوا مظاهر حرب من الله في اقتصادهم وتجاراتهم
الجبهة الثقافية
المزيد