لا يجب أن ننتقد كل شاردة وواردة. هناك أشياء بالإمكان تصحيحها من خلال إيصالها إلى المعنيين، وعلى السلطة التوضيح بمصداقية، وليس من خلال إنكار الواقعة أو الحدث كما تم في موضوع التعميم من مديرية السبعين إلى مطاعم حدة بطلب إثبات صلة القرابة، أو بخصوص مذكرة مدير مكتب الثقافة بالأمانة... اعترفوا بالحقيقة، وبأنه تصرف فردي وتم التصحيح. والأهم من ذلك هو معاقبة صاحب «النثرة»؛ فغياب العقاب يؤدي إلى تكرار «النثرات» والتصرفات الخاطئة. كما يجب ألا تستبعدوا أن يكون التصرف متعمداً، لإثارة السخط والتشويه، وليس مجرد خطأ ناتج عن غباء أو تسرع وقلة بصر.
كما أن هناك أشياء لا يجب أن يكون السخط فيها موجهاً لحكومتنا، مثل موضوع انقطاع المرتبات؛ لأن المتسبب في ذلك هو تحالف العدوان، من خلال نهب عائدات تصدير النفط. وطالما قواتنا العسكرية مستمرة في تنفيذ توجيهات القيادة الثورية بشأن وقف نهب النفط فعلينا أن نطمئن، لاسيما في ظل فشل كل المساعي والوساطات وإصرار القيادة على عدم استئناف تصدير النفط إلا بصرف مرتبات جميع الموظفين بشكل شهري وشروط أخرى لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل مؤقت.
أما عن شروط الحل الشامل فتتضمن وقف العدوان بشكل نهائي وبكل أشكاله، وخروج المحتل من كل الأراضي اليمنية، وإعادة الإعمار، ودفع التعويضات، واحترام السيادة... ورغم كل عروض الترغيب ومحاولات المقايضة مقابل تنفيذ مصالح لقياداتنا تشمل الثروة، ولمكون الأنصار بشكل عام تشمل السلطة، وكذا التهديد باستهداف شخصيات قيادية؛ إلا أن الرضوخ خوفاً من التهديدات أو الاستجابة للأطماع والمصالح الضيقة لا وجود لها في قاموس المخلصين، وهم من يملكون زمام القرار.
وكل ما نريده بشأن الشروط الأخيرة التي طرحتها قيادتنا مقابل وقف إطلاق النار مؤقتاً هو تحديد فترة زمنية للمفاوضات غير المعلنة؛ فالعدو يماطل ويراهن على عامل الوقت لزعزعة الوضع الداخلي وإثارة السخط الشعبي من جهة، وترتيب أوراقه من جهة أخرى. وبالنسبة لمسألة زعزعة الوضع الداخلي وإثارة السخط الشعبي، فالعدو يستخدم عدة وسائل للوصول لهذا الهدف، أهمها سياسة التجويع، من خلال الإمعان والتشديد في حربه الاقتصادية، وكذا استغلال تزايد المظالم الشعبية والوضع المزري في كثير من المؤسسات والمرافق الحكومية، بالإضافة إلى توجيه الرأي العام باستخدام الإعلام.
أما بالنسبة لمسألة ترتيب العدو لأوراقه، فأهمها تعزيز وتحديث الدفاعات الجوية وحلول بديلة لتخفيف وطأة تداعيات الحرب الروسية، في حال استأنفنا معركة التحرير، وترتيب وضع سلطة المرتزقة عسكرياً وسياسياً وترتيبات إقليمية وعالمية بحجة حماية خط الملاحة الدولي.
وإزاء كل ذلك هناك برنامج يجب تنفيذه بدقة وبشكل فوري وعاجل بإجراءات ملموسة تؤدي إلى تصحيح الوضع الداخلي. فنحن لا نفتقر إلى الحلول بقدر افتقارنا للإرادة والنوايا الطيبة في السلك الحكومي. ولنا في الجوانب المشرقة أسوة حسنة يجب الاقتداء بها، وعلى رأسها الجانب العسكري والأمني، يليها الثورة الزراعية في محافظتي الجوف والحديدة، وإنجازات هيئة الزكاة، والقادم أفضل بإذن الله تعالى. والله الموفق والمستعان.
* نقلا عن : لا ميديا