تخيَّلوا معي لو أن محورَ (المقاومة) في لحظةٍ وبقدرةِ قادرٍ قرّر التخلِّيَّ عن (المقاومة) والالتحاقَ برَكْبِ ما يسمى اليوم بمحور (الاعتدال).
لو أنهم قرّروا التطبيعَ مع “إسرائيل” إسوةً بنظرائهم في ما يُسمى بمحور الاعتدال..
لو أنهم قرّروا الانبطاحَ للأمريكان ولكل قوى الشر والظلام في العالم أُسوةً كذلك بنظرائهم المنبطحين في ما يُسمى بمحور (الاعتدال)..
برأيكم، ماذا سيحدث؟
البعض في الحقيقة سيقولون: لن يحدث شيء!
بل إن منهم من سيذهبُ أبعدَ من ذلك ويقول إن المنطقة ستنعمُ حتماً بالأمن والاستقرار والسلام!
وفعلاً بدأنا مؤخّراً نسمع مثل هذا الكلام كَثيراً من خلال بعض الأبواق وعبر بعض القنوات والفضائيات العربية المعروفة!
لكن هل هذه هي الحقيقة؟
لا…، وربِّ الكعبة، ليست هذه هي الحقيقة.
الحقيقة هي أن هنالك وطناً اسمُه (فلسطين) لا يزال محتلّاً منذ أكثر من سبعين عاماً.
أن هنالك مسجداً اسمه (المسجد الأقصى) ويُدعى مسرى الرسول وثالث الحرمين الشريفين لا يزال مغتصباً وعرضةً كُـلّ يوم للتدنيس والهدم…
أن هنالك (شعباً) مضطهداً ومهجراً ومشرداً عن أرضه منذ أكثر من سبعين عاماً أيضاً.
أن هنالك أُمَّـةً مقاوِمةً نشأت وتشكلت كردٍّ فعل عكسي لكل ذلك منذ أول لحظة وأول دقيقة قبل أكثر من سبعين عاماً، فمنهم من بقي على العهد وظل يقاوم تحت عنوان (المقاومة) أَو (محور المقاومة) ومنهم من نكث العهد وذهب يساوم تحت عنوان (الاعتدال) أَو (محور الاعتدال).
هذه هي الحقيقة التي يتغابى عنها الكثيرون!
الآن وبالعودة إلى السؤال الأول:
ماذا لو لم يكن هنالك محور (مقاومة)؟
هل كنا سنرى هنالك حركات مقاومة مثلاً في فلسطين أَو لبنان؟
هل كان جنوب لبنان سيتحرّر أصلاً؟
وهل كان الفلسطينيون يوماً سيقفون بموقف الند لإسرائيل كما هو حاصلٌ اليوم في فلسطين المحتلّة؟
هل كان قطاع غزة أصلاً سيتحرّر؟
قطعاً لا.. وألف لا..
إذن، فوجودُ محور (مقاومة) هو بحد ذاته الأصل وهو الضرورةُ التي أفرزتها كُـلُّ عواملِ العدوان والتدخلات الأجنبية وهو كذلك الذي يجب أن يبقى وتلتفَّ حوله الأُمَّــةُ، وأما ما سواه من محاور اعتدالٍ أَو اعتلالٍ أَو حتى (أم الصبيان) ليست سوى معاول هدم وأدوات تفريخ لمشروع عربي إسلامي كبير اسمة (المقاومة).
فاختر لنفسك أيها العربي والمسلم المحور الذي ينبغي لك أن تكون فيه.