جرائم التطاول على الإسلام في الغرب ..
مسلسل طويل من الاعتداءات والانتهاكات الخطيرة
الجريمتان المتعاقبتان، بحرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم خلال الأيام القليلة الماضية في كل من السويد وهولندا لم تكونا الحوادث الإجرامية الأولى التي تستهدف الإسلام ومقدساته ورموزه بل جاءتا في إطار مسلسل طويل من الاعتداءات والانتهاكات الخطيرة للمقدسات في دول أوربا والغرب عموما والتي ازدادت وتيرتها خلال السنوات الماضية وباتت أشبه بظاهرة وأفعال إجرامية سافرة تتجاوز حدود ما يتشدق به الغرب من حرية التعبير وإنما انتهاك للمقدسات وتأجيج لمشاعر الكراهية والبغضاء بين الأمم والشعوب.
لم تتوقف انتهاكات الغرب للإسلام ورموزه وثوابته يوما، فهؤلاء المتطرفون في السويد وهولندا سبق وأقدموا على حرق القرآن الكريم في أكثر من مناسبة كما لم تتوقف مجلة” تشارلي إيبدو” الفرنسية من نشر رسومات كرتونية تسيء للرسول الخاتم وسيد الخلق أجمعين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم بل عادت ونشرت لأكثر من مرة تلك الرسومات سيئة الذكر في تطاول صريح على الدين الإسلامي وقبلها كانت صحف دنماركية وحتى هندية وغيرها تنشر مثل هذه التفاهات دون أن تقوم حكومات تلك الدول باتخاذ أي إجراءات لوقفها بينما تجرّم قوانينها حرق رايات وأعلام ” المثليين” وتعتبر ذلك تحريضا وانتقاصا من حقوق مواطنين بها لكن جرائم التطاول على قدسية الإسلام لا تحظى بأي اهتمام لدى تلك الأنظمة مع أنها تستفز مشاعر قرابة الملياري مسلم ناهيك عن الملايين من مسلمي تلك البلدان التي يحملون جنسياتها.
ويرى مختصون ومحللون سياسيون أن جرائم المساس بقدسية القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية ستتكرر وربما ستتوسع في الغرب الغارق في أوحال الرذيلة والسقوط الأخلاقي والقيمي ولن تتوقف خصوصا في ظِل تغوّل اليمين العُنصري، وغِياب القِيادات الحكيمة، وهيمنة اللوبي الصهيوني وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على أوروبا، وظُهور بوادر تُؤكّد احتِمال إطالة الحرب الأوكرانيّة، وعلى العرب والمُسلمين أن يستعدّوا للنّتائج الكارثيّة التي يُمكن أن تترتّب على هذه التطوّرات المُتسارعة وربّما يكون أبرزها تضييق الخِناق، والطّرد لملايين اللّاجئين العرب والمُسلمين المُواطنين في العَديدِ من الدّول الأوروبيّة، وترحيلهم إلى بلادهم الأصليّة.
كما ان اللوبيّات الصهيونيّة التي ساهمت بدورٍ كبير في تقويض قيم العدالة وأبرزها حُريّة التعبير، واحتِرام الرّأي الآخر في الغرب، باتت ترى في الإسلام الذي يزداد انتشارا في الغرب بديلا أخلاقيا للقيم المتهاوية هناك وراحت تستميت في محاولاتها لتشويه الإسلام والإساءة إلى رموزه ورأت في هذه الجرائم أفضل الطرق لبلوغ هذه الغايات الخبيثة.
وفي هذا الإطار يؤكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن انتشار الإسلام في المجتمعات الأوروبية وغير المسلمة أثار قلق أعداء الإسلام وأزعجهم ودفعهم لحرق القرآن الكريم.
ولفت في كلمته أمس بمناسبة جمعة رجب إلى أن اللوبي الصهيوني هو أكبر عدو للمسلمين حيث يتحرك بشكل نشط في أمريكا وأستراليا وفي عدد من الدول الأوروبية، موضحاً أن جزءاً كبيراً من نشاط اللوبي الصهيوني اليهودي يستهدف المسلمين في بلدانهم.
ويضيف السيد عبدالملك: “لا مبرر لهم في حرق القرآن الكريم، فهذا تصرف عدائي وإجرامي ومسيء لكل الكتب الإلهية”.
وأشار إلى أن جريمة حرق المصحف الشريف استهدافٌ كبير للمسلمين وحرب عليهم واستهداف لأقدس المقدسات، ونوه إلى أن سكوت الكثير من المسلمين عن حرق القرآن الكريم جرم كبير وتقصير عظيم وتفريط رهيب وتنصل تام عن المسؤولية.
وأكد أن اللوبي الصهيوني يسعى إلى تمييع المجتمعات الأوروبية بعد السيطرة عليها سياسياً، وبشأن التحرك المستوجب القيام به أردف السيد عبدالملك قائلاً: يجب أن يكون لنا موقف واضح وصريح وشجاع ضد الحرب التي يشنها الأعداء بقيادة اللوبي الصهيوني على الإسلام والمسلمين.