دينا الرميمة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
دينا الرميمة
كربلاءُ آل الرميمة.. مظلوميةٌ تأبى النسيان
الحوراء زينب .. تنتصر لمظلومية الحسين وتحفظها من التغييب والتحريف
الحوراء زينب .. تنتصر لمظلومية الحسين وتحفظها من التغييب والتحريف
سنُعِيدُهم سيرتَهم الأولى
لماذا الإمام علي هو الأجدر؟!..
بين مكامن الوجع وضِفاف النصر
اليمن.. وزمنُ تحرير فلسطين
انتصارُ الوعي وتلاشي بريق “الديمقراطية” المزعومة
للقدس في يومها العالمي
“الإمام علي”.. منهجٌ متكاملٌ ومعرفةٌ بعد خلو مكان
تراتيلُ النصر والصمود.. على عتبات عام عاشر

بحث

  
الإمامُ الهادي.. نهضةٌ دينيةٌ وَعلميةٌ وَسياسية
بقلم/ دينا الرميمة
نشر منذ: سنة و شهرين و 28 يوماً
السبت 26 أغسطس-آب 2023 07:12 م


كغيرهم من أبناء الأُمَّــة المحمدية تعرض اليمنيون للسخط الأموي ونالهم الكثير من الذل والهوان والاستهداف الممنهج لهُــوِيَّتهم الإيمانية، خَاصَّة وأنهم الأكثر ارتباطاً بآل البيت منذ أن دخل الإسلام اليمن على يد الإمام علي -عليه السلام- الذي لقنهم كُـلّ تعاليمه وقيمه، وكان لهذا الارتباط والولاء ثمنٌ دفعه اليمنيون.

بعد أن تولى الأمويون زمام الحكم الذين صبوا عليهم جام غضبهم صباً وَجعلوا اليمن تعيش حقبة سوداء من تأريخها في ظل صراعات وَحروب، أضف إلى تدجين أدمغتهم بثقافات ما أنزل الله بها من سلطان، إلا أن اليمنيين كانوا دائماً ما يعودون إلى رشدهم وحكمتهم ويلجأون إلى الى أئمة آل البيت يستنشدونهم لإصلاح حالهم، كما حدث معهم في عهد الإمام الهادي (يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي) عليهم جميعاً السلام، والذي جاءه اليمنيون يشكونه حالهم المزري وَحالة الفرقة والاقتتال فيما بينهم ويستنقذونه من تسلط الظالمين على رقابهم، فما كان منه إلا أن لبى مناديهم كما هو حال أئمة آل البيت -عليهم السلام- في استنقاذ أُمَّـة جدهم من براثن الفكر الأموي المضلِّل وَسيوف الظلم والجور التي تفتك بها، ومن فوره توجّـه الإمام الهادي إلى اليمن وهو من بشر به الحبيب المصطفى بأنه من سيحيي الله به دينه وأشَارَ باتّجاه اليمن!!

وقد عُرف الإمام الهادي بذكائه وفطنته وعلمه المتوارث من أجداده وَشجاعة عرف بها حتى قدمه الناس في الإمامة منذ صغره، كان حليماً لا يلجأ إلى الحرب وَالاقتتال إلا بعد نفاد كُـلّ وسائل السلم، يهمه أن ينتصر في ميدان الأخلاق أكثر من ساحات المعارك.

وبعد وصوله إلى اليمن استقر به المقام في صعدة، فوجد الناس في حالة فرقة وشتات لا يحتكمون إلى دولة ولا يضم شتاتهم سلطة، بل إن كُـلّ قبيلة تحكم نفسها بنفسها في ظل صراعات بينهم وَفقر وَجهل، فبدأ من مسجده الذي أنشأه بصعدة، وتحت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المكر يلم شعث الناس ويصلح ذات بينهم وعمد إلى حَـلّ الخلافات بين القبائل ونشر روح السلام، ومن ثم عمل على فتح المدارس الدينية وبدأ يُعيد للقلوب الروح الإيمَـانية اليمانيّة التي كادت أن تموت، ومن ثم بدأ بتكوين دولة يمنية موحدة وأصلح منظومة القضاء التي هي أَسَاس لإقامة العدل وَكان هو على رأسها، وكما اهتم بالزكاة ومصارفها كونها أهم موارد الدولة، واختار العاملين على المدن اليمنية ممن يثق بصلاح حالهم فنعمت البلاد بالأمن وَقضى على ظاهرة التقطع والحرابة.

وحصل في عهده اكتفاء ذاتي ونهضة اقتصادية وَعلمية وألف الكثير من الكتب العلمية والدينية في علوم القرآن وَأصول الدين والفقه، إضافةً إلى جهوده الفكرية التي انصبت على بناء الشخصية السوية فكرياً وتصورياً ومواجهة الأفكار الهدامة التي تؤثر سلباً على المجتمع ودولته العادلة!!

بعدها توجّـه إلى محاربة القرامطة والعباسيين بمساندة اليمنيين الذين أحيا فيهم الروح الجهادية، فسطروا معه انتصارات عظيمة وكانوا له خير سند كما كان هو لهم المنجي والمنقذ إلى أن توفي في العام ٢٩٨ه‍.

وهكذا هو حال اليمنيون، كلما ساء حالهم وَتعرضوا لحرب تستهدف دينهم أَو أرضهم يأتي من أعلام الهدى من ينتشلهم من كُـلّ الفخاخ التي توضع في طريقهم، كما هو حالنا مع الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، الذي استطاع بثقافته القرآنية انتشال اليمنيين من براثن الفكر والإسلام الوهَّـابي وأعاد لليمن هُــوِيَّتها الإيمانية بعد أن أوشكت على الضياع وَنشر الوعي حول خطر أمريكا وإسرائيل إلى أن ارتقى شهيداً ليكمل المسيرة من بعده السيد عبدالملك، فكان ولا يزال خير العلم والقائد.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
مجاهد الصريمي
نحن وعبدة الذات
مجاهد الصريمي
خالد العراسي
أسباب انهيار العملة «القعيطي»!
خالد العراسي
د.أشرف الكبسي
في حديقة 21 سبتمبر!
د.أشرف الكبسي
عبدالرحمن مراد
أبعاد المعركة الثقافية في اليمن
عبدالرحمن مراد
محمد محمد أحمد الانسي
التحديات التي تقف أمام البريكس
محمد محمد أحمد الانسي
طاهر علوان الزريقي
وفود قادمة وأخرى مغادرة
طاهر علوان الزريقي
المزيد