ماذا لو لم يكن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي هو من يتولى زمام الأمور اليوم في اليمن.
استحلفكم بالله:
هل كان سيجرؤ أحد غيره مثلاً على اتِّخاذ قرار إعلان الحرب على الكيان الصهيوني الغاصب (فزعةً) ونصرةً لغزة كما فعل السيد القائد اليوم..؟!
لا أعتقد ذلك..
حتى لو كان حليفاً لطهران..؟
نعم، حتى لو كان حليفاً لطهران وحزب الله وحماس وكل حركات المقاومة والتحرّر في العالم كله..!
حتى لو كان عبدالناصر نفسه أَو صدام حسين بعينه..؟
نعم، حتى لو كان جمال عبدالناصر نفسه أَو صدام حسين بعينه أَو حتى (نبوخذ نصَّر) أَو (بخترنصر) كما يقول البعض..!
تعرفون لماذا..؟
ليس؛ لأَنَّه ينقصه طبعاً القدرة والقوة والجرأة والشجاعة والإقدام، ولكن؛ لأَنَّه ينقصه ما هو أهم من القوة والقدرة والجرأة والشجاعة والإقدام..
الرؤية الإيمانية، والثقافة القرآنية السليمة التي لا نراها حاضرةً اليوم، ودوناً عن كُـلّ القيادات والزعامات العربية، سوى في شخص وسلوكيات السيد القائد عبدالملك الحوثي..
وهذا، بالطبع، هو ما جعل السيد القائد عبدالملك الحوثي، وبما استطاع إعداده من قوة، لم يتلكأ أَو يتردّد لحظةً في إعلان قرار الحرب على الكيان الصهيوني المجرم، ليصبح بذلك أول من أمر بإطلاق صاروخٍ بالستيٍّ على هذا الكيان الغاصب دعماً ونصرةً لغزة وفلسطين منذ أكثر من خمسٍ وسبعين سنة..
وماذا عن صدام حسين؟ قد يقول قائل..
ألم يُطلق على هذا الكيان الصهيوني المجرم أكثر من ثلاثين صاروخاً بالستياً من قبل..؟!
نعم، أطلق، ولكن ليس (فزعةً) ونصرةً لفلسطين، في حقيقة الأمر، وإنما أطلقها فقط بدافع الضغط على أمريكا وحلفاءها لإيقاف الحرب على العراق إبَّان العدوان الثلاثيني على العراق في مطلع العام 1991، وأملاً كذلك في استعطاف الشعوب العربية واستثارتها على اعتبار أن الكيان الصهيوني سيقوم طبعاً بالرد ومهاجمة العراق..!
هذه هي الحقيقة، وهذا هو الفرق في المنطلقات والأسس بين السيد القائد عبدالملك الحوثي وبين غيره من القادة والزعماء العرب وعلى رأسهم بكل تأكيد: الراحل صدام حسين.