|
نص ورقة عمل"أثر المدخلات الثقافية السلبية في تنمية الفساد" أ.محمد العابد أمين عام الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
بقلم/ محمد العابد
نشر منذ: 11 شهراً و 9 أيام الثلاثاء 12 ديسمبر-كانون الأول 2023 11:54 م
ورقة عمل تحت عنوان
(
أثر المدخلات الثقافية السلبية في تنمية الفساد
)
تم تقديمها من الأستاذ/ محمد العابد أمين عام الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره في ندوة“ثقافة الفساد المستشرية في المجتمع”
والتي نظمتها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بالتعاون مع وزارتي الثقافة والإعلام والجبهة الثقافية لمواجهة العدوان ومؤسسة يمن مشرق للتنمية بتاريخ 12 -12-2023م - صنعاء.
نص ورقة (أثر المدخلات الثقافية السلبية في تنمية الفساد)
أ. محمد العابد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله
قال تعالى{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ
}
تعتبر الحالات الثقافية الشعبية ومدخلاتها من أهم منظومة القيم المجتمعية وتشكل الكثير من تعاملاتها وعلاقاتها البعضية بين المكونات الرئيسية لأي بلدان وفي مقدمتها بلادنا التي تزخر بموروث ثقافي عظيم يعزز الحياة الاجتماعية وفي عديد مجالات أساسية بما فيها السياسية والاقتصادية والتراثية والأدبية والفكرية ويتصدرها أساسيات الوعي وعوامل التطور الحضاري والمعاصر وجوانب استراتيجية عديدة يستلهم منها ويعمل عليها وتنصهر فيما بينها وتظل ضمن ثوابت الهوية الوطنية التي تمثل هوية ايمانية وحكمة لدى اليمنيون الذين وصفهم رسول الله (ص) بذلك وهو ايمان ثابت وحكمة أصيلة مهما قد يطرأ على بعض حالات من أبناء الوطن من تأثيرات سلبية تمثل حالاتها الانانية والذاتية المخلة البعيدة عن الوعي الجمعي الذي يمثل مصداق الحديث النبوي الذي ضمن عشرات وعشرات أحاديث نبوية عن اليمنيين وايمانهم وحكمتهم وأنصاريتهم وأصالتهم وجهادهم وثوابتهم وعلاقتهم بالرسول والرسالة وكل قيم ومبادئ دينية ووطنية وقبلية وضمن مرتكزات تاريخية وجغرافيا هامة تقع على مفترقات ومقاربات أكبر قارتين وأهم بحرين تطل عليهما ويطلان عليها مع محيط بعضه عربي يمني وعماني سماه الاستعمار البرشيطانيهندي ضمن مسمياته تلك خلال فترات احتلاليته لمناطق عديدة من دول عالم ومنها جنوب يمننا خلال أكثر من قرن تحكم فيها وفي باب المندب الذي عمل على استغلاله والهيمنة عليه وعلى غيره من مناطق ظل يمارس فيها استعماريته النازية تتصدرها العسكرية والسياسية والاقتصادية وفرض وصايته على جوانب اجتماعية وثقافية ظل ومعياته يفرض عليها الكثير من أفكاره وخلفياته الخطيرة على أمتنا ومجتمعنا الذي تعرض لمثل تلك تأثيرات خارجية برعاية بريطانية معروفة بفسادها وأسوائها وأهدافها الاغراضية لزرع الفرقة والعمالة له ولاحتلاليته التي سيطرت على مناطق احتلال مختلفة كما فعلت فيبلدان عديدة ومنها الجزيرة العربية التي شكل فيها سلطات على أراض يمنية تحت حمايته وسماها محميات وملكية بمسمى ادريسي ثم ضمها لملكية أخرى تحت مسمى سعودية وعدة امارات خلال النصف الأول من القرن الماضي كما صنع مع امريكا الكيان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة ثم لحقة بمسمى امارات في النصف الثاني وكان يصاحب كل ذلك سعيهم في اختراق بعض منظومة القيم وثوابت الأمة التي يستهدفوها وزرع عديد ثقافات مغلوطة بمعية مثل تلك أنظمة زرعها لصالحه ولم تعد تحرص كثيرا على ثقافة الأمة باستثناء شكليات لا ترفض احتلاله ووجوده على أراضيها وقامت معه بإحداث تحولات كثيرة في الفكر الاسلامي والوطني ووعيا مغايرا يؤسس لبقائه وبقائها بمعيته وتبعيته حتى بعد خروج جنود جنسيته التي حل محلها من يؤدون وظائفها تحت عناوين مختلفة بل وصارت مطلبا يتهافت عليه وتبعياته في المنطقة ملايين يغلب عليهم من اضطرتهم الظروف المادية التي صنعها ذلك الاستعمار وأداواتها التي استأثرت وسيطرت على معظم موارد وثروات الشعوب وصناعة الفساد والفاسدين بمعية العمالة وجعلوا ذلك ضمن منظومات أوضاع مختلة ثقافيا وتركت أثارا في بعض مدخلات الثقافة الشعبية وبالتالي أثرها في تنمية فساد وافساد بديل عما يفترض من تنمية استراتيجية وعملوا على احتلال أجزاء هامة حتى من ذاكرة الأمة وفكرها الاسلامي وقيمها العربية الأصيلة كما عملوا على احداث شوائب مؤثرة في التعاطي الذي كرسته مع الكثير من اختلالات ناتجة عن تلك احتلالات وأدواتها وضمن ما صنعته وزرعته من احداثيات ثقافية وهجومات فكرية وتدخلات شيطانية تستدعي مواجهتها والحد من تأثيراتها وجرائمها وضمن معارك وبلاويها التي كان معظمها بفعل أتباع وعمالات ظلت تعمل لصالح ثقافات دخيلة تخدم سياسات الحكم الفاسد وتبعيته لاجندات خارجية ينبغي أن تكون ضمن أولويات ومعارك مواجهة أي أشكال عدوان ..
ولقد كان للفساد والافساد المالي وكل المادي وضمن الاقتصادي
دورا خطيرا وضمن فساد ثقافي ولا ننسى الفني الذي يفوق عشرات مرات المالي والاداري حسب طببعة الأعمال المهنية والأعمال التي مضت بعيدا عن الروح الوطنية وعبر قيادات وادارات الاختلالات المنضوية تحت فكر الاحتلالات بحجج تطوير صاحبها استلاب فكري ومؤثرات خارجية سلبية تمارس فسادا ظل يتغلغل في مفاصل ومستويات مختلفة من الوظائف والمهام مع صناعة الأزمات وممارسة الانتهازية والأطماع التي تفشت على حساب المصلحة العامةوتمادت تلك حالات وتمادت لدرجات بلغت ببعضه الانضواء تحت حالات العمالة وضمن ديادنوخواينكرست تبعيتها للخارج وفي خدمة أعداء المجتمع والوطن والأمة خلال سلسلة من درجات الفساد وتصاعده و أساليبه وممارساته المخلة بالشرف والمبادىء وبلغت مستويات من الجريمة المنظمة التي صار عليها مرتكبيها وبلغت بالبعض ما بلغت من اندراج ضمن مشاريع معادية للوطن وللدين وما يمثلاه من حصن حصين تخلى عنه أولئك الذين لم يكن كثير منهم يدرك الهوة التي يقع فيها مع اعتناق الفساد وشيطانيته التي تذهب بحالاتها إلى حيث ألقت ..
ومن المؤسف أن بلادنا كانت أكثر ماعانت من ذلك كثير وظلت تبعاته التي كان يتم تبنيها وترويجها يزداد خلال عقود مضت ضمن صناعة أزمات وسياسات فساد برعاية شبه رسمية جعلت الكثير يرى أن هذا هو الوضع السائد الذي يمكن استغلاله وانتهاز والفرص التي تخدم مزيد أفكار مشبوهة تحمل الانتهازية ومقولات تصدرها مثل قول البعض (أن من لن يغنى في عهده فقد ضيع فرصه) بمعنى أن لابد من اغتنامها وضرورة التهافت على الوظيفة العامة بالمعنى السلبي وحتى أن المثل الذي يقول (المال السايب يشجع السرق) فقد اعتبروه يعني أن ان المال العام كالمال السايب وعدم اعتبار أن المفترض الحفاظ عليه بدل جعله سايب ولا يترك للطامعين .. وأنه لن يتم محاسبتهم أوالانتقال لنفس معنى يتضمن مثل آخر يقول (الحرز الضعيف يغري العين الشوعة) أو ( القفل اللي مش صالحااسارق) وبمثل ذلك فقد فهموا ما أراد من المثل الذي اعتبروه خارج سياقه في مقولة أن ( شبر مع الدولة ولا ذراع مع غيرها) وتم تداول أن ذلك يعني المزيد من امتلال أشبارأن الشبر ستتتحول لِبن وأرضية فأخرى وكآخرين كانوا المثل السيء جدا الذي يضرب المثل الذي يريده أسوأ أيضا ويمارس فساده ودونما حساب أو عقاب مهما بلغت تلك حالات جعلت البعض يتمادى كغيره ويسمع من يقول له ( اللي وقع بغيرك يوقع بك) بمعنى عدم وقوعه ولكم تكررت وزادت مثل تاك الحالات وأطماعها ضمن سلسلة (ارزحني ارزحك) ثم صارت (ناولني أناولك) وبمعنى تبادل مناولة الوظيفة العامة والمردود الناتج عن الفساد فيها .. واطلاق عبارات تشيد بالفساد الذيرصارتلاله مصطلحات تحاول عدم اتهامه من خلال أمثال شعبية ومقولات يرددها حتى العامة مع ما تحمل من رسائل فكرية موجهة ضمن أبرز حالات النفاق الذي ألبسوه ثقافة شعبية وهي المثل الشعبي والذي هو عبارة عن عدة كلمات قادرة على التأثير في العقول والتعبير عن مواضيع وأشياء يفترض ايجابيتها بل يفترض أن تكون من وحي الدين وتعاليمه وهي الغالبة في الثقافة اليمنية بينما يذهب البعض لغيرها وأحيانا يقع فيما يعارضها مما يستدعي تضمينه في هذه الورقة حول توظيفات سلبية قد تبلغ ماذكرناه من إشادة بفساد وفاسدين و .. مثل ( فلان جيد ياكل ويؤكل) ويضاف لها .. غير ذلك مش ساع فلان ولا منه فايدة وقد تقال عن غير فاسد أو من لم يقم بتوزيع ما يريده البعض ولايهمه حالات فساد من غيرها وانما يحصل على فتات مالم فسيستخدم مثللايقول أن هناك من يأكل لنفسه ويضيف أنه كمن قول (لي لي لي لي ساع المزمر) ولا يدي لاحد غيره بينما قد يشيد البعض بتلك حالات ويصف منهاى من يريد بما يتضمنه مثل ( أحمر عين) الذي يتكرر في السلبية أكثر من أن يوصف بهة من قد يعتبره البعض (شاطر ومن الشطار)وأعتقد لم تكن صدفة أن تلك مفردة تغلغلت بمعنى مغاير بينما تدل في الفصحى على السارق والنهاب وضمن ذلك صار استخدامها حتى في مقولة (التجارة شطارة) التي يراها البعض انتهازية ورفع أسعار واحتكار بينما يقصد بها البعض مجرد الحذق والذكاء الذي صارت كلمة الشطارة تعنيها ويتم تداولها بهذا المعنى ..
ولكم هناك من شطار وحاذقين في الوظيفة العامة بالمعنى السلبي ويقال عنهم ( بيلعبها صح) و(يعرف يدخل ويخرج ويتخارج) مهما فعل وقد تم تكريس مثل ذلك عبر الاعلام الذي زرع مقولات مشابهة صارت مثلا يتردد ومنها قول ( يخرج منها زي الشعرة من العجين) وتشجع على ممارسة الفساد وكلما في الموضوع اجهيز أوليات وأوضاع يعمل عليها الشخص أو المحامي لكي يخرج الفاسد بكل سلاسة وبساطة كالشعرة من العجين وهو مثل خطير صار متداولا في بلدان منها بلادنا التي ما كان البعض ليفوت مثلها ويضيفها إلى الكم من استخدامات لمقولات يتم تداولها في سياق أهواء وأغراض سلبية تشكل ثقافة فساد بينما ويرددها البعض كنصائح وقد يبلغ به بعض الظن أن يراها حِكم وضمن أمثلة شعبية تردد في دعم نوايا اغراضية وأطماع ملوثة بالمادية البحتة والذاتية المريضة بعاهات ناتجة عن فقدان السلوك القويم والوطنية الفعلية والفاعلة وليس مجرد القولية التي قد يرددها البعض في تفتيت الوعي وترويجها السلبي من خلال متسلقين وانتهازيين وأتباع ثقافات مغلوطة جدا ولا يمكن القبول أن تظل توجه تحت تأثير مؤثرات وتوجهات اغراضية وضمن تلاعبات ومفاسد حتى في قضايا محاكم صارت تتردد في مقولات سلبية كالتي منها مايوجه لمن يطلب نظام العدل والقضاء بمقولة كان يقولها حتى أقطاب النظام الذين يستفيدون من سلبيات أحدثوها وصاروا يقولون ( تشتي حل أو تسير المحكمة) بما يعني أن ان لاحل في المحاكم وتكريس ذلك المفهوم بل حتى مع اعوجاج النظام والحكم واعوجاجه ألذي أوصله هم للاعوجاج ويوظفون مثلا جعلوه ساريا يتضمن تأكيد المخاوف التي تصل لحد قبول الاعوجاج بمقولة( حكم اعوج ولا شريعة سابرة) نتيجة عدم الحصول عليها ولا في وقتها وانما مراوحة ولسنوات وضمن ذلك يمضي عمر وغرامات كبيرة وتتضمن مبالغ تحكيم وقد تكون أقل وأحيانا أكثر من المتوقع لدى شخصيات نافذة وفرقاوية وتصنع الفرقة والثارات وعلى نهب الأموال والأراضي وكانت تمارس منهجية متعمدة توصل الناس لمخاوف من شريعة الله وقبول العواجة الناتجة عن ممارسات السلبية التي ينتهجها النظام في التعامل الذي كان سيئا جدا بحق الوطن والمواطن ولكن هناك من يقول مثلا يتضمن أن (جني تعرفه ولا أنسي ماتعرفه) ضمن ما تحمله بقية ثقافة وايحاءات تحاول التبرير في سياقات مندسة تظل تمارس الفتن والفساد والمغايرة لطبيعة المجتمع لىتطبيعه مع سلوكيات كانت تتم حتى برعاية من قبل مسئولين كبار لا يتورعون عن ترويج ما يخالف روح الوطنية والدين و مفترضات والحكم الرشيد الذي بعدوا عن ارشاداته ورفض حتى الشريعة السابرة إلى الحكم الأعوج وقد بلغت في ذلك تكريس تفشي مقولات شعبية تناهض معايير النزاهة والأمانة العدالة وتعزيز القناعات الوطنية وأدبيات الدين والوطنية وترسيخ مفاهيم هامة لم يعد الكثير يعبأ بها مثل (القناعة كنز لايفنى) وهي تلك العبارة الشهيرة التي كانت تتردد على المسامع وأن (والعافية ستر وكافية) وغيرها من عبارات وحكم وأمثال تجد آذان صاغية وصافية وبعيدة عن عبارات التلاعب والازدواجية التي صارت ترد على مثل ذلك بمثل مقولة ( اللي ما بش معه عيد يقول العيد عيد العافية) وكأنها رد ضد القناعة والكفاية واشهار أمثلة أخرى تخالف ذلك وبديهيات الدين بمثل أقوال منها ( في اللحم المرق وفي السلاح الدرق وفي الرجال السرق) وهو ما يمكن فهم وكيفية مثل ذلك الطرح البعيد عن القيم وينبغي رفضها مهما كان هناك من يعتقدها شجاعة أو ما يدعيه من يروج لتلك مقولات ولكن يوجد هناك من يضيف لذلك بأن تكون مع من يقود ويتبنى ذلك وتفشية ويضيف مثلا آخر بنفس مستوى السلبية ومدى نوايا بعض الأغراض والأمراض المجتمعية مثل قول (اذا انت بين العوران اعورت عينك معاهم) ليستشري الفساد أكثر والحث عليه بمثل مقولات وأمثال أخرى تضاعف ارتكاب جريمة السرقة فيقول لك كالناصح وهو الحاث على ممارسات أكثر حالات فساد بمثل مقولة (اذا سرقت اسرق جمل) ولكم تغيب في ذلك حقائق التجارب المجتمعية التي يفترض أنها أصل الأمثال التي تغيب بمثل تلك مقولات بعيدة كليا عمن المثل الايجابي واستبدالها بسوء نتائج السلبي فتبلغ مستويات مناقضة أكثر للدين بمثل قول يتردد ضمن أمثلة زرعت بغرض التكالب على الماديات وممارسة الفساد وحلف اليمين الزور وتجد من يردد مقولة مثل ( الجيد يحلف ويفجر والفسل وفي يمينة) وأما مصطلحات (أحمر عين) بمعنى أنه يفهم كيف يفعل فسادا ويزيد على غيره فهذه تأتي ضمن أشياء لم تكن المضمون الفعلي للقول الذي يدل على رجالة فصار فسالة وفسادة من حالات الفساد الذي ظل يستشري تحت مظلة ما تسمى أمثلة خرجت برعاية فاسدين أرادوا تعميمها وتعميم الفعل نفسه بحجج كلامية مثل ( بين اخوتك مخطي ولا وحدك مصيب) وكثير من مثل تلك حالات مفجعة وتبين مدى ما ينبغي مواجهته ومحاربته من فساد يتشكل في اللا وعي ثم يصير وعيا لا يعي إلا ترديد مقولات تضع علامات استفهام وتشير إلى أهمية الجانب الثقافي في رفض تلك ثقافة فساد ..ورفض ترديد كل ذلك وتصاعده أكثر خلال عقود ضاعفت مثل ذلك النوع الذي صيروه يتردد أكثر من غيره الذي ينم عن الوعي وحقيقة وأصالة الثقافة المجتمعية وأمثالها الشعبية التي تدل على النجدة والمروءة والعدل والمساواة في كل شيء وكل ايجابي وليس ما تبثة مقولات الفساد التي تتضمن مقولة (السرق أخوة) التي توظف في مساواة قسمتهم للصوصية التي ارتكبوها بل وتحثهم على الكتمان بمثل مقولة (اللي ماشاف همببسرقوا يشوفهم لو يختلفوا) ولعل المشكلة التي تشكلت خلال عقود كانت في تعمد ان نذكر المثل الذي يقول أن ( السارق يركض في اتجاه واحد بينما المسروق في كل اتجاه) فكيف بما هو أدهى من ذلك الذي وصل إلى وصف السارق ب(رجال) مع طرقعة أصابع ودلالة اعجاب ولكم (باستخدام المثال يبان الرجال) وأيضا يقال (يتضح الحال) وهو الحال الذي كان سائد وتعمد بلوغ أثر حالات فساد يجب القضاء على بقاياها وآثارها والذي يمثل أعلى اهتمام قيادة الثورة والوطن العظيم الذي لا يمكن أن تلك تركة فساد التي أكلت تركة العباد والكثير من ثروات البلاد ضمن ثقافة مغايرة عن الثقافة الوطنية
ولا بد هنا من التطرق لما صار عليه معظم أقطاب ذلك النظام في الخارج الذي رحلوا إليه ضمن تبعيات وتمويلات واستثمارات فساد يمثل امتدادا لما كان عليه معظمهم أثناء تولي مواقع قيادية ومنقادة وعادية ومعتادة على كل ذلك الفساد الذي كان ضمن ضروريات قيام ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤ م وبعدما اتضح وانفضح الانحراف بثورة فبراير ٢٠١١م من قبل بقايا النظام السابق الذي صار هو نفسه يقودها وغيره من تبعيات ملكية السعودية ولجنتها الافسادية الاجرامية الخاصة وفكرها واحزابها ومعياتها التي ظلت مرتهنة لنظامها الملكي العضوض وفساده الكثير في الأمة وفي اليمن أكثر لقرب الجغرافيا مع بقية عوامل ومؤثرات كانت وليدة صناعة ذلك النظام السعودي الذي ظل منذ تأسيسه البلفوري أيضا في القرن الماضي يمارس تدخلاته في عموم اليمن ويمارس كل سلبية وملعانة وخطط قاتلة واجرام وعدوان سابق لعدوانه الامريكي المسلح الذي خلال هذا العقد وقد كان يغلب عليه العدوان الثقافي الذي يستهدف الوطن والوطنية والتاريخ والجعرافيا ويعمل على تنفيذ اجنداته البريطانية التي يخدمها وتسخير امكاناته النفطية الهائلة بتوجيه الغرب الذي يقوده في شراء الولاءات والمكانات والعناصر الاعتبارية والاستخبارية لصالحه وما تضمنته كشوفاته من آلاف أشخاص وشخصيات بما فيها معظم قيادات الدولة ورؤساء وأعضاء سلطاتها الثلاث والرابعة وكذا الخامسة وااسادسة كعدد حروبه الست التي شنها نظام تبعيته ضد حركة أنصار الله وقائدها المؤسس الذي استشهد في مواجهة ذلك العدوان السعودي وتحالفه الداخلي وتواصله سنوات ضد الحركة التي تصدرت مناهضة التبعية وفكر النظام السعودي الذي صنعته بريطانيا لخدمتها وماتمثله من انكلوسكسونية صنعت أيضا الكيان الاسرائيلي الذي يحتل فلسطين والحرم القدسي ليشكلوا منظومة ضمن حالات {المفسدون في الأرض} وأهداف سيطرتهم وأدواتهم على أهم مرتكزات الأمة وفكرها وعلى الحرمين الشريفين لاستكمال تشكيل الثقافة ااسعوديةونشرها وتعميمها تحت عناوين أنها ثقافة اسلامية وكذلك نظامها الملكي الذي أرادوا شرعنته كنظام اسلامي أكثر من اسلامية غيره في هذا العصر الذي جعلوا منه صنيعة افسادهم دوليا وعالميا وحتى في فلسطين وما تمر به ويتضاعف جراء الفساد الذي بلغته تلك السلطة هناك وبمشاركات معادية منها الامارات والسعودية التي فعلت بها الأفاعيل وباليمن الذي ظل تحت استهدافاتها مع ما يمثل من تاريخ وحضارة وهوية وموقع هام في الجزيرة العربية ويعد من أكثر الأوطان أهمية ومن أكثر حالات التعرض للعدوى والعداوات التي ظلت تشنها أنظمة الاستكبار التي تسلطت وعبر أدوات تبعية وخيانة مورست في هذا العصر على هذا الوطن خلال عقود وبرعاية الفساد والتمويل داخليا وخارجيا والعمل جاهدين على احداث تجاوزات فكرية في الولاء الوطني والديني وفي البراء من أعداء الوطن والدين ولم يكن كل ذلك إلا ضمن نتائج اختراق الوعي وصناعة ثقافات مغلوطة كان لابد من مواجهتها وتصحيحها في خدمة الوطن وهويته الايمانية وتعزيز عوامل الحرية والاستقلال وضمن رؤية ومسيرة قرآنية واجهت الكثير والكثير من التحديات والصعوبات وقدمت التضحيات وانتصرة في ثورة ٢٠١٤م التي سرعان ما تعرضت لاستهدافات وعدوان متعدد الأطراف تقوده السعودية بعد اعلانه في واشنطن التي أرادت إلا استمرار حالات تبعيتها السابقة والفاسدة ودعم منظومات ارهابها وما ظلت تمول تحت عناوين كثيرة تدعيها وتستولي على معظم موارد وثروات ومقدرات البلاد وتهيمن على سياساته وجيشه الذي فككته واقتصاده وبره وجوه وبحره وجزرة وباب المندب وبمشاركة خونة ظلوا ضمن مستفيدي تمويلاتها ودعمها وحمايتها التي لم تحول دون سقوطهم وسقوط نظامهم العميل الفاسد جدا والمكرس لكل فساد وتبعية استطاع أن يدخل فيها حتى قيادات حزبية قومية كان يرسلها تحت عناوين حج وعمرة ولقاط خيانة وتفريط ناتج عن أطماع واغراض غذاها النظام السابق وعمالاته للعملات وممارسات الفساد الذي صار كأنه قانون بل بلغ أن تغلغل في بعض قوننة فيها ذلك قانون أصدرها لحماية من وصفوهم بكبار مسئولي الدولة بغرض تشجيع الفساد وجعل المنصب للفساد وتمادوا في ذلك وعبر مجلس النواب حتى بعد قيام ثورة ضد النظام والفساد لكنها وقعت بين براثن أبعاض النظام ومشاركية الذين أصدروا قانون الحصانة من الملاحقة القانونية والقضائية ويشمل رأس النظام وكل من عملوا معه بما يعني بقايا النظام الذي يحمل عنوان سلطة ومشاركة ثورة بينما هي استمرار مشاركة سلطة ظهرت بتوجيهات سعودية وفي مبادرة تقاسم لاحقة سابقة مع رتوش واضافات تبعياتها المخفية واضافتها للظاهرة وتشكيلها في حكومة عمالات ذهبت للرياض لاقتسام التدخل السعودي وهيمنة الخارج وظلوا ضمن ذلك الاجهاض الثوري الذي يدعون بقائه إلى أن كانت ثورة التصحيح بعد ثلاث سنوات بلغت فيها الثورة انتصارها على النظام السابق وأحزابه وحالاته المخلة بكل ثوابت الوطن والثورات اليمنية السابقة ومنها ثورة سبتمبر ١٩٦٢م التي أخلوا بكل أهدافها وقد كان اعتراها بعد عقد منها فساد بعضي أدى لقيام ثورة تصحيح بسبب ذلك الفساد وقادها ابراهيم الحمدي الذي أراد تصحيح اختلالات تدخل السعودية ومحاربتها أهداف الثورة والجمهورية فاغتالته مع تلك الأهداف التي حاربتها عبر من نصبتهم لاغتياله وثورة التصحيح وهو ما فعلته أيضا ضد ثورة سبتمبر ٢٠١٤ ولكنها فشلت رغم اغتيالها الرئيس الصماد إلا أن الاستفادة من التاريخ وعوامل بقاء هذه الثورة التي كان ومازال قائدها سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي يقود مواجهة كل مخططات الثورة المضادة وتدخلات الخارج ويواجه مع رجال الله وكل شرفاء الوطن ومواطنيه كل تحالف العدوان الذي تم الانتصار عليه خلال سنوات عديدة في ميادين عسكرية وأمنية وعلى امتداد عشرات جبهات بعون الله الذي نصر عبده وأعز جنده وهدم العدوان وأحزابه وحده ..
ولكم ظل السيد القائد خالال أعوام مضت يعطي الأولوية لمواجهة كل ذلك العدوان الذي ظل يمارس شيطانيته في جبهات أخرى ومنها بقايا الفساد ومدسوسيه الذين بإذن الله وعونه ضمن تغيير جذري تحدث عنه صادق القول والفعل والتمكن في ذلك بالصورة التي لن تعجزه كما لم يعجزه التمكن من النهوض بالمؤسسة العسكرية وغيرها من حالات الرقي والتطوير الذي حصل في بلادنا ومواجهة العدوان والحصار ووفق الرؤى الايمانية والقرآنية
ختاما .. لقد تناولت هذه الورقة الموضوع من زوايا لا تقل أهمية ضمن الجوانب الثقافية والأمثال الشعبية التي لابد أن تظل مدرسة تربوية وفكرية وليس غير ذلك مما قد يتفاعل خارج حقيقة ووظيفة المثل الشعبي الذي يمثل مثالا ايجابيا كما هو في اسمه ورسمه ومعناه الايجابي والمفترض ومايحمله من خلاصة فكرية معبرة عن وعي مجتمعي وادراك بحجم ما تحمله مفرداته القليلة من ثقافة نوعية معبرة عن المصداقية وبث الارشادات و المعايشة في كافة مناحي حياتية بما فيها أسرية وتربوية وزراعية واجتماعية واقتصادية و أمنية وثقافية مكافحة ومحاربة لكل عيوب ومظاهر سلبية ومنها الفساد ودحره ثقافيا أيضا واضافة لكافة جوانب وآليات عملية تستدعي تعاون المجتمع الذي بطبيعته يثور ضد تراكم سلبيات خارجة عن المألوف الوطني والثقافي المجتمعي وينتصر للسنن الالهية التي تؤكد بقاء ما ينفع الناس وأن غير ذلك فيذهب جفاء وهو ما لا ينبغي معه بقاء أي مفاهيم دخيلة ومفاهيم الفساد من أخطرها وألعنها في تجارب الشعوب ونتائجها التي لابد من تلافيها على كل المستويات ورفضها مجتمعيا ويتضمن ذلك المدارس والمستويات التربوية والوقفية والمساجد والدورات والقصائد والنصوص الأدبية والروائية ومجلات الصغار والكبار والأناشيد والزوامل وطابور الصباح ومسابقات وأعمال فنية على مستويات مناسبة ومضامين فكرية لا يشوبها ضعف ولا شائبة ولا سلبية أو خلل وتؤتي ثمارها التي يتم رصدها وفق منهجيات مع ضرورة أن تكون هناك دراسات وبحوث مضاعفة ونوعية وحتى بداخل الجهات الرسمية وعلى ضوء حقائق وموضوعية وكل ذلك من خلال خلفيات وأدبيات متكاملة يتصدرها القرآن والفكر النبوي في محاربة الفساد ويضاف لذلك كل ماورد في خطابات الشهيد القائد والسيد القائد علبهما سلام الله .. وما تزخر به من حيثيات ومحددات وتوجيهات يجب أن تكون ضمن تلك الآليات المتعلقة بالموضوع وتحويلها إلى سياقات مناسبة لكل مستويات وأعمار ومهن وجهات وجوانب مختلفة وضمن استمرارية معرفية وادراكية الأعمار والمستويات الشعبية بكافة فئاتها ومناطقها وريفها وحضرها وبما يعني المشاركة وبلوغ وتحقيق الأهداف المرجوة والخألصة لوجه الله تعالى ..
ربما يكون في ذلك ختام الورقة التي قدمتها بعض ما قد تكون توصيات أرى أنها لابد مما لم يغب عن الهيئة وما تزخر به من أوليات وألويات في اهتماماتها ولكن رأيت أن هذه خاتمة من دواعي الربط في ورقة مشاركتي حول جوانب ثقافية وشعبية وربنا الموفق والمعين
ومن وراء القصد
وتحية وتقدير لكل جهود
مبذولة
شاهد التقرير التلفزيوني للندوة
👇
|
|
|