فيما يتعلق بالأحداث في غزة، فَــإنَّ الكيان الإسرائيلي يشن هجمات عنيفة عليها، مما أسفر عن سقوط الآلاف من الشهداء وتشريد آلاف السكان الأبرياء، وتدمير العديد من المنشآت الحيوية. ومع ذلك، فَــإنَّ المقاومة الفلسطينية تظل صامدة وتكبد العدوّ خسائر كبيرة، مما أَدَّى إلى فشل العدوّ الإسرائيلي في تحقيق أهدافه في غزة.
-
نقطة تحول في اليمن لتغيير موازين المعركة:
اليمن يشهد اليوم تحولًا ملحوظًا في تحدياته ودوره الإقليمي وتغييره موازين المعركة، بالرغم من المسافة الجغرافية البعيدة بين اليمن وغزة، حَيثُ يستخدم اليمن المحاصر كافة الوسائل المتاحة للمساعدة في فك الحصار عن غزة وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، هذه الأحداث تضع العدوّ أمام خيارين: إما توقف الحرب أَو توسيعها إقليمياً.
وتظهر اليمن كقوة محورية ورئيسية في المنطقة، حَيثُ تستخدم اليمن كُـلّ ما بوسعها؛ مِن أجل فك الحصار عن أبناء غزة والوقوف معهم بكل إمْكَانياتها، وفي هذا السياق، قرّر اليمن منع دخول أية سفينة من أية جنسية تتجه إلى كيان العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر والعربي، إلا إذَا تم إدخَال الغذاء والدواء إلى غزة، هذه الخطوة التصعيدية التي يقوم بها اليمن تأتي ردًا على التصعيد الأمريكي الإسرائيلي في غزة وتضييق الحصار عليها، والذي أسفر عن وقوع مأساة إنسانية كبيرة.
وفي تصريحات القوات المسلحة اليمنية، يشير إلى أن هناك تحَرّكاً استراتيجيًّا متدرجًا يرتبط بالعدوان على غزة، وأن هذا التحَرّك سيظل مفتوحًا حتى وصل إلى حرب المضائق، حَيثُ دخلت اليمن ساحة المواجهة من أوسع الأبواب، حَيثُ أصبح لليمن دورًا حاسمًا في نصرة غزة وفي ضغط الحصار على المصالح الأميركية والإسرائيلية.
-
المقاومة الفلسطينية والدور اليمني:
رغم الهجمات المكثّـفة التي تتعرض لها غزة، فَــإنَّ المقاومة الفلسطينية تظل صامدة وتحقّق نجاحات في صد العدوان الإسرائيلي، ومن جانبها، تسعى اليمن إلى دعم الفلسطينيين بكل الوسائل المتاحة، حتى وإن كان ذلك يشكل تحديات إضافية على اليمن الذي يعاني بالفعل من أزمة الحصار، إن منع سفن الإمدَاد العابرة هو جزء من استراتيجية اليمن لفك الحصار عن غزة وإظهار التضامن مع الفلسطينيين في وجه التحديات الراهنة.
-
اليمن يحصر العدوّ الإسرائيلي أمام خيارين حاسمين:
– الخيار الأول: توقف العدوان وقتل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وإدخَال الغذاء والدواء إلى غزة.
– الخيار الثاني: تواصل الحرب والتصعيد العسكري قد يؤدي إلى توسع الصراع إقليميًا، وهذا التوسع الإقليمي قد يودي إلى زيادة العمليات العسكرية والخيارات الاستراتيجية من اليمن، مما يؤدي في النهاية إلى تضييق الخناق على العدوّ الإسرائيلي وإضعافه في كافة الجوانب.
وفي الأخير تعتبر مواقف اليمن الجريح مشروعة ومنطلقها الأَسَاسي ديني وإنساني وإرادَة الشعب اليمني والشعوب الحرة، فالشعوب هي التي تحدّد مواقفها وتعبر عن تضامنها القضية الفلسطينية، وحيث إنها تجد من فلسطين قضيتها المركزية تستحق الدعم والمساندة.
وتسلط الأحداث الجارية في اليمن وغزة أن اليمن يلعب دورًا حاسمًا في تغيير موازين المعركة في المنطقة، يستخدم اليمن كُـلّ ما بوسعه؛ مِن أجل فك الحصار عن غزة ودعمها في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ويجب على المجتمع الدولي التعامل بجدية مع هذه الأحداث والعمل على الإيقاف الدائم للعدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن غزة، وإلا لن ينثني الجيش اليمني عن نصرة غزة، وَأن الـسبيل الوحيد لعودة الهدوء في البحر الأحمر والبحر العربي مرتبط بعودة الهدوء في غزة.
*نقلا عن : المسيرة