|
اليمن.. والتحالف الدولي الجديد ..!!
بقلم/ طه العامري
نشر منذ: 11 شهراً و 4 أيام الأربعاء 20 ديسمبر-كانون الأول 2023 02:39 ص
لم تفرغ صنعاء بعد من مواجهة التحالف الدولي – الذي أعلن الحرب ضدها من العاصمة الأمريكية (واشنطن) في 26مارس 2015م – حتى تشكل ضدها تحالف دولي جديد الذي أعلن عن ميلاده من (تل أبيب) عاصمة الكيان الصهيوني اللقيط،، وفيما شن التحالف الأول عدوانه ضد صنعاء والشعب اليمني بذريعة إعادة ( الشرعية) المزعومة التي نبذها الشعب اليمني، فقد جاء التحالف الثاني ضد صنعاء والشعب اليمني بزعم الدفاع عن الملاحة الدولية..!!
هذه التحالفات العدوانية ضد صنعاء وقيادتها الثورية، لا يمكن فصل أهدافها عن بعضها، بل أن التحالف الجديد المعلن من عاصمة الكيان الصهيوني هو امتداد لما سبقه من تحالف أعلن عنه من ( واشنطن)، بمعنى أن التحالف المعلن مؤخرا ضد اليمن والمتعلق – كما زعمت أطرافه – بحماية الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، بعد تمسك صنعاء بموقفها المتعلق بمنع مرور السفن الصهيونية أو المتعاملة مع الموانئ الصهيونية ما لم يتوقف العدوان على الشعب العربي الفلسطيني وتدخل المساعدات والمتطلبات الحياتية إلى قطاع غزة وتفتح المعابر ويرفع الحصار عن القطاع، هذا الموقف لم يكن ربما هناك من يتوقعه من صنعاء التي واجهت عدوانا غاشما وإجراميا وحصارا بريا وبحريا وجويا لمدة تسع سنوات ولا يزال هذا الحصار مضروباً على اليمن ولا يزال دمار عدوان التحالف وجرائمه حاضرة في حياة المواطن اليومية.
أجزم أن التحالف الجديد ضد صنعاء والشعب اليمني لن يكون أكثر جدوى وفعالية من التحالف السابق، وكما هزم التحالف الأول قطعا سيهزم التحالف الجديد أيا كانت أطرافه..!
غير أن ثمة حقائق يجب التوقف أمامها أبرزها هذا الشموخ الوطني والقومي والاسلامي الذي تعبر عنه صنعاء، نعم صنعاء التي كان مسؤولوها يهرولون للمطار ويفرشون السجادة الحمراء لأصغر موظف في الخارجية الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية أو أي مسؤول قادم من دول الارتهان، هذه صنعاء تقف اليوم شامخة وراية العزة والكرامة والسيادة ترفرف في سمائها وسماء اليمن، وهي التي قهرت تحالف العدوان الأول وفرضت خياراتها وشروطها واستقلت بقرارها السيادي الوطني، بعيدا عن حديث المرجفين وأبواق الإفك الذين انخرطوا مع جوقة الارتزاق والعمالة والخيانة.
مواقف صنعاء الوطنية والقومية والإسلامية هي مواقف مبدئية ثابتة لا تقبل المساومة عليها وهي غير قابلة لتكون جزءا من صفقات أو توافقات مهما كانت نتائجها، والقضية الفلسطينية هي قضية عربية وإسلامية وإنسانية، ونصرتها والانتصار لشهدائها والإسهام في التصدي لوحشية العدوان، الذي تشارك فيه بصورة مباشرة دول ما يسمى بالتحالف الدولي الجديد بقيادة أمريكا الذي يستهدف صنعاء ومواقفها بذريعة تأمين الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب مع أن الملاحة الدولية غير مستهدفة وقد أكدت صنعاء مواقفها لكل الدنيا أن ما هو مستهدف في هذه الممرات البحرية هي سفن العدو الصهيوني والسفن المتعاملة معه والناقلة لبضائعه، وأكدت صنعاء مسؤوليتها عن سلامة كافة السفن التجارية غير المتجهة لموانئ الكيان الصهيوني، غير أن أطراف التحالف الجديد يسعون من خلال تحالفهم ربما للتعويض عن الهزائم التي مني بها تحالفهم القديم، وثانيا تحاول أمريكا حماية الكيان الصهيوني وبضائعه وتخفيف الضغوط عليه، لذا حشدت تحالفها الجديد وبذات الطريقة التي حشدت بها تحالفها القديم وإن كانت في الأول حاولت إعادة عملائها والمرتهنين لها للسلطة فإنها هذه المرة تحاول إنقاد حليفها الصهيوني لأن الحرب على غزة وفلسطين ليست حرب الصهاينة بل هي حرب أمريكا التي تحاول من خلال هذه الحرب إعادة ترتيب نفوذها الجيوسياسي بعد أن أدركت خيبتها في أوكرانيا فسعت من خلال الحرب الإجرامية ضد قطاع غزة إلى ترتيب أوراقها المتناثرة على الخارطة الدولية، الأمر الآخر تحاول أمريكا من خلال إلى عنق الحقيقة من خلال حديثها عن الملاحة الدولية وتطبيق رؤية الصهاينة الذين اعتبروا منع مرور سفنهم بأنها مسألة دولية..؟!
أمريكا طبعا قلقة من النظام الحالي في صنعاء، بذات القلق الذي تعيشه من المقاومة الفلسطينية، وتعتبر نظام صنعاء نظاماً ريديكالياً غير أنها تدرك أن من الصعوبة بمكان قهر صنعاء، لذا نراها تلقي باللوم على هذا الطرف الإقليمي أو ذاك، في محاولة من أمريكا وحلفائها تقليل دور صنعاء على الأقل إعلاميا وفي مفردات الخطاب السياسي لكنها عمليا تتطلع لصفقة مع صنعاء، وصنعاء لا تؤمن بالصفقات خاصة إذا تعلق الأمر بالقضايا المبدئية.
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|