تنفذ الهند حالياً حملة بحرية هي الأكبر من نوعها في البحر العربي بذريعة حماية الملاحة الدولية، ويرافق تلك الحملة مشاهد استعراضية بطريقة سينمائية تُظهر البحرية الهندية وهي تنقذ سفن عالمية من براثن القراصنة.
ورغم أن الهند لم تعلن رسمياٌ مشاركتها في التحالف الأمريكي بالبحر الأحمر، إلا أنها تسعى لإثبات وجودها في المنطقة – ولو بحركات من بعيد- دعماً لبريطانيا وربيبتها إسرائيل.
محللون سياسيون علقوا على الأفلام الهندية البحرية بأنها تأتي في إطار التنافس المدعوم غربياً لإضعاف الصين، ومشروعها الذي يحمل اسم “طريق الحرير الجديد”.
إلا أن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، فالهند تسعى لتعزيز علاقتها بإسرائيل على أكثر من صعيد، ويبدو ذلك جلياً بتأييد حكومتها شبه الرسمي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وبالتالي فإن نيودلهي تعلن الحرب على العرب لصالح اليهود وتؤكد أنها لا تزال قابعة تحت الوصاية البريطانية، حتى عقب 75 عاماً من الاستقلال.
وكما ذكر الكاتب الهندي “هومي بهابها” فإن الهند تخلصت من الاحتلال العسكري لبريطانيا، لكنها لا تزال تشعر بحالة من العبودية تجاه الإنجليز، وهذا من أخطر أنواع الاحتلال.
وبالفعل، لا تزال نيودلهي تصنف نفسها ضمن العالم الموالي للندن تحت يافطة “الكومون ويلث” وتسعى إثبات ذلك بشتى الجهود والوسائل، وقد أوصلتها عقدة الخواجة إلى الولاء لإسرائيل واليهود، وهو الهدف النهائي لكل جهود بريطانيا من قبل حقبتها الاستعمارية.
وبدلاً من أن ينتقل الهنود من عبادة البقر إلى عبادة الله، تحولوا إلى عبادة اليهود، وهذه حالة خطيرة ستعرض الهند ربما للزوال، فاليهود لا يمنحون حلفاءهم القوة، ولنا في الصين خير شاهد بعد أن أصبحت قوة عظمى، ليس بولائها للغرب بل بعدائها له.
وعلى الهنود أن يتذكروا تضحياتهم الجسيمة التي بذلوها للتحرر من الإنجليز تحت قيادة البطل الوطني “جواهر لال نهرو” الذي حذر دوماً من خطورة السياسات الإنجليزية على مستقبل الهند، وأنها قد تعيد الأمة إلى مرحلة العبودية من جديد، وهذا بالفعل ما نراه اليوم.
نقلا عن : السياسية