كلاهما يستخف بعقول البشر سواء كان البشر في الغرب أو في الشرق، ورغم أن الشرق والغرب لا يلتقيان، بل تبقى الفوارق بينهما قائمة في كل مكان رغم ذلك هنالك اجماع حول بعض القضايا في الشرق والغرب،.
ومن أهم القضايا في هذا الظرف في الذات أن تشاهد شوارع المدن في العواصم الغربية وتشاهد شوارع المدن في العواصم الشرقية بغض النظر عن موقع الشرق والغرب الذي نتحدث عنهما.
عواصم من أمريكا اللاتينية وعواصم من أفريقيا وعواصم في الشرق الأوسط وعواصم في أوروبا هذه الشوارع في هذه العواصم تشهد منذ أكتوبر 2023 مظاهرات تتنامى كل يوم، وتزداد كل يوم خاصة في لندن عاصمة شريك الكيان الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني ومحاولة تفريقه وتوزيعه وتشريده بالقوة منذ بلفور، لا بل قبل ذلك مروراً ببلفور، ومروراً بالانتداب وتسليح العصابات الصهيونية رغم ادعاء الانتداب أنهم ملا حقين كإرهابيين وكان على رأس تلك اللائحة البريطانية لائحة الانتداب للمطلوبين كإرهابيين مناحم بيجن وكل القيادات التي تلت بن غوريون؛.
لأن بن غوريون أقام الجيش من تجميع العصابات واجبارها على التوحد فأصبحت قيادات العصابات الصهيونية المطلوبة كإرهاب اصبحت هي القيادة حتى هذه اللحظة ومن جاء من أمثال بنيامين نتنياهو هم تلاميذ هؤلاء المعلمين الصهاينة فجماعات بنيامين نتنياهو الموجودين في الحكومة هم الذين اغتالوا رابين، وهم الذين اغتالوا شارون، وكلها تتعلق بالانسحاب من أمتار لم يسمحوا بعدها هؤلاء الارهابيين لأي قائد اسرائيلي بأن ينسحب متراً واحداً لاعتبارهم حسب الأساطير أن هذه أرض إسرائيل، ومن يعيد أرض اسرائيل لمن يحتلها -أي الفلسطينيين- يفقد هويته اليهودية، ويصبح دمه حلالاً لليهود الذين لا يقتل اليهودي يهودياً آخر حسب تشريعاتهم، ولكن في هذه الحالات يعتبر أن رابين، وشارون قد فقدوا هويتهم اليهودية.
نتنياهو قال على شاشة فوكس إنه تحدث طويلاً مع الرئيس بايدن بكل صراحة، وإنه قال له إن مسؤولية نتنياهو هي حكم بلده أي الكيان الصهيوني، وأن الأغلبية الصهيونية تؤيده، بدليل أنه رئيس الوزراء، وأن له كامل الحرية باتخاذ القرارات التي يعتقد هو الممثل للأغلبية يعرفها أكثر من غيره. بطبيعة الحال هذا كلام لفوكس وصفعة أخرى لبايدن الذي عودنا أنه كلما صفعه بنيامين نتنياهو على خده الأيسر أدار له خده الأيمن ليصفعه مرة أخرى، وأثناء اعطاء نتنياهو تلك المقابلة التي عنت بوضوح لشعبه وللأميركيين بأنه مصمم كما قال قبل يومين على اكتساح رفح، وأن هذا قراره وهو مسؤول عن اتخاذ القرارات رغم أنه لم يعر أي اهتمام في حديثه عن الضمانات التي طلبتها الولايات المتحدة والبيت الأبيض من عدم قتل المدنيين، عندما قال بايدن في مقابلة تلفزيونية أيضاً أنه يرفض أن يكون هنالك ثلاثون ألف فلسطيني قتيل مرة أخرى بعد الثلاثين ألف الذين قتلوا في قطاع غزة.
كررنا الأرقام التي ذكرها بايدن رغم أنها ازدادت كثيراً على ما ذكره بايدن، لكن الغريب هنا أو الشيء الذي يجعل الإنسان يشمئز من بايدن هو أنه كشف أنه يعرف تماماً الأرقام والجرائم والابادات التي نفذتها اسرائيل والمجازر التي ارتكبتها وأنها قتلت ثلاثين ألفاً بينهم 72 % أطفالاً، وبعضهم رضع، والبقية أمهاتهم وأجدادهم كان يعرف ذلك ولم يتفوه بكلمة كان يعرف ذلك ولم يوقفها رغم أنه قادر تماماً كأي رئيس للولايات المتحدة يملك الصلاحيات في إيقاف إرسال السلاح والذخيرة التي كان قد قرر إرسالها لإسرائيل بدليل أن هذه القذائف استخدمت في قتل الأطفال ولقتل النساء ولقتل الشيوخ رغم ذلك لم يتفوه بايدن بكلمة، وفجأة وبعد كل هذا وبعد التصاعد في الخلاف بينه وبين نتنياهو نجده يقف بكل وقاحة أمام شاشة التلفزيون يقول: ثلاثين ألفاً،.
اذا كان يعرف ثلاثين ألفاً من الأطفال والنساء قتلوا على يد القنابل والصواريخ والقصف بالطائرات الأمريكية التي يقودها أمريكيون واسرائيليون، يمثل بايدن الآن دور المصفوع من نتنياهو على خده الأيسر، ولكن هل سيقبل التحدي ويحاول أن يصفع نتنياهو على خده أم أنه سيدير له خده الآخر ليصفعه نتنياهو مرة أخرى بثلاثين ألفاً قتيلاً، او ربما اكثر من أطفال ونساء الفلسطينيين في رفح.
هذه المسرحية الهزلية النتنياهية هي هوية لنتنياهو، ولذلك فإننا نرى كل ما يترافق مع ذلك ومع هذه المسرحية الهزلية هو جزء متمم لها، أو جزء مزركش لها كي تكون مقبولة مثلا في الوقت الذي أعلن فيه بايدن أن الجيش الأميركي سيقيم رصيفاً بحرياً كي ترسل المساعدات الانسانية له لتنقل إلى أرض غزة في الوقت هذا أعطى الأمر بايدن أثناء خطابه حول حالة الاتحاد، وبدا الأميركيون بالفعل وجهزوا رصيفاً كان قد استخدم في الحرب العالمية الثانية ليكون هو ذلك الرصيف الذي سيستلم المساعدات في نفس الوقت كان الإسرائيليون ونتنياهو قد بدأوا منذ شهور ضغوطاً ومفاوضات على قبرص من أجل أن تقبل تخصيص جزء كبير من ميناء لارنكا ليكون مكاناً توضع فيه حاويات المساعدات، وتنقل إلى باخرة اسمها الأذرع المفتوحة، لتنقلها إلى قطاع غزة تحت اشراف الإسرائيليين، وبعد تفتيشهم الدقيق وتلاعبهم ربما بكل المحتويات، ونرى أيضاً أن جزءاً متمماً لهذا هذا التآمر الذي لا نعلم كيف ستستخدمه اسرائيل أي تستخدم المواد ربما بتسميمها أو ما شابه،
ولكن المهم أن هذه المواد ستفتش، وستكون تحت اشراف اسرائيل والموساد، وتنقل تحت اشرافهم، وتوصل إلى غزة، وبالدليل قام وزير الدفاع بالإشراف بنفسه على كل هذه الترتيبات وحسب قوله أراد أن يتأكد من البنية التحتية لنقل المساعدات كافية وسليمة ولا ندري ماذا يقصد بالبنية التحتية للمساعدات هل هي السفينة أم أن السفينة وضعت فيها قوى عسكرية لا ندري ربما جيش من جاء ليأخذ المساعدات لا نعرف ولكن هذا ما قاله وزير الدفاع.
وأخيراً برزت تلك المؤامرة من جهات أخرى، وهي العروض التي قام الاسرائيليون بتقديمها لعشائر غزة ولكن علينا أن نعلم أن تاريخ معظم عشائر غزة هي عشائر من النقب كان الانتداب البريطاني قد أجبرهم على الخروج من أراضيهم في النقب، وقادهم بالقوة إلى غزة وأقطعهم أراضي هناك ليملئوا غزة وتكون النقب خالية للصهاينة الإسرائيليين، والذي كشف هذه المؤامرة هم العشائر أنفسهم، وقد أصدروا بياناً رفضوا فيه كل ذلك، وأنهم لن يكونوا مخالب لأعداء الشعب، وأنهم مع الشعب الفلسطيني؛ لأنهم مكون من مكوناته وأنهم لا يقبلون إلا ما يحكم ويقرر به الشعب الفلسطيني، ومن ينتخبه الشعب الفلسطيني.
ربما بقولنا هذا لا نكون قد أوفينا كل نواحي هذه المسرحية الهزلية ولكن من المؤكد أن كل هذه الحركات والتحركات تعني أن نتنياهو يريد أن يسرع بتوجيه ضربته لرفح، وهذا يجعل من الكلام المدل تماماً، والذي يدل بكل دقة على ما يجب أن يفعله المقاومون والدول المعنية بمثل هذا الهجوم وهي مصر طبعاً.. عليهم أن يعدوا العدة لتوجيه الصفعات لنتنياهو حتى لا يأخذ ذلك انتصاراً على مصر العظيمة وجيشها العظيم، أو على المقاومة الفلسطينية؛ لأنه ردد أكثر من عشرين مرة أن دخوله واجتياح رفح هو الانتصار، لأنه سيقضي- كذباً طبعاً - على أربع كتائب لديه معلومات عن وجودها في رفح وهي كتائب حماس، وان اقتحامه ومهاجمته لرفح سوف تعني الانتصار على حماس.
أيضاً جزء من المسرحية الهزلية أربع كتائب هو افتراء نتنياهو، وأن يقضي عليهم هو اختراع مسبق لنتنياهو، واستعداد للكذب على الرأي العام الاسرائيلي والعالمي بأنه انتصر، وأنه سينسحب بعد ذلك. هذه المسرحية لن تمر علينا ولا على المقاومة بكل أطرافها ولا على عشائر غزة ولا على مصر وجيشها العظيم، كما نرجو وندعو الله أن يكون جيش مصر مفتح العينين واع وصاح على ما يدور حوله، وما يخطط نتنياهو من دوس لسيادة مصر وقيادة جيش مصر الذي اقتحم قناة السويس وعبر الى سيناء وانتصر على الجيش الإسرائيلي، وتدخلت أميركا مباشرة ومن خلال ليبرتي منذ بدء المعارك؛ لأن ليبرتي دمرها الإسرائيليون حتى لا تظهر الوثائق أن الذي حطم طيران مصر هي الولايات المتحدة من طائراتها التي طارت من قاعدة هويلس في ليبيا مباشرة لضرب طيران مصر على الأرض فوق الأراضي المصرية.
هذا في العام 67 لكن في العام 73 وفي شهر أكتوبر عبر جيش مصر العظيم قناة السويس ودمر خط بارليف الذي كانوا يتفننون بالكلام عليه بأنه أفضل من خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية.
نقول هذه مسرحية هزلية، ولكن يجب أن تكون واضحة لأنها تضع مسؤولية كبيرة على الرئيس المصري، وعلى جيش مصر، وكلنا يد واحدة في التصدي لهذا العدو النازي الفاشي المتوحش الذي يريد أن يرتكب جناية كبرى، جناية الابادة للشعب الفلسطيني.
*نقلا عن : المسيرة نت