إلى روح الشهيد المعلم عبدالكريـم الخيواني
عبدالكريم ولم تغب لتؤوبا
يا حاضراً لا يقبل التغييبا
كحسينَ لم يبرح يراعُك ثورةً
وكروحِ عيسى لم تزلْ مصلوبا
كحسينَ لم يبرح جراحك نازفاً
وكحزنِ عيسى لم يزلْ مشبوبا
كحسينَ لم تبرح بـ«طَفِّك» ظامئاً
وبـ«درب آلام المسيح» غريبا
***
فَجَّرتَ للوطنِ الفراتَ وعندما
استسقيته كأساً عَدِمتَ مُجيبا
ونصَبتَ قلبَك للغلابى خيمةً
ورحلتَ لم تُوْرِثْ بنيك نصيبا
كانت لك القضبانُ بيتاً، والردى
ظِلّاً، وكان لك اليراعُ صليبا
أدْميتنا سيراً على الألغام، أد
ميناك في بَدْء المسار هروبا
جَنَحَتْ قوافلُنا وبُؤْتَ بعبئها
فرداً وواصلتَ الخُطى أيُّوْبا
كم كنت أنت وكان غيرُك صَنْعةً
يتقلّبون قوالباً وقلوبا!
يتهيّبون كرامةَ الممشى على
وجعٍ، وتعبر شامخاً ومَهيبا
***
يا سيد الكلمات هل من رَجعةٍ
تُذْكي الصحافةَ ثورةً ولهيبا
تَهَبُ الحروفَ الذاوياتِ خوافقاً
حَرَّى ونَصْلاً ذابحاً وحبيبا؟!
يا سيدي، يا سيد الكلمات، يا
عبدالكريم... غدا الكلامُ كئيبا
أضحى انكسارُ الذات يُدعى حكمةً
ومديحُ سُوْءةِ من «سَمَا»، تهذيبا
إعلامُنا يجري على منواله
دُوَلاً ويَنْسِل سالفاً ورتيبا
في باب عدلِ «أبي ترابٍ»، «أشعثٌ»
يمحو «العهود» وينسخ التبويبا
مازال صدرُ «بلالَ» يحمل صخرةً
و»بنو أبيه» تَعَاقَبوه ركوبا
مازال حظُّ الحُرِّ من ثوراته
«طوبى»، وحظّ البغي «لا تثريبا»
يفنى «أبو ذرٍّ» ويخلدُ «خالدٌ»
و«الأشعريُّ» يواصل التَّنصِيبا
وعلى الرماح «تبيَّنوا» مرفوعةٌ
و«العاص» نطَّ على الرؤوس خطيبا
***
يا سيدي، لولا الحفاةُ رجولةً
وبطولةً لَجَنَى اليباسُ خصيبا
لولا «أبو جبريلَ» لانتصب الهوى
ديناً، وكُرْبَاجُ الضلال رقيبا
***
يا سيدي، يا سيد الكلمات، لا
مَرْسَى لمن حرث المُحال دُروبا
«سنواصل» الخطواتِ «خيوانيةً»
زخماً وكفراً جامحاً وحروبا
مازلت أنت أبا الإباء وربَّهُ
وأبا الأباة محاسناً وذُنُوبا
* نقلا عن : لا ميديا