“إسرائيل” كدولة مغتصبة وكيان فاش يستمد قوته من الخارج، اليوم باتت تتآكل من الخارج في عزلة دولية وخيمة، في الوقت الذي تفقد فيه جمهورها الداخلي، تستمر الفصائل بإطلاق الصواريخ وتحتد في المواجهة الميدانية وآخرها أمس الأول بكمين محكم أزال 9 جنود من قوائم أنتن وأكثر جيوش العالم دموية، تشكل الآن في أفق المجريات توجه دولي حاد للاعتراف بدولة فلسطينية، الأمر الذي يعني خسارة الأهداف الثلاثة المعلنة لجيش الكيان، وهذا الجيش وإن حشد طاقاته نحو رفح لن يخلف نصرا إلا في المزيد الدماء وعزلة دولية أكثر من أي وقت مضى، وفي ما يخص ورقة الأسرى أعلنت الفصائل بوضوح جلي: إما صفقة أو توابيت، وعنّا نحن الغائبين خلف ستار الجغرافيا لا بد علينا أن ننصر الإنسان بداخلنا وأن لا نتثاقل على صفحاتنا منشورا أو تعليقاً أو قصة، يعي جيدا الكيان الخطورة المترتبة عليه من صحوة الشعوب، ولكسر الانتفاضة الشعبية الإلكترونية سعى منذ وقت قصير لتجنيد آلاف الحسابات خصوصا في تويتر لبث الشقاق وإحداث فجوة طائفية الأمة في غنى عنها، ما عدا الأبواق الشاذة المأجورة في النطاق العربي، التابع لبن زايد ولبن سعود حملة المشروع الصهيوني في وطننا العربي الكبير.
يحتم الوضع القائم الآن سياسيا وعسكريا وعلى طاولة المفاوضات تجنيد وتحفيز الشعور الأخلاقي والإنساني قبل أية اعتبارات أخرى- للوقوف صفا في المواجهة بضمير إنساني صادق لا يكل ولا يمل من التخندق في صف المقاومة في بلداننا العربية على كل المستويات والسياقات بأقل ما يمكن للمرء فعله ولو كان منشورا أو تعليقا في منصات التواصل الاجتماعي دون الالتفاف لأي عناوين بعضها مختلقة لتحويل اهتمامات الشعوب لكل ما هو تافه وسخيف يجلب الحزن على وجوه الثكالى والأسى في مخيمات النزوح، ولتكن معنوياتنا بحجم شجاعة المقاوم الذي يرمي الميركافا ويطلق الصواريخ نحو المغتصبات في وطننا الكبير فلسطين المحتلة- بكل بسالة من غزة ولبنان واليمن والعراق.