موقفُ شعبنا صحيحٌ ومشرِّفٌ بكل ما تعنيه الكلمة.. ونسعى لتطوير قدراتنا العسكرية؛ لتتجاوز أية عوائق ولتحقّق أهدافها؛ ولفعل ما هو أشدّ.
جاءت عملية “الوعد الصادق” التي نفّذها الحرسُ الثوري ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي المحتلّة؛ رَدًّا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة التي كان آخرها استهداف القنصلية الإيرانية في سوريـا، وقد مثلت هذه العملية التحدي الأكبر لـ “إسرائيل” منذ عملية السابع من أُكتوبر، وأدخلت صناع القرار الإسرائيلي في دوامة التخبط والشلل التام، وكذلك جعلت المستوطنين يعيشون رعبًا حقيقيًّا لا يمكنهم نسيانُه أَو التخلص من آثاره.
إن آثار عملية “الوعد الصادق” وتداعياتها ليست مقتصرة على كيان العدوّ الإسرائيلي فحسب، بل تتسع دائرتها لتشمل الصعيدَ الإقليمي والدولي على حَــدٍّ سواء؛ فهي الأولى من نوعها من حَيثُ النوع والكم والتوقيت الذي نُفِّذت فيه، وتكمن أهميّة هذه العملية في عدة أمور نذكرها تباعًا:
أولاً: تثبيت معادلات ردع جديدة وتغيير موازين القوى في المنطقة؛ فما قبل عملية “الوعد الصادق” ليس كما بعدها، وقد أكّـد ذلك وزير الخارجيّة الإيراني عبداللهيان، حين قال: إن “طهران لن تبقَ مكتوفة الأيدي أمام أية اعتداءات إسرائيلية جديدة، بل سيكون الرد اقسى وأوسع، وعلى “إسرائيل” أن تحسب حساباتها جيِّدًا وتدرك فداحة التورط في أي عدوان يمس بالمصالح الإيرانية وأمنها القومي”.
ثانياً: إثبات نظرية هشاشة قوة الردع الإسرائيلي وفشل دفاعاته الجوية وعجز جيشه عن الدخول في صراع مفتوح وجبهات متعددة فقد فشل في صد هذه العملية مع أنها كانت محدودة، كما قالت طهران، وهذا يضعف ثقة الداخل الإسرائيلي في الحكومة ويؤسس لأزمات أعمق ستصيب كيان العدوّ الإسرائيلي على المدى القريب والبعيد.
ثالثاً: صناعة الوعي المناهض للمشروع الصهيوني وفضح المطبِّعين العرب الذين شكَّكوا في جدية إيران ومصداقيتها في مواجهة العدوّ الإسرائيلي؛ فقد أدرك الوعي العام العربي خسارة الأنظمة المطبـِّعة وخطورة الوقوف في صفهـا وتـأييـدهـا؛ فعلى أنظمة التطبيع والخيانة أن تُعيدَ حساباتِها بعيدًا عن العدوّ الإسرائيلي وأن تستفيد من مقوماتها البشرية والاقتصادية في بناء نفسها وتحقيق نمائها.
*نقلا عن : موقع أنصار الله