د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
جاء رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عدوان كيان الاحتلال الصهيوني على قنصليتها في دمشق ليؤسس لمرحلة جديدة ويرسي معادلات جديدة بين إيران ومعها محور الجهاد والمقاومة من جهة، وكيان الاحتلال وداعميه الأمريكان والأوروبيين وأدواتهم من أنظمة التطبيع والتتبيع من عرب وأعراب من جهة ثانية. هذه المعادلة تقتضي أن أي عدوان من هذا الكيان بعد اليوم لن يمر دون ردع، وأن المقاومة باقية ومستمرة ومتنامية حتى تحرير الأرض وتحقيق السيادة والاستقلال، وأنه لا بقاء لكيان الاحتلال على الأرض الفلسطينية وبقية أراضي الأمة، وأن ما قبل ليلة الأحد 14 نيسان/ أبريل 2024 ليس كما بعدها، ولذا فإن هذا الرد هو رد استراتيجي.
ورغم أن أكثر من عشر دول، على رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ومعها وللأسف الشديد دول عربية، قد سخّرت كل قوتها وكافة إمكاناتها وقدراتها العسكرية والتقنية لحماية الكيان الصهيوني وإحباط الرد الإيراني، إلا أنها فشلت في منعه من الوصول إلى وجهته وتحقيق أهدافه، وعجزت معه كل وسائل الدفاع والصد، وقد ألحق الرد هزيمة أخرى بكيان الاحتلال تضاف لهزيمته في معركة «طوفان الأقصى»، وقد حقق العديد من المكاسب، منها:
• كسر هيبة كيان الاحتلال الصهيوني ومعه أمريكا وكل الدول الداعمة له ووجه لهم صفعة قوية.
• بث الرعب غير المسبوق بين قادة الاحتلال وفي أوساط قطعان المستوطنين من سكانه.
• فضح كيان الاحتلال وأثبت عمليا أنه لا يساوي شيئا دون أمريكا وأوروبا والغرب عموما ومعهم عرب وأعراب التطبيع والنفط.
• كشف وعرّى وبشكل عملي أنظمة الخيانة العربية أمام شعوبها.
• جسد عمليا معادلة وحدة الساحات.
• رفع معنويات الشعب الفلسطيني حد السماء، وعزز الرسالة التي أوصلها الشعب اليمني وبقية محور الجهاد والمقاومة بأن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكل فلسطين ليس وحده.
• كشف مدى هشاشة كيان الاحتلال ومعه أمريكا والغرب وأنظمة الخيانة والخنوع والانبطاح العربية مجتمعين، وأثبت أنه يمكن هزيمة هذا الكيان ومن معه وبأسلحة متواضعة وأقل تطورا مما يملكون.
• وأخيرا، إن هذا الرد الاستراتيجي المؤسس لمرحلة جديدة قد كشف مدى انبطاح الأنظمة العربية لأعداء شعوبها، ومدى نجاح الاستعمار في إنشاء وصناعة هذه الأنظمة، التي عملت وتعمل على تضليل شعوبها واستهداف وعيها الجمعي والمعرفي. ومع هذا فإن ما أبدته هذه الشعوب من فرحة وابتهاج واستبشار بهذا الرد يكشف مدى تنامي وعيها، وهذا مكسب إضافي وبشرى بقرب زوال هذه الأنظمة الخائنة والعميلة مع زوال كيان الاحتلال.