إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يعيش نفر من الجبناء، مسرحين في حظائر الأعداء، سارحين في تمجيد سيادة “الأقوياء” وتبرير خضوعم بأنهم ضعفاء؛ حالة “إنكار قهري” للواقع وحقائقه، تجعلهم يُمسرحون كل فعل مقاوم لمن أخضعهم، ويصفونه بأنه “مسرحية”!
لا يستطيع هؤلاء -كما أنهم لا يريدون أيضا- الاعتراف بأن خضوعهم جُبن وعجز وذل وهوان. يبررونه لأنفسهم بأنه “حكم القوي على الضعيف”، وأن “ما باليد من حيلة”، بل يتشدقون أيضا بآية “ولا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة”!
ساق هؤلاء الأمة بجبنهم إلى التهلكة! وليت الأمر اقتصر على إرجافهم الأمة وتعميم جبنهم بين أوساطهم، بل امتد إلى إثناء أي تحرك لرفع الظلم ودفع العدوان ومنع الإجرام وردع الطغيان بحق هذه الأمة، فاستحقوا وصفهم عملاء.
حدث هذا مع تحرك اليمن الحر لإسناد الشعب الفلسطيني في محنته، ودعم مقاومته للعدوان الصهيوني وحصاره المتواصلين، على مرأى ومسمع العالم المنافق، رغم جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يقترفها يوميا وعلانيا.
ساءتهم مشاركة اليمن الحر في معركة “طوفان الأقصى” بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة على مرافق ومواقع كيان الاحتلال “الإسرائيلي” للأراضي العربية في فلسطين. وقالوا عن هذه المشاركة: “إنها مسرحية”!
كذلك مشاركة اليمن الحر بمنع الإمداد والتموين بالسلع والوقود لكيان الاحتلال “الإسرائيلي”، عبر منع مرور سفنه عبر البحر العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي، انبروا لمناهضة هذا أكثر من الكيان “الإسرائيلي”، بوصفه “إرهاباً”!
الحال نفسها، مع إيران. انبرى جبناء الأمة، وعملاء ثلاثي الشر العالمي (أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي)، لنصب العداء لها، والتشنيع بها وبدعمها بالسلاح والتقنية المقاومة للاحتلال “الإسرائيلي” في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق!
ظل هؤلاء يرددون قولهم “إنها مسرحية”. كانوا يتشدقون بقولهم “لماذا لا تقصف إيران إسرائيل؟!” وفرحوا أيما فرح بقصف الكيان “الإسرائيلي” القنصلية الإيرانية ومقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، واحتفلوا أكثر من الكيان “الإسرائيلي”!
وعندما ردت إيران على الاعتداء الصهيوني “الإسرائيلي” على سيادة قنصليتها وقتلها مواطنين إيرانيين عمدا وعدوانا؛ خرجوا لوصف الرد الإيراني بـ”العمل الإرهابي”، ثم انبروا لوصفه أيضا بأنه “مسرحية”، وزعم أن “الرد منسق له مُسبقا”!
يتغافل هؤلاء عن أن وصفهم أفعال المقاومة للكيان “الإسرائيلي” بأنها “مسرحية”، إقرار منهم بقوة هذه المقاومة وإقلاقها ثلاثي الشر العالمي (أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي) حدا يجبره مرغما على التنسيق معها في ما يزعمون أنه “مسرحية”!