أصبح البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي بمثابة كابوس لأمريكا وأوروبا، نتيجة الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في منع السفن المتجه نحو العدو الاسرائيلي أو تلك الشركات المرتبطة بها أو سفن العدو الأمريكي البريطاني في البحرين العربي والأحمر أو المتجهة نحو طريق الرجاء الصالح على مدى أربعة أشهر. وتتجه الأمور نحو إعلان أمريكا فشلها بشكل رسمي خاصة وأن مسؤولين أمريكيين قد صرحوا بفشلها أمام القوات المسلحة اليمنية، وبدلا من خفض تحديها في البحر الأحمر وخليج عدن استمرت واشنطن في مغالطة المجتمع الدولي، ما يؤكد أن تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي لثلاثي الشر أتت ثمارها وبدا ذلك جليا وواقعا ملموسا من خلال انسحاب التحالفات سواء ما سمي بحماية الازدهار أو ما يسمى بعملية "أسبيديس" الأوروبية.
حيث أعلنت بحرية العدو الأمريكي انسحاب حاملات الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، والمدمرة "يو إس إس غريفلي"، من البحر الأحمر إلى قناة السويس ومنها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتزامن ذلك مع انسحاب القطع البحرية الألمانية والدنماركية والفرنسية والبلجيكية، إثر تعرّضها لهجمات متكررة من قبل قواتنا المسلحة.
وكان قائد الثورة قد دعا في خطاب سابق له دول أوروبا إلى سحب قطعها الحربية من البحر الأحمر.. مؤكدا أن تواجدها هو ما يهدد الملاحة، وأنه بإمكان السفن التابعة لدول أوروبا المرور من المنطقة بأمان شرط ألا تتجه إلى كيان العدو الصهيوني.
الأزمة البحرية التي طالت أمريكا والدول الأوروبية كانت كبيرة في البحر الأحمر لأنها وجدت نفسها في مواجهة عسكرية يمنية لم تكن في الحسبان ونتيجة لذلك قررت الانسحاب وهي تجر خيبات الأمل في استعادة هيبة أمريكا التي مُرغت في أعماق البحر الأحمر، ولم توفر الحماية للكيان اسرائيلي، وعبثا تحاول واشنطن ثني اليمن عن القيام بدورها في إسناد غزة وإنهاء معاناة شعبه وإدخال الغذاء والدواء وإعادة إعمار غزة مقابل إصرار يمني منقطع النظير.
وبعد أن أعلن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر المحيط الهندي، بالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا، والمتجهة عبر رأس الرجاء الصالح باتجاه كيان العدو الغاصب، كانت اليمن قد دخلت في المرحلة الثالثة من إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ووسعت مديات عملياتها العسكرية بفاعلية لتصل إلى مناطق ومواقع لم يتوقعها العدو.
وهذه الخطوة أدت إلى تعطيل مسار التحويل الرئيسي الذي تستخدمه شركات الشحن والسفن التجارية كطريق بديل عن البحر الأحمر مما كبدها خسائر مادية كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الشحن وفق صحف ومواقع إخبارية أجنبية مرجعة ذلك إلى الفشل الذريع لأمريكا أمام القوات المسلحة اليمنية.
موقع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية نقل عن مسؤولين أمريكيين وخبراء بحريين تحذيرهم من أن اليمنيين يهددون السفن التجارية على بعد مئات الأميال في المحيط الهندي.
ونقلت الموقع عن مسؤول الأمن البحري في "بيمكو" أكبر جمعية شحن في العالم جاكوب لارسن قوله "من المحتمل أن يتم توجيه بعض السفن خاصة تلك التي لها صلات بـ"إسرائيل" أو الولايات المتحدة أو بريطانيا بعيدًا عن التهديد المتزايد من اليمن".
موقع الصحيفة ذاتها أورد خبر مفاده أن مجموعة "إي أو إس ريسك" الأمنية البحرية البريطانية أصدرت تحذيرًا للعملاء بعد تعرض سفينة في المحيط الهندي للاستهداف، من أن الطائرات اليمنية بدون طيار يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.
فيما حذر البنتاغون من أن اليمنيين يعرضون حياة الجنود الأمريكيين للخطر، ويواصلون تهديد السفن الإسرائيلية.
وقالت صحيفة التلغراف البريطانية "أن السفن الحربية الأمريكية والبريطانية لا يمكنها الفوز في معركة البحر الأحمر وما تستطيع فعله هناك هو القتال فقط".
وأضافت أن اليمنيين حققوا أهدافهم وعطلوا الملاحة في مضيق باب المندب والبحار المحيطة به واستنزفوا موارد المعارضين لهم وفي المقابل فشلت أمريكا وبريطانيا في استعادة الملاحة وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى الآثار الاقتصادية المباشرة على بريطانيا نتيجة انخفاض حركة السفن عبر مضيق باب المندب.. موضحة أن عدد السفن الحربية المنتشرة في البحر الأحمر ينخفض وأن معدل الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن بطيئة.
وأكدت صحيفة التلغراف البريطانية أن معدل إطلاق النار من اليمن في البحر الأحمر وخليج عدن أقل مما كان عليه في وقت سابق من هذا العام، بسبب عدم وجود سفن لإطلاق النار عليها.
اليمن يعلم البحرية الأمريكية دروس قاسية
من جهة أخرى أكدت صحيفة "مارين كوربس تايمز" المعنية بأخبار البحرية الأمريكية، أن مشاة البحرية الأمريكية يتعلمون من تكتيكات اليمنيين في البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة: إن اليمنيون يحددون مواقع السفن ثم يطلقون طائرات وصواريخ عليها وينتقلون إلى مكان آخر مما يجعل من الصعب تعقبهم".
وأضافت "لقد أظهر اليمنيون أن القوة البرية المجهزة بأجهزة استشعار وصواريخ يمكن أن تشكل تحديات كبيرة للسفن".
وأوضحت أن الجيش اليمني تطورت جهوده بسرعة إلى مثال ممتاز لكيفية إجراء استطلاع فعال واستطلاع مضاد ومنع دخول البحر خلال المواجهات.
اليمنيون استطاعوا محاصرة الكيان الصهيوني تجاريا وخلقوا أزمة اقتصادية كبيرة داخل الكيان، كما استطاعوا مواجهة الأمريكان والبريطانيين خلال مساندتهم لغزة.
القوات المسلحة اليمنية كسرت الهيمنة الصهيونية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وبات الأمريكيين والبريطانيين اليوم في أضعف أحوالهم.
قائد الثورة يعلن مرحلة تصعيدية رابعة لإسناد غزة
قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي أعلن الخميس الماضي الموافق 2 مايو الجاري مرحلة جديدة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي وقال: إذا استمر العدو الإسرائيلي متعنتاً، ومعه الأمريكي، فهناك جولة رابعة نحضِّر لها من التصعيد في مواجهة العدو؛ لأننا- بحمد الله- قد قطعنا شوطاً من مرحلة إلى أخرى في عملية التصعيد، والتطوير للقدرات العسكرية.
وفي خطوة غير متوقعة كشف ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في اليوم التالي عقب خطاب السيد القائد عن المرحلة الرابعة من إسناد قطاع غزة خاصة وأن العدو يحضر لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية تستهدف منطقة رفح.
وقال في بيان من ميدان السبعين إن القوات المسلحة اليمنية تعلن عن استهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيدي القوات المسلحة، وفرضِ عقوباتٍ شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقةٌ بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلةِ من أي جنسية كانتْ وستمنعُ جميعَ سفن هذه الشركات من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة وبغض النظر عنْ وجهتِها، هذا القرار العسكري الصادر عن القوات المسلحة اليمنية اليوم سيزيد الضغط على الدول الغربية لوقف جنون العدو الإسرائيلي.
العدو الاسرائيلي يجر أمريكا نحو الفشل
يعد البرنامج للتمويل العسكري الأجنبي في المحيطين الهندي والهادي الذي يمثل تهديد صيني لأمريكا من أهم أولويات وتسبب دخول أمريكا بكل ثقلها لإسناد العدو الإسرائيلي وانخفاض الدعم من المنطقة بخسارة وصلت إلى 86% للبرنامج هذه النسبة تذهب سنويا إلى دول في الشرق الأوسط وأكبر المستفيدين من هذا الدعم هم الشركاء الأمنيون، "إسرائيل ومصر والأردن حسب صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية، ومن بين ما يقرب من 13.2 مليار دولار وضعها الكونغرس في حساب التمويل العسكري الأجنبي في السنة المالية 2024، تبلغ المساعدات الأمنية لمصر حوالي 1.3 مليار دولار، ولـ"إسرائيل" 6.8 مليار دولار. أما المسرح ذو الأولوية بالنسبة لأمريكا، وهو منطقة المحيطين الهندي والهادي فلا يتلقى أكثر من 2% من المساعدات المالية.
وهذا بمثابة الخروج عن استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية الحالية التي تنص على أن الأولويات الأربع الكبرى لوزارة الدفاع هي:
1- الدفاع عن الوطن.
2- ردع الهجمات الإستراتيجية ضد الولايات المتحدة وحلفائنا.
3- إعطاء الأولوية لتحدي جمهورية الصين الشعبية في منطقة المحيط الهادي والهندي، ثم التحدي الروسي في أوروبا.
4- بناء قوة مشتركة مرنة ونظام دفاعي.
وصرح وزير القوات الجوية الأمريكي فرانك كيندال مؤخرا بأن أولوياته القصوى "بالترتيب هي الصين، ثم الصين، ثم الصين" وأنه " لم يعد لدينا الوقت".
أما في أوروبا فيتعين على حلفاء حلف شمال الأطلسي أن يستمروا في تسريع الإنفاق لتعزيز استعدادهم الدفاعي وتمويل المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
إن تحمل المزيد من نصيبهم من عبء الأمن الأوروبي يجب أن يساعد في تحرير الموارد الأمريكية لدعم الحلفاء والشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ويتعين على الولايات المتحدة أن تستمر في احترام التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي و"إسرائيل" ومصر، بما يتفق مع التزامات اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978.
مما يعني خسارة امريكا في كل الاتجاهات وبكل قوة ويعود الفضل بذلك لعمليات القوات المسلحة اليمنية التي شلت ثلاثي الشر ومن تحالف معها.
الشعب اليمني سيواصل دعمه للشعب الفلسطيني ولن يتوقف أبداً طالما وأن العدوان الإسرائيلي، والطغيان الإسرائيلي مستمر، ومازال شعار (لستم وحدكم، ومعكم حتى النصر)، مستمر وهناك تحضيرات بما هو أكبر، وما هو أعظم، حتى يأتي ويتحقق الوعد الإلهي الآتي حتماً، في انتصار عباد الله المظلومين، وزوال سيطرة العدو الإسرائيلي على فلسطين.
*نقلا عن : السياسية