تستمر أميركا في سياستها الابتزازية للعديد من الدول الأوروبية والعربية والإسلامية بحيث لا يمكن لها أن تعقد معها صفقات مبيعات الأسلحة وماتسميها بالاتفاقيات الأمنية الدفاعية أو تكون لها سلطة الولاية عليها أو لتنفيذ سياستها الإجرامية بدعمها لكيان العدو الصهيوني ألا ومارست الابتزاز السياسي الأمريكي.
فقد حاولت أن تمارس الابتزاز السياسي الأمريكي مع اليمن وقيادتها الثورية والسياسية عن طريق الوسطاء حيث قدمت العروض المغرية لليمن مقابل التوقف عن العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وعدم استهداف السفن "الإسرائيلية" والسفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وعدم إسناد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وفلسطين.
وحين رفضت القيادة الثورية والسياسية اليمنية كل تلك العروض الأمريكية المغرية وأصرت على مساندة المقاومة والشعب الفلسطيني كواجب أخوي وديني وإسلامي وإيماني وأنساني وأخلاقي، لجأت أمريكا لابتزاز آخر وهو التهديد والوعيد بتشكيل تحالف بحري عدواني ضد اليمن وشن العدوان وأنها سوف تشعل الجبهات الداخلية عن طريق أدواتها وعملائها وعرقلت توقيع اتفاقية السلام الشامل بين السعودية واليمن، واستخدمت كل أساليب الابتزاز القذرة ذو السلوك الإجرامي من أجل حماية كيان العدو ودعمها اللامحدود سياسياً وعسكرياً ومادياً واقتصادياً.
على سبيل المثال طلبت السعودية عقد صفقة مبيعات بيع أسلحة وصواريخ بعيدة المدى من نوع "اتاكمز" وغيرها من منظومات الدفاع الجوي كالباتريوت وسيرام وثاد وأسلحة أخرى مختلفة ومفاعل نووي حسب ما تسميه للأغراض السلمية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية أمنية مشتركة تقوم أميركا بموجبها بتقديم الحماية للرياض.
وعلى الرغم من أن السعودية ستدفع مليارات الدولارات مقابل شراء تلك الأسلحة والمفاعل النووي ومقابل الحماية من أمريكا ألا أن الأخيرة تمارس مع الرياض الابتزاز السياسي وتشترط على بن سلمان إعلان التطبيع رسمياً مع كيان "إسرائيل" على الرغم من أن السعودية طلبت من أمريكا فصل الاتفاقية الأمنية الدفاعية عن اتفاقية التطبيع مع الصهيونية، لكن طلبها لاقى رفض ساسة واشنطن مع الاصرار على ربط الاتفاقيتين ببعضهما وأن تتم في وقت واحد.
كما تمارس أمريكا الابتزاز السياسي مع قطر كونها أحد الوسطاء في المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو، فقد طلبت من الدوحة الضغط على حركة حماس للقبول بالشروط الصهيو - أمريكية في المفاوضات، لكن عندما تجاهلت قطر شروط البيت الأبيض كشرت أمريكا أنيابها وطالبت قيادة قطر التخلي عن الوساطة وإغلاق مكتب حماس وطرد قياداتها من الدوحة.