عدنان عبدالله الجنيد
الحمد لله القائل: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج- آية (32).
الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، في آخر جمعة من شهر شوال الموافق 17/ 1/ 2002م، أعلن الشهيد القائد السيد / حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- الصرخة في وجه المستكبرين وهتاف البراءة (الله أكبر/ الموت لأمريكا/ الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود/ النصر للإسلام)، ليكون شعاراً للمشروع القرآني، في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية، مضافاً إليه التثقيفُ القرآني، والمقاطعةُ للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
إن شعارَ المشروع القرآني الصرخة في وجه المستكبرين مرتبط ارتباطاً كاملاً بشعائر الله سبحانه وتعالى: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ)، التوبة- آية (1).
رميُ الجمرات: هي إحدى شعائر الحج، يرمي الحجاج الجمرات على مدار أَيَّـام التشريق الثلاثة (الصغرى والوسطى والكبرى)، والحكمة من هذا الأمر التعبدي هو قطع عهد مع الله بالتبرؤ من الشيطان وعدم موالاته واتّباع خطواته ونزعه من أنفسنا (إهانته وإذلاله وإظهار مخالفته)، وهذا ما أكّـده قائد الثورة (الاقتدَاء بنبي الله إبراهيم -عليه السلام- في الموقف الحاسم تجاه الشيطان، وفي مواجهة الشيطان، والمباينة للشيطان، وعندما تنطلق من منطلق إيماني يضعفُ أمامَك الشيطان)، أية صلة إيمانية بالله تجعلك قوياً إمام الشيطان، ويضعف أمامك.
وهكذا هو شعار المشروع القرآني الهتاف “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” هو قطع العهد مع الله بالتبرؤ من الشيطان الأكبر أمريكا، وعدم موالاتها والسير على خطواتها وسياستها ونزعها من أنفسنا؛ أي السخط عليها ومواجهتها وإهانتها وإذلالها وإظهار زيفها الكاذب بحماية الحقوق.
الشعار صلة إيمانية بالله سبحانه وتعالى، يجعلنا أقوياء أمام الشيطان الأكبر أمريكا ويضعفها أمامنا.
ومن مكاسب الصرخة في وجه المستكبرين شعار المشروع القرآني ما يلي:
– إثارة حالة السخط في نفوس الناس ضد أمريكا و”إسرائيل” واليهود وجعلهم يتذكرون عدوهم الحقيقي.
– قدمت أمريكا و”إسرائيل” على حقيقتهم وكيف يجب أن تكون النظرة إليهم والتعامل معهم.
– فضحت الهيمنة لقوى دول الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا و”إسرائيل” في المنطقة ونهبها لثروات الشعوب.
– فضحت الأنظمة العميلة والمطبِّعة.
– فضحت العقيدة القتالية التي تربى الجيوش على أَسَاسها وأنها ليست عقيدة وطنية ولا دينية.
– فضحت الحركات التكفيرية الإرهابية وأنها صناعة أمريكية وأدوات لتنفيذ مخطّطاتها، وأكبر شاهد على ذلك تحَرّكهم في سورية وصمتهم على فلسطين.
– فضحت زيف ادِّعاء أمريكا الإنسانية والمتمثلة بمواثيق الأمم المتحدة والدولية والمنظمات وأنها أدوات استخباراتية بحتة للحفاض على مصالحهم، وأكبر شاهد على ذلك عندما أرادوا تطبيق القوانين الدولية على البحر الأحمر، متجاهلين قتل أطفال غزة.
– فضحت الثقافات الغربية المغلوطة والعقائد الباطلة التي تورث الذل والهوان والاستسلام واستبدالها بالثقافة القرآنية التي تورث العزة والكرامة، وأكبر شاهد على ذلك الموقف المبدئي والثابت والمشرف للشعب اليمني في مناصرة القضية الفلسطينية مقابل الصمت العربي المخزي.
– أظهرت الناسَ كباراً أمام العدوّ وتواجدوا حشودًا مليونيةً في كُـلّ الميادين والساحات في نصرة الشعب الفلسطيني.
– أظهرت كيف هم الذين يسيرون على أَسَاسِ هدى الله.