آخر الأخبار
سند الصيادي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
سند الصيادي
في الذكرى السنوية للشهيد.. دماءٌ تروي شجرة العزة وتثمر النصر
جرائم تحت القِناع الإنساني
قراءة أولية في خطة ترامب
سماحة نصر الله.. في الذكرى الأولى للخلود
نقاط ناكئة في مواقف باهتة وأُمّة بلا هُوية!
اليمن والمشروع والشعار
نبرة القائد في سردية النصر..
كلماتٌ في مسير التغيير الجذري
لكم أن تتخيَّلوا!
“يافا” اليمن.. هُنا فلسطين

بحث

  
حين تصبح الخيانة حرية والمقاومة عيبًا!
بقلم/ سند الصيادي
نشر منذ: شهر و 18 يوماً
الأربعاء 01 أكتوبر-تشرين الأول 2025 12:43 ص


المفارقةُ المؤلمة حينما نسمعُ من يقولُ إن من يرفض الوصايةَ الخارجية، ويصر على التمسك بقراره الوطني، يُصوَّر كعدوٍّ للسلام والتقدم، فيما تُتلى المدائح وتُنشَب المنابر وتُفتح الأذرع ويُفرش البساط الأحمر لمن يقدّم التنازلات ويستجدي دعمًا وتدخُّلًا من الخارج.

في لحظة تاريخية رغم وضوح خطوطها ومساراتها، إلَّا أنه لا يزال فيها الحقُّ يقارِعُ بوعيه الباطلَ بجهله، يظهر لنا أننا نعيش زمنًا غريبًا تنقلِبُ فيه المفاهيم بشكل سافر رأسًا على عقب؛ زمنٌ تُوصَف فيه مواجهة المحتلّ والالتفاف حول قيادة مؤمنة وحكيمة ومنهج قرآني أصيل وخالص، بأنها "نقصُ وعي" أَو "تخلُّف" أَو حتى "عبودية"، بينما تتحوَّلُ الخيانةُ والتفريط بالأوطان والمعتقدات إلى شرف وفخر و"تحرُّر" يُحتفَى به بفجاجة وبجاحة على أنه قِمَّةُ التقدُّم!

تشويهٌ لم يأتِ صدفةً أَو نتيجةَ انحراف لحظيٍّ في جيلٍ بذاته، بل هو نتاجُ منظومة عالمية عملت طويلًا على إعادة صياغة وعي الشعوب، لتغدوَ الكرامة وجهةَ نظر، والسيادة خيارًا ثانويًّا، والارتهانُ للخارج "ضرورة سياسية" أَو "متطلبًا للتحرُّر".

وفي خضمِّ هذا العبث، يُساق الكثرةُ إلى وَهْمِ الحرية عبر أبواب الطواغيت الكبار، متناسين حقائقَ التاريخ وسننَ الخليقة، وأن من صنعوا القيود لا يمكن أن يمنحوا مفاتيحها.

المفارقةُ المؤلمةُ التي تدفعُنا أحيانًا إلى أن نخرُجَ عن طورنا، حينما نرى ونسمعُ من يقولُ إن من يرفض الوصايةَ الخارجية، ويصر على التمسك بقراره الوطني، يُصوَّر كعدو للسلام والتقدم، فيما تُتلى المدائح وتُنشَب المنابر وتُفتح الأذرع ويُفرش البساط الأحمر لمن يقدّم التنازلات ويستجدي دعمًا وتدخُّلًا من الخارج.

وثمة مفارقة أُخرى تكشفُ مدى انحراف الفطرة السليمة والاختلال الحادث في انفعالاتها، حين ترى أُولئك المنبطحين أُسودًا أمام شعوبهم وأمتهم، يمارسون كافة مفاهيم الاستعلاء والبطولة، ويرفضون كُـلّ دعوات التصالح والتعايش، فكيف يُعقل أن تُغلق من قبلهم الحلول بشأن الداخل بحجّـة "استحالة التفاهم"، بينما يفتحون الأبواب على مصاريعها للتدخلات الأجنبية وكأنها طوق النجاة؟

من اليمن إلى لبنان إلى سوريا، تلك النماذج المسيئة حاضرةٌ في المشهد، وحقيقةً لا تزال -بإسناد الخارج وجهل الكثير- تعقد معركةَ التحرّر والخلاص.

والحاصل أنها معركة كونية طَرفية بامتيَاز، ليست مُجَـرّد خلافٍ سياسي أَو صراعٍ مرحلي، بل هي صراع بين قيمٍ أصيلة وفطرةٍ إنسانية تسعى للحرية الحقيقية وقيمِ الفضيلة ورسالةِ السماء المتسلسلة عبر القرون، وبين منظومة عالمية تلتحف الرذيلة والشيطان، لتغيير المبادئ والقيم، وَإعادة تعريف كُـلّ شيء بما يخدم مصالحها.

في هذا الزمن الفارق بخيره وشره، بأعلامه وأتقيائه والأحرار من رجاله وبشياطينه وطواغيته وطابور الجهلة الطويل من خلفهم، يصبح من الضروري الثباتُ في المواجهة بكل المجالات، وَإعادة البُوصلة إلى مكانها الطبيعي: المقاومة وعي وحضارة وليست تخلفًا، والخيانة والدونية عارٌ مهما تزيّنت بشعارات الحداثة والحرية، والتحرّر الحقيقي يبدأ من الداخل فرادى وجماعاتٍ، من وعي الشعوب بإمْكَاناتها، لا من مكاتب السفراء ودهاليز غرف الاستخبارات.

التاريخ إلى جانبنا، ما فتئ يعلّمنا أن الأممَ التي طلبت عزتَها من أعدائها لم تجنِ سوى مزيدٍ من الذل، وأن من ظن أن الطغاة يمنحون الحرية ويخلقون حياةً آمنةً على خلاف منهجية وتوصيات الخالق، إنما يركض وراء سرابٍ في البسيطة، قبل أن يكبَّ على رأسه في لحظة الفصل وَيوم الحساب.

 

*نقلا عن : موقع أنصار الله

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.شعفل علي عمير
"النصر أو الشهادة" رمزيةُ المقاومة وتجديدُ العهد في تاريخ الأُمَّة
د.شعفل علي عمير
عبدالمنان السنبلي
سيعودُ وعينُه على الضفة..
عبدالمنان السنبلي
مطهر الأشموري
كيف تقيس أمريكا العدوان والوساطة؟! 
مطهر الأشموري
حمدي دوبلة
الخطاب  الفارغ!
حمدي دوبلة
عبدالفتاح علي البنوس
إنّا على العهد يا نصر الله
عبدالفتاح علي البنوس
وديع العبسي
الجبهة اليمنية.. حيث يعجز الكيان وتتوارى أمريكا
وديع العبسي
المزيد