الجبهة الداخلية هي شريان الحياة للجبهة الخارجية وهي مصدر قوتها ومصدر ثباتها ومصدر انتصاراتها، الجبهة الداخلية هي النسيج الاجتماعي الذي ينتمي اليه الشهداء والأسرى والجرحى والمقاتلون المجاهدون المرابطون في الجبهات الجبهة الداخلية هي العمود الفقري للصمود الأسطوري في وجه العدوان وهي القلب الذي يضخ الدماء الى الجبهات الحدودية وبقية الجبهات، ويجعل الانتصارات تخفق في صدور المستضعفين فتثمر عزة وكرامة وتكوي اكباد المستكبرين الذين اسرفوا في قتل وظلم وحصار وتدمير هذا الشعب وهذا الوطن، الجبهة الداخلية هي الوحدة والصلابة والقيادة والمواقف القوية والثقة العالية وهي التضحيات وهي الصبر والصمود والحرية والاستقلال.
تماسك وصلابة وقوة الجبهة الداخلية هو العنصر الرئيسي لقوة الجبهة الخارجية وبقية الجبهات الإعلامية والاجتماعية والسياسية وغيرها لأن الجبهة الداخلية هي النواة الأساسية للجيش واللجان الشعبية وهي الحاضنة المجتمعية للمقاتلين في الجبهات وهي الرافد الكبير بالمال والرجال للجبهات العسكرية وهي الجمهور الشعبي للمؤسسات الحكومية وهي المساحة الجغرافية والثقافية والبشرية والاقتصادية التي تمنح الجبهات الطاقة في مختلف المجالات، لذا عندما نرى ونلحظ ان العدوان يسعى الى استهداف الجبهة الداخلية من خلال عناصر استخباراتية اجرامية تعمل على صناعة فوضى ومشاكل وفتن فهذا يدل على ان الهدف من وراء ذلك هو، ضرب عصفورين بحجر كما يقال، تفتيت الجبهة الداخلية لكي تضعف الجبهة الخارجية ويصل العدوان الى ما يطمح اليه منذ بداية العدوان وقبل ذلك والى اليوم والى ما بعد اليوم، يعمل اعداء اليمن على تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني من خلال عناوين خبيثة متعددة الجوانب، احياناً توجهات سياسية وحزبية، وأحياناً طائفية ومناطقية وعنصرية تثير الفوضى والفتن والمشاكل بين ابناء البلد الواحد، والتي ابرز مهامها إضعاف كيان هذا الشعب واغتيال كل مقومات القوة التي يتمتع بها بحيث يبقى مسرحاً لأطماع المستعمرين ضعيفاً لا يملك أي قوة تمكنه من انقاذ نفسه من تسلط وهيمنة الأعداء، وبما ان هذا المشروع عبارة عن استراتيجية قائمة للأعداء فكيف سيكون الحال في ظل ظروف عدوان عسكري وحصار اقتصادي في عامه الخامس؟، كيف سيكون توجه الأعداء وحربهم في استهداف هذا المجتمع؟ لا شك انه سيكون كبيراً وخطيراً جداً بمختلف الوسائل والطرق والاساليب .
لا نزال نتذكر فتنة ديسمبر عام 2017م والتي كان الهدف منها القضاء على الوطن والشعب وإحكام قبضة دول العدوان على اليمن وتمكينها من استعمار اليمن ارضاً وانساناً، ولا نزال نتذكر فتنة حجور التي اشعلها العدوان بهدف إضعاف الجبهات واختراق الجبهة الداخلية وبناء كيان اجرامي موالٍ للعدوان وهناك الكثير من المحاولات التي عمل الأعداء من خلالها على رمي قنابل خطيرة من التحريض والتشكيك والتفريق التي هي اشد خطورة من القنابل الذرية والنووية على المجتمعات فما بالنا كيمنيين ونحن في حالة عدوان وحصار؟ والأعداء يعملون في الليل والنهار على استغلال أي ثغرة او أي طريقة للوصول الى اهدافهم الاستعمارية.
لذا نحن اليوم كشعب يمني معنيون برص الصفوف وتعزيز تماسك وقوة الجبهة الداخلية وكل ما يسهم في تنمية عوامل الصمود في مواجهة العدوان ولدينا الكثير من الدروس والعبر وعلينا ان نقف جنباً الى جنب مع الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية في التصدي لأية محاولة من محاولات الأعداء التي تعمل على استهداف الجبهة الداخلية التي هي نحن ومن لمسنا منه أي اعمال او مواقف تصب في مصلحة العدوان علينا ان نقف في وجهه ونتصدى له ونحن اليوم في امس الحاجة الى التوحد اكثر من أي وقت مضى، لأن توحدنا عامل من عوامل النصر على العدوان، وسوف يتحقق النصر قريباً ان شاء الله.