صلاح الدكّاك
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
صلاح الدكّاك
أفيخاي أضرعي يرفع «قميص هنية»
يحيى
يحيى
زمن أبي جبريل
زمن أبي جبريل
ألف مرحى!
زمن أبي جبريل
حين تُحلِّق يافا
بندقية أبي جبريل.. العمود الفقري لمستضعَفي العالم.. كُش ملك..كُش أمريكا
لأنك نصرالله
الهدنة التي أنقذت «العاصفة» يجرفها الطوفان
لغ...زة أبكي حين أبكي لطهرانِ

بحث

  
في كنف «أبو جبريل» لا في كنف «أبو العباس».. برزخ ويبغيان
بقلم/ صلاح الدكّاك
نشر منذ: 4 سنوات و 11 شهراً
الثلاثاء 24 ديسمبر-كانون الأول 2019 12:40 ص


ليس لدينا في جغرافيا السيادة الوطنية ما نخشى مقاربته في الضوء وبصوت مسموع، جنائياً كان أم فساداً حكومياً أم شأناً سياسياً وثيق الصلة بالفضاء العام والشارع الشعبي.

التجاوزات في جغرافيا السيادة الوطنية هي الطارئ والنشاز والشذوذ، في حين أن الاستقرار والتعايش والأمن وسلامة التوجه الوطني هو القاعدة والثابت والأصل والمشروع، بالبراهين المادية الملموسة، لا هذراً ولا دعوى بلا أسانيد، ولا انطلاقاً من بروبجندا دعائية فارغة...

على النقيض من ذلك فإن الأصل والثابت في الجغرافيا المحتلة هو الفوضى والجريمة والاختلالات وفقدان الأمن والتصفيات الفئوية والهوياتية المناطقية والطائفية. والمحظوظ في الجغرافيا المحكومة بمشروع الاحتلال، هو من أمهلته فرّامات الفوضى الممنهجة لساعات وأيام تَسَلِّياً منها بإرجاء حتف الطريدة لا تجاوزاً عنها. «فافرح بأقصى ما استطعت من الحياة لأن موتاً طائشاً ضل الطريق إليك من فرط الزحام وأجَّلكْ» بتعبير درويش.

إزاء هاتين الحقيقتين الجليتين الناظمتين لحياة مجتمعنا اليمني في كلا النطاقين السوي والسقيم، يتبدى إعلام تحالف العدوان مضحكاً ومثيراً للهزء والسخرية حين يحاول أن يصطاد في التجاوزات الطارئة ضمن جغرافيا السيادة الوطنية. فالأبرص المجذوم لا يملك ترف تصويب سبابته معيِّراً صاحب الأديم الناصع ببقعة وسخ لطخت بها ريح المؤامرات وتركة الكساح جلده، لأنه بذلك يلفت الأنظار صوب اهتراء جلده هو، لا صوب تشير سبابته الشامتة بلا منطق.

في ظهيرة تعز المحتلة جرت تصفية أحد كبار المرتزقة داخل اللواء العسكري الذي يتولى قيادته. ومن لحظة التصفية الفاضحة إلى اللحظة الراهنة يطوف قطعان الأغبياء بدمه في أزقة «التربة» و»الشمايتين» و»المعافر» تسولاً لحقيقة واضحة بلا لبس وقصاص مستحيل. وأمس قبل الأول طوت ما تسمى «لجنة التحقيق في الواقعة» سجلاتها البيضاء ورحلوا بالمتهمين إلى «عدن»، حيث لا ينغص عليهم عيشهم صخبُ القطعان الغبية العاجزة عن الطواف أبعد من زنزانة مناطقية رفعت هي بأيديها وحناجرها أسوارها وأطلقت عليها اسم «جمهورية تعز المستقلة» وسلمت مفتاح الزنزانة لتحالف الاحتلال الأجنبي، ولم تحتفظ لنفسها بنسخة احتياطية، ثقةً منها بالمحتل واستكباراً على إخوة التراب، وجوراً فاحشاً في حقهم، بلا جريرة سوى وضاعة النفس وقزامة الرؤية وشهوة الارتزاق في سوق البترودولار.

وأما عدن المحتلة، حيث الاغتيالات والسطو على الخاص والعام وانتهاك الحرمات والأعراض وتغطيس المجتمع في مستنقع المخدرات والإتجار بالأعضاء طوعاً وكرهاً وتقطيع أوصال المدينة بسواطير خلطة عصابات مقتتلة في كنف العمالة لتحالف الاحتلال... أما عدن الموسدة لهذا التسونامي العاتي من الفحش والجريمة والفوضى فإن اتخاذ تربتها منصة لقصف صنعاء بالشائعات هو أمر أشبه بمحاولة بعوض اصطياد حوت في محيط لُجّي بشعيرة مِحْقَنِه المجهري طافياً على سطح مستنقع... مشهد يثير الشفقة ممزوجةً بالهزء إزاء كاريكاتوريته الفاضحة.

وبالرغم من كل ذلك فإن سيل افتراءات وفبركات العدوان واصطياد إعلامه في التجاوزات التي تقع في بيئة السيادة الوطنية النظيفة بالمجمل، هو فرصة مرتدة وينبغي تحويل مجرى هذا السيل ليجرف معه ما تبقى من عفن وأيادٍ ملوثة في صنعاء، فنحن نحيا تحت سماء ثورة 21 أيلول لا تحت أحذية تحالف شذاذ الآفاق ولا ريب أن التجاوز العابر هو جلل بالقياس إلى عقد الآمال التي يعلقها الشعب على ثورته وقيادتها، في حين أن خراب المشهد بالجملة في الجغرافيا المحتلة هو نتاج طبيعي لمشروع التحالف وليس مما يجعلنا نتكئ عليه لنبرر جموح بعض العابثين في صنعاء بالفضاء العام.

نحن في كنف «أبو جبريل» لا في كنف «أبو العباس». و»لا يضركم من ضل إذا اهتديتم». فبنقد الذات في العلن وفي الهواء الطلق ننتصر لا بمواراة الأوساخ تحت السَّجادة. فالقاعدة؛ لدينا، تتلخص في أن هوان البعض هو هوانٌ للكل واسترخاص الفرد الواحد هو تفريط في الجميع.


* نقلا عن لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن مراد
رؤية في بناء الدولة العادلة المستقرة "1"
عبدالرحمن مراد
عبدالعزيز البغدادي
قمة كوالالمبور وهاجس الخروج من عار التبعية
عبدالعزيز البغدادي
إبراهيم السراجي
أكبر عملية نهب!
إبراهيم السراجي
عبدالفتاح علي البنوس
البنك المركزي والعملة غير القانونية
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالله علي صبري
المرأة و” الكوتا” والتطرف
عبدالله علي صبري
زيد الغرسي
تصحيحا لبعض المفاهيم.. مفهوم الحضارة وهل ما يأتي من الغرب حضارة؟
زيد الغرسي
المزيد