رحل عنا قبل عدة أيام الأستاذ أحمد الحبيشي وفاضت روحه إلى بارئها بعد حياة حافلة بالعمل الصحافي والسياسي والإداري.
رحل عنا جسدا وبقيت أعماله وانتاجاته الصحافية والسياسية تشهد له كصحافي يمني مهني حر.. شهد أغلب المراحل والمنعطفات السياسية التي مرت بها اليمن.. كان قريبا من القيادات السياسية جنوبا وشمالا.. وثق كثيراً من المواقف السياسية التي كان ولابد من توثيقها للتاريخ باعتباره صحافياً يجب ان يتحرى الدقة والمصداقية فيما يكتبه وينقله لجمهوره من سياسيين وعامة الناس.
ما يميز الحبيشي في كتاباته وآرائه السياسية هو توقف الآخرين عن الرد أو التعليق عليها أو إنكار حدوثها.. مما يزيد من مصداقية كتاباته وصحة معلوماته ومصادرها.
رحل عنا الأستاذ الحبيشي وهو في قمة عطائه وقد عمل سلسلة من المقالات في مختلف الصحف اليمنية وعمل أيضا عدة برامج سياسية على وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية.. كما كان رجل السياسة الأول على القنوات الفضائية المحلية والدولية.
للأسف لم أعرف الأستاذ الحبيشي عن قرب.. لي معه عدد قليل من اللقاءات العابرة.. حضرت له عدداً من الندوات التي قدم فيها أوراق عمل علمية صحافية وسياسية واجتماعية.
ومما يميزه أنه من الإعلاميين الأحرار القلائل الذين لم يلتزموا الصمت تجاه ما تعرض ويتعرض له اليمن من عدوان غاشم.. بل كان من أوائل الأصوات التي وقفت في وجه العدوان حتى وفاته ومقالاته وبرامجه وتحليلاته السياسية تشهد له بذلك.
إضافة إلى ما سبق فقد استطاع الأستاذ الحبيشي أن يجعل منصته الاجتماعية على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك منبرا لمواجهة الشائعات التي يبثها مطبخ الشائعات لإعلام العدو.. فعلا إن رحيل الأستاذ أحمد الحبيشي خسارة كبيرة على قطاع الإعلام.. وما يصبرنا على رحيله هو وجود تركة وإرث للفقيد من أعمال صحافية وبرامج على مختلف وسائل الإعلام الوطنية.. رحم الله الحبيشي ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”