عبدالله علي صبري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالله علي صبري
آيزنهاور.. إلى مثواها الأخير
وقفوهم إنَّهم مسؤولون
حدود جهاد التنمية .. مبحث من كتاب
حدود جهاد التنمية .. مبحث من كتاب "الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول"
سيفُ اليمن يصنَعُ الفرق
هكذا كان العدوان.. وهكذا كانت مقاومتنا
اليمن خارج النصّ السعودي
الرئيسُ الاستثنائيُّ صالح الصمَّاد
21 سبتمبر الثورة التي أزهرت وأثمرت في زمن الخريف
شهداؤنا فخر لنا
التصعيد الاجراماتي على اليمن..هولوكوست حقيقي بأياد عربية
التصعيد الاجراماتي على اليمن..هولوكوست حقيقي بأياد عربية

بحث

  
"انقلاب" الحسين و " شرعية" يزيد
بقلم/ عبدالله علي صبري
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 23 يوماً
الأحد 30 أغسطس-آب 2020 07:01 م


الفرعنة والتسلط في عالمنا قديمان قدم الصراع بين الحق والباطل، وما حدث مع الإمام الحسين وآل بيته في كربلاء على أيدي أعوان يزيد ومرتزقته، ليس إلا امتدادا لهذا النوع من الصراع، الذي لم يتوقف حتى اليوم.

فحين استتب الأمر لمعاوية بن أبي سفيان، فقد فكر مليا في التملص من بنود الصلح مع الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فعهد إلى نجله يزيد بالخلافة، وفرضها بقوتي السيف والمال، وسط استنكار عدد من كبار صحابة رسول الله عليه السلام، في مكة والمدينة، وعلى رأسهم الحسين بن علي رضي الله عنه، الذي لم يكتف برفض مبايعة يزيد، بل حرَّض الأمة على التصدي لهذه البدعة المنكرة في الحكم، التي وصفها أحدهم بقوله: والله ما أردتم الخيار لأمة محمـد وإنما جعلتموها كسروية وقيصرية، كلما مات هرقل قام هرقل.

وحين قالها الحسين: ” والله لم أخرج بطرا ولا أشرا “، ” بل أريد الإصلاح في أمة جدي ” ، فقد كان معنيا بمواجهة الانحراف الأخطر في الحكم الإسلامي وإعادته إلى مسار ” الشورى” بالمفهوم القرآني، متوكلا على الله وعلى عهود شيعة أبيه وغالبيتهم في كوفة العراق.

غير أن تحالف الشر والعدوان كان مستيقظا لخطورة معارضة يزيد والطعن في شرعية خلافته، فسارع إلى مهاجمة ثورة الحسين وهي في مهدها، متهما إياه وكل من يرفض البيعة والطاعة بالتمرد والردة والخروج على ولي الأمر والانقلاب عليه، وسخَّر لهذا الغرض جهازا كبيرا للدعاية والتضليل، مصحوبا بأموال ووعود تتدفق على قادة الجند وأمراء الولايات وعلى أعيان القبائل ورجال الدين حتى تباطأ بقية الصالحين، فلم يخرج مع الحسين من أهل مكة والمدينة سوى قلة مؤمنة، اصطفاها الله عز وجل للشهادة بين يدي حفيد رسول الله وذريته الطاهرين.

صاح فرعون عصره متوعدا ومهددا بقطع الرؤوس والأنسال ونثر بين يدي جنده الأموال والآمال، فسكرت أبصار القوم ولبوا نداء من لم يعرف عنه سوى مراقصة القرود ومعانقة الخمور والفجور في مواجهة الخصوم، وهرعوا إلى ساحة الإجرام يقتلون الكبار والصغار ويأسرون النساء والأطفال ويتضرعون إلى الله أن ينصرهم على الحسين و” الانقلابيين ” من حوله، فليست هذه الحرب إلا بأمر الله، كما يصورونها للسذج في الماضي والحاضر، ولا بأس أن يقتل 24 مليون يمني، في صالح مليون ” داعشي ” تقطر سيوفهم بدماء الأبرياء، ثم يتساءل أحدهم في خشوع مصطنع: هل تجوز الصلاة في ثوب بللته الدماء؟!

قالوا بالأمس، إن الحسين قد شذ عن الجماعة حين لم يبايع، أما هم ففي أعناقهم بيعة ليزيد وله عليهم السمع والطاعة، وقالوا اليوم إن هادي هو الرئيس الشرعي والمنتخب – مع أنه كان المرشح الوحيد ولفترة محددة -، وقال من يترحمون عليه: لو كانت الشرعية مجرد عصا لتوكأت عليها..!، فإن قلت لهم: لا شرعية لقاتل سفاح ؟، ردوا عليك كما قال أسلافهم: ماذا يريد آل محمـد .. النبوة والسلطة معا؟، هذا محال.

لكن المحال حقا أن تهدي من ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، وصدق الله العظيم إذ يقول: ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” الحج: 46.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
صلاح الشامي
كربلاء .. بين الأمس واليوم أسباب تكرار المأساة
صلاح الشامي
عبدالملك سام
نحن والحسين
عبدالملك سام
عبدالعزيز البغدادي
عن المصالحة ومنطق المساواة بين الأحرار والعبيد!
عبدالعزيز البغدادي
عبدالرحمن مراد
كربلاء.. كحالة تدافعية خوفَ الفساد
عبدالرحمن مراد
عبدالفتاح علي البنوس
كربلاء العراق وكربلاء اليمن
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن الأهنومي
بين زمنين وتاريخين «كربلاء» الدرس و«كربلاء» الواقعة
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد