خسارة فادحة، ورحيل قبل الأوان.. هذا هو القول المجمل الممكن في فاجعة وفاة الأديب والشاعر والمثقف والسياسي والمجاهد والإنسان الكبير الصديق العزيز/ محمد يحيى المنصور، بعد معاناة مريرة من المرض العضال، هذه الفاجعة الأليمة التي أصابت اليمن الصامد الجريح النازف من جور العدوان الأمريكي الأطلسي الصهيوني القاتل، وأثكلته بفقدان واحد من أبنائه المخلصين البررة..
لقد كان الفقيد الذي عرفته، باكرا، عبر بوابة الشعر والصحافة.. شعلة متوهجة بالإبداع القلمي الملتزم بقضايا الوطن والأمة والإنسانية، شعرا ونقدا ونثرا.. وكان قلمه الثري المبدع المستنير، على الدوام، منصة حيوية لمنطق الحق والخير الصادق الذي لايهادن مع الباطل.. يحدوه-باستمرار-نازع فطري نحو التمترس في خندق الذود عن المستضعفين والمظلومين، ومناهضة الظلم والطغيان والاستبداد.. وكان هذا، على الدوام، موقفه الأصيل الذي لا يتزحزح عنه، مهما كانت الظروف.. ومن مهاد هذه السمة المبدئية لديه، جاء موقفه الصلب الواعي المنحاز إلى جانب وطنه وإنسان وطنه الشريف، ضد العدوان الشيطاني المجرم، وهو الموقف المتسق مع ماعرف به الفقيد من السجايا المهنية والإبداعية الإنسانية الأصيلة، التي وجدت لها رافدا ثقافيا وإبداعيا غزيرا، مكن الفقيد الكبير من امتلاك القدرة على استكشاف وفهم أغوار المفاهيم والقضايا على نحو دقيق ومستنير، مما جعله جنديا شجاعا مرابطا، بقلمه وإبداعه وثقافته ووعيه وأصالة موقفه، في خندق الذب عن قضايا الأمة والإنسانية العادلة، دون أي مواربة أو تذبذب أو تردد..
وهاهو يغادرنا مبكرا، كالفراشة، في منتصف سني عقده العمري الخمسيني، بفعل ماعاناه من غلواء المرض العضال، تاركا لدى شعبه ومحبيه – الذين عرفوه عن قرب – غصة وأسى لفداحة فقده ومأساوية الواقع الذي خلفته جائحة العدوان والحصار، مثقلا في شقه الصحي بالعجز عن تأمين الحد الأدنى من شروط مواجهة الأمراض المختلفة، التي تفتك بأبناء الشعب المعتدى عليه والمحاصر، في ظل صمت العالم المخزي وتواطؤه الفاضح..
رحمة الله على فقيدنا العزيز، و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.