لاتزال الصواريخ المجنّحة والباليستية، والطائرات المسيَّرة تصل إلى مطارات أبها وجدة ونجران وجيزان، لتحدَّ من غطرسة بني سعود المعتدين.
لم يكن أحد يصدق أن المقاتل اليمني سيفعل كل هذا، وأن اليمن ستكون أول دولة في العالم ترد على الصلف السعودي الذي لم تسلم منه بقعة في الخارطة الإسلامية، وأن اليمن باعتبارها الدولة الأضعف والمسالمة بين الدول العربية ستكشر عن أنيابها وتوصل صواريخها وطائراتها المسيرة إلى عمق الكيان السعودي. هذا الكيان الذي لم يتوقع أحد أن يتم التطاول عليه أو قصفه بصاروخ واحد في عمق أراضيه، ألم يكن ذلك من المستحيلات التي لم يتخيلها أحد؟
تبدو السعودية الآن في ورطة كبرى، وما تفعله الآن شبيه بما يفعله الطائر بعد قطع عنقه.. إنها رعشة الموت الأخيرة، ومحاولة الغريق التمسك بآخر قشة، بعد أن أيقن أن مخيلته صارت فارغة بعد أن استنفدت كل مخزونها من القش.
هناك من يرى هذا الأمر عصيَّاً على التحقق، وسيقول من غير الممكن أن تتلاشى دولة ويتم تفكيكها وإعادة تقسيمها، وهي تملك المال والسلاح والذمم وآلافاً من أمراء الأسرة الحاكمة الممسكين بخناق الدولة والمواطن من كل ناحية.
ما الذي يمنع السعودية من الاعتراف بفشلها في حربها على اليمن سوى أنها تحتاج إلى الإبقاء على قليل من ماء وجهها الذي أريق تحت أقدام المقاتلين اليمنيين الحفاة، الذين حولوا أراضي كثيرة على الحدود إلى مقبرة للجنازير والدبابات والمدرعات السعودية، التي كانت تسقط أمام ولاعة، أو أمام بندقية كلاشينكوف؟
ست سنوات لم تفعل السعودية فيها شيئاً، ولم تحقق هدفاً سوى قتل الأطفال والنساء وهدم اليمن الكبير من أقصاه إلى أقصاه، واستهداف بنيته التحتية.. أليس هذا هو جهد العاجز؟ رغم أنها توعدت أن تقوم بكل شيء خلال 48 ساعة، ظناً منها أنها بعشر غارات جوية ستقوم بتدمير كل شيء ولن نستطيع بعدها أن ندافع عن أنفسنا.
بعد كل هذا: هل تستطيع السعودية أن تواصل عدوانها وتصمد لست سنوات أخرى في اليمن؟
* نقلا عن : لا ميديا