بعدما تم توقيع اتفاقية إيقاف الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بين فصائل المقاومة وكيان العدو "الإسرائيلي" المحتل، فجأة أصبحت كل القضايا في مواقع التواصل الاجتماعي التي ستجدها أمامك قضايا ساذجة وسخيفة، وباتت صفحات الشواذ والحمقى والعملاء والمحايدين هي المسيطرة على صناعة الرأي في هذه المواقع، وهي صاحبة الحظ الكبير في الظهور الدائم الممول وغير الممول، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن الأيام المقبلة سوف تشهد تحديات صعبة في المنطقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذه التحديات تحتاج لفهمها يقظة شديدة ووعيا حادا ومرونة سياسية للاستثمار السريع لأي حدث غير متوقع، وخاصة تلك الأحداث التي قد يحاول العدو الصهيوني أن يصور كيانه الغاصب والمحتل وكافة أدواته، أنه كيان صاحب حق ديني وتاريخي وجغرافي في فلسطين وغيرها من المناطق العربية، وأنهم دول قوية ومهابة ولكنهم مسالمون وأخلاقيون ولا يريدون الدم، وإظهار كافة خصومهم بمظهر القتلة والإرهابيين والمتخلفين الذين يجب أن يتحد العالم كله للتخلص منهم. هذه التحديات خطيرة جدا وبحاجة لقوى جهادية ووطنية وتقدمية غير تقليدية، مستعدة في أي لحظة للاستجابة السريعة لمواجهة هذه التحديات.
الاستعداد الفكري والثقافي لمواجهة مثل هكذا تحديات قد يمكننا من الإمساك بلحظة تاريخية ربما لا تتكرر في المستقبل القريب، لأن السياسة التي لجأت إليها عقول اليهود والأمريكان هي تحريك خيوط لعبة صراع الإسلام والعروبة، إسلاميا إبراز الموقف التركي من خلال إبراز التنمر التركي الإعلامي ضد "إسرائيل"، وهو تنمر من ورق، تنمر "فالصو" يظهر "تل أبيب" مسكينة ومستضعفة أمام الرأي العالمي كله، وأن كل الدول التي تنتمي للإسلام بشكل عام تريد اجتثاثها وقتل مواطنيها وإبادة جيشها، والهدف هو تجريم الشكل الخاص من الدول الإسلامية وهي دول محور المقاومة.
يغاير الموقف الإسلامي التركي ذلك الود الذي يكنه الموقف العربي، القادم من مصر، والذي أنقذ "إسرائيل" -المسكينة والطيبة!- من حرب كادت أصلا أن تثبت لكافة شعوب العالم مدى خطر وجود "إسرائيل" على البشرية والإنسانية كلها وليس على الفلسطينيين والعرب والمسلمين. طبعا الدعم لموقف النمر التركي المزيف كان تمويلا قطريا، بينما دعم الموقف المصري العبيط ابن العبيط كان تمويلا إماراتيا. وهذه السياسة اليهودية الصهيونية هي لإفساد ما أصلحه سلاح محور المقاومة الرادع في المنطقة كلها، إذ تحاول "إسرائيل" وبريطانيا وأمريكا أن تدفع بالأتراك كممثلين للإسلام، والمصريين كممثلين للعرب، ليلعبوا بدلا عنها دور الشيطان والملاك في فيلم إعادة إعمار غزة، وعلى البشر كلهم وعلى مجتمعات وشعوب دول محور المقاومة تحديدا أن يصمتوا ويتقبلوا ذلك بكل طيبة نفس وسذاجة، ومن هنا تبدأ التحديات الصعبة.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فأشهد، عليك توكلنا وبك استعنا وأنت الناصر والمُعز وحدك لا شريك لك.
* نقلا عن : لا ميديا