عبدالمجيد التركي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمجيد التركي
عن البردوني و«مهرجان أبي تمام»
شهداء الفجر
الرد الإيراني
صديقة «إسرائيل»
العدو الهش
تهمة المعرفة
عن الشعر الحميني
شياطين رمضان
شهر مبارك
غراب قابيل

بحث

  
ثياب التقوى
بقلم/ عبدالمجيد التركي
نشر منذ: 3 سنوات و 4 أشهر و 26 يوماً
الأحد 27 يونيو-حزيران 2021 09:46 م



يبدأ في النظر إليك كما لو أنه ينظر إلى متـَّهم، ويتفحَّص مقاسات ثوبك الذي لا بد أن يكون قصيراً، ويقترب منك ليشم رائحة فمك خشية أن تكون مدخناً والعياذ بالله، ثم يبدأ في الحديث معك بحذر شديد كما لو أنه يتحدث مع قاتل تسلسلي. أما إن كنت تتناول القات فهي فرصته ليكفرك ويخرجك من الإسلام دون أن تهتزّ له شعرة.

كان جارنا السلفي يمشي في الشارع وهو ممسك بالمصحف الصغير يقرأ منه ولا يرفع عينيه ولا ينشغل بشيء سوى قراءة القرآن في الشارع، في ظاهرة غير مسبوقة، مع أنه كان يحدثنا كثيراً عن الرياء. وكنا نعتقد أن بإمكان هذا الرجل أن يمشي على الماء كالأولياء والصالحين.

نفس الذين كانوا يشاهدونه يتسربل بلباس الورع والتقوى، ويتمنون لو أنهم مثله، شاهدوه مقيداً والشرطة تخرجه من بيته بطريقة مهينة، وحين سألوا الشرطة عن سبب تقييده وجرّه بهذه الطريقة، قال الضابط: هذا الرجل يسكن في هذا البيت المستأجر منذ سنة كاملة، وقادتنا التحريات إلى أن المرأة التي يسكن معها ليست زوجته، ولا هؤلاء الأطفال أطفاله. فبهتوا جميعاً، ولم يعودوا يتمنون لو أنهم يكونون مثله.

في هذه اللحظة أيقنت أنه لن يستطيع المشي على الماء كالأولياء والصالحين، ولن يستطيع المشي حتى على الأرض، فقد بقي جالساً بعد أن خانته رجلاه المرتعشتان.

يشبه تماماً جارتي، المنقبة بأكملها، التي تمشي مغطية عينيها ويديها لكثرة تديّنها وتقواها، جاءت إلى بيتي في زيارة خاصة للتسامح قبل رمضان.

لم أكن موجوداً.. وإن كنت موجوداً فهي لا تتحدث إلى الرجال والعياذ بالله.

تحدثت مع زوجتي قليلاً وقالت لها: بصراحة أنا أخترق شبكة النت حقكم، وأحمّل منها دائماً، وحاولت أن أمنع نفسي ولكني لم أستطع، الشيطان شاطر يعني.

اللعنة على هذا الشيطان الذي لم يكن شاطرا إلا في اختراق شبكة النت حقي.

ولتبرئة ذمتها حاولت أن تدفع 500 ريال، مقابل هذه السرقة التي كلفتني كثيرا وجعلتني بدون إنترنت لأيام كثيرة.

لم يعاتبها أحد، ولم ينصحوها، فقد تبلدوا جميعا وشعروا بخجل شديد نيابة عنها.. كيف لا، وهي التي كانت تلقي المحاضرات وتحدث النساء في الموالد والمناسبات عن أهمية اللقمة الحلال وفضيلة الصدق، وعن ذات النطاقين وغسيل الملائكة والشجاع الأقرع والكلابيب، وفضائل الحبة السوداء التي تفوقت في مفعولها على الحبة الزرقاء، وعن سابع جار.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
الشهيد طومر .. للبطولة والتضحية عنوان
عبدالفتاح علي البنوس
إكرام المحاقري
أمريكا باليمن.. مزيدا من الفشل العسكري والسياسي !!
إكرام المحاقري
إبراهيم الوشلي
الموت القادم من روسيا..!
إبراهيم الوشلي
عبدالرحمن الأهنومي
اللّهُ مصْدَرُ القُوَّةِ وعُمْقُ العَلاقَةِ بِهِ يَجعَلُ مِنَ الإنسانِ “طومر”
عبدالرحمن الأهنومي
يحيى المحطوري
الرهانُ الخاسر
يحيى المحطوري
عبدالرحمن مراد
حقوقُ الإنسان وتضليلُ العالم
عبدالرحمن مراد
المزيد