سأحكي لكم قصة قصيرة ذات نهاية مأساوية، مع العلم أن جميع أحداثها واقعية 100٪ وليست من خيال الكاتب.
بطل حكايتنا شاب عادي من أبناء مدينة تعز ويعيش في صنعاء، يقول هذا الصديق إنه مر بأزمة مالية ضيقت عليه حياته وكدرت عيشه، فعلمت والدته التي تقطن مدينة تعز بحالة ولدها البعيد عن عينيها وحنانها، وبالكاد جمعت مبلغ 10 آلاف ريال لإنقاذ مهجة قلبها من قسوة الفقر، وعندما ذهبت إلى محل الصرافة لإرسال المبلغ إلى صنعاء كانت الصدمة.
لقد قال لها موظف الحوالات إن المبلغ سيصل إلى ابنها 2500 ريال فقط لا غير، وهم سيخصمون الـ7500 عمولة تحويل.
اتصلت الأم بابنها وأخبرته بالأمر بصوت يملؤه العجز والأسى، فطمأنها وخفف من حزنها وأقنعها بالرجوع وإلغاء الموضوع، فهو يفضل أن يأكل تراب الأرض على أن يسمح لأولئك بسرقة قوت أمه الذي آثرته له على نفسها.
إنها قصة مأساوية فعلاً، لم يحدث في دولة أن يلتهم الصراف 75٪ من المبلغ كعمولة لحوالة محلية، أو حتى دولية...
في صنعاء إذا أعطيت الصراف مبلغاً لتحويله يسألك: هل نخصم العمولة من مبلغ الحوالة؟
أما في تعز أو عدن إذا أعطيت الصراف مبلغاً يسألك: هل نخصم الحوالة من مبلغ العمولة؟
يعني أن المبلغ بكله عمولة..!
الموضوع مرعب يا جماعة، إنني أعتبر أفلام الرعب التي تنفق عليها هوليوود ملايين الدولارات سخيفة جداً ولا علاقة لها بالرعب، لكن هذه القصة التي حدثت مع صديقي جعلتني أشعر برعب حقيقي.
أصبح الناس في المناطق المحتلة لا يستطيعون إرسال مصاريف لأبنائهم وأقاربهم في مناطق جغرافيا السيادة الوطنية، كيف سيتصرف الطلاب والمرضى وغيرهم، ما هذه الحالة التي وصل إليها وطني بسبب عصابة ساقطة أخلاقياً.
شركات الصرافة هناك تمارس الابتزاز والسرقة بكل وقاحة، بالشراكة مع مليشيات الخونج و»الانتقالي».
لذلك للمرة المليون أقسم لكم إن تلك الجماعة المنفية التي يطلقون عليها «حكومة شرعية» مجرد عصابة شيطانية ساقطة أخلاقياً إلى أبعد حد.
توجيهات من البعران، يسعى أولئك المنبطحون لاغتيال الريال اليمني نهائياً، كما اغتالت «إسرائيل» الليرة اللبنانية، وقد أوشكوا على تحقيق غايتهم الدنيئة في المناطق التي تحت سطوة الاحتلال.
ولأنهم منحطون فقد بدأوا يتفاضحون في ما بينهم، وراح كل منهم يكشف عورة الآخر بعد كل خلاف.
ومؤخراً قام المرتزق «صالح الجبواني» وزير النقل السابق لدى حكومة المنبطحين، باتهام المرتزق «معين عبدالملك» رئيس وزراء الحكومة ذاتها، بنهب 200 مليار ريال من المضاربة بالعملة المحلية، مضيفاً أن الأخير قد اشترى منزلاً في أبوظبي بـ17 مليون درهم إماراتي (أي ما يقارب 5 ملايين دولار).
جميعهم بلا شرف، وكل واحد يتهم الآخر بأنه عديم شرف.. ويريدون أن يحكموا رقاب الشعب اليمني..!
طبعاً هذا السقوط الأخلاقي كله ونحن نتحدث عن تدميرهم للعملة وفسادهم المالي فقط، أما لو نفتح موضوع جرائم القتل البشعة التي يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء أمثال الشهيدين السنباني والإقليمي بمجرد المرور من المناطق المحتلة؛ فلن نستطيع وصف بشاعتهم بشكل منصف.
* نقلا عن : لا ميديا