"بغينا الحوثي، ما بغينا شي باطل"، و"سر يا حوثي سر أكمل التحرير"، و"أسألك بالله يا حوثي تجينا"... إلخ هذه العبارات والشعارات التي جاءت بداعي الاستغاثة من الجنوب، والتي كانت نابعة من صحوة ووعي وإدراك لخطورة المرحلة التي وصل إليها جنوب اليمن، والذي عبر عنه مؤخرا الشعب بسخط عارم.
كان التعصب الأعمى قد سيطر على معظم الإخوة في الجنوب، بل وما زال، وكذلك المناطقية المقيتة التي جعلت أي شمالي مذنباً ويجب معاقبته، عزله، مقته، والقبول بالأجنبي بدلاً عنه!!
كانت الأحداث على مدى السبع السنوات الماضية قد برهنت الكثير وعرّفت العالم أجمع أن هذا الحوثي لم يكن إلا يمنياً مكتنزاً بالقيم، والشيم، والكبرياء والشموخ. وكل ذلك جعله صعب المنال، وبالتالي يجعل حقوقه حكراً عليه وعلى من يملكون هذا الحق. وباستماتة سيدافع عن هذا الحق دون ذل أو خنوع أو انحناء لأي جبروت كان، ومهما علت سلطة أو قوة خصمه، فالحوثي هذا لا يركع أمام السلطة والجاه، ولا ترتعد فرائصه أمام حفنة المال المدنسة ويبيع على إثرها أرضه وأهله.
ولعل الإخوة الجنوبيين أدركوا هذا مؤخرا وعرفوا أن الإماراتي إنما زرع بذور الفتنة بينهم بعد أن ثبت قواعده في أرض ليست ملكه وجعل من أبناء الجنوب أداة لتدميرها ولمساعدته في تذليل الصعاب له كي يفسح له المجال ليتوغل أكثر في أرض الجنوب.
نعم، هذا ما استشعره الكثير من أبناء المهرة وأبناء عدن وجزيرتي ميون وسقطرى، تيقنوا أنه لا خير في دخيل من الخارج يستبد بهم ويسلبهم حقوقهم.
هذا الحوثي في الشمال يحارب دولاً عديدة وهو مرفوع الرأس دون أن تهتز له شعرة أو يُهزم، بل إن قدراته تتزايد مع مرور الوقت.
البعض يقول: "أفضل أن أموت ولا ينتصر الحوثي"، ولا يدري هذا الغبي أنه سيموت ذلاً وقهراً وعلى عينه غشاوة، لأنهم عبّؤوه هذا الحقد والكره غير المبرر، والذي لا يخدم إلا كل من يعادي اليمن ومن يحلم بالاستيلاء عليها.
فمن هو الحوثي؟! وماذا يريد؟! هل يريد أن يمتلك السلطة والجاه وأن يتوسع المد الإيراني؟!
الحوثي يمني أصيل متمسك بالدين والقيم والمبادئ الأصيلة، منهجه أن يعيد للدين هيبته ومكانته، وأن يتثقف الناس بثقافة القرآن الخالصة من التزييف، والتي كانت قد بدلت بما يخدم مصالح أعداء الدين. فهو يُحيي نهج رسول الله صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله الكرام. فهل في ذلك خلة أو زلة؟!
يا إخوتنا في الجنوب، لا تلتفتوا لتلك الشائعات عن مكون أنصار الله، فغايتهم شريفة، ولا يطمحون إلا إلى الاستقلال والتحرر من التبعية، وكسر كل الأسيجة التي تعيق حريتنا.
ثقوا بأن ابن جلدتكم هو من سيراعي مصالحكم، ولا يطمح لأن يحكمكم. فالظلم لن يرضاه لكم. ومن سبق وظلمكم من الشمال سبق وظلمه في حروب سابقة، فكونوا يداً واحدة لتنتصروا على البغاة والجناة الطغاة، ثم عيشوا شامخين في أرضكم بعد أن تدحروا الغزاة والمحتلين.
* نقلا عن : لا ميديا