القاصة شورى حسن لصحيفة لـ «لا»: الكتابة عن الوطن وللوطن هي وقوف في وجه العدوان
حاورها: نشوان دماج / لا ميديا -
القاصة الشابة شورى حسن، تجيد اقتناص الومضة الخاطفة وتحويلها إلى كلمات. تشتغل على نفسها بجد ومثابرة، خائضة مضمار القصة القصيرة.
شاركت في العديد من الفعاليات والمنتديات الثقافية، وعضو في نادي القصة بذمار. قدمت في مشوارها الذي بدأته قبل سنوات الكثير من القصص القصيرة، وحازت على مراكز متقدمة في عدد من المسابقات، ومنها المسابقة القصصية لنادي القصة بذمار عام 2012، والتي حصلت فيها على المركز الأول.
شورى حسن صالح من مواليد 1986 بمحافظة ذمار، حاصلة على بكالوريوس لغة إنجليزية، وتعمل حالياً المسؤول المالي لنادي القصة بذمار.
صحيفة «لا» التقت القاصة شورى في حوار مقتضب عن تجربتها في القصة القصيرة،
فإلى الحوار:
المولود الأول
لو بدأنا الحوار معك حول نادي القصة بذمار وأول إصداراته «بوح» في فبراير من هذا العام.. ما الأصداء التي أحدثها ذلك الكتاب؟ وهل كانت كما توقعتموها أنتم؟
في البداية أشكر لكم استضافتي في صحيفتكم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام هذه الصحيفة بالمبدعين. وبالنسبة لسؤالكم عن الأصداء التي أحدثها ميلاد الكتاب الأول لكُتاب وكاتبات نادي القصة بذمار، فقد كانت أصداء هذا الكتاب، الذي شارك فيه كُتاب من مختلف المحافظات، وأنا أحدهم، واسعة وقوية، وكان تفاعل المثقفين ومن يهتمون بالجانب الثقافي والقراءة كبيراً. وأستطيع القول بأن النتائج كانت جميلة جداً كما توقعناها وأكثر.
قلة دعم واهتمام
ما الصعوبات التي تواجهونها في المنتدى الذي أنت أحد أعضائه؟
بالنسبة للصعوبات فكثيرة، ولكن يمكن إجمالها بعدم اهتمام المحافظة بالجانب الثقافي، وعدم وجود الدعم لإقامة فعاليات نوعية بين فترة وأخرى، أقلها كل شهر.
تجربة عقد من الزمن
تجربتك في مجال القصة القصيرة.. كيف تقيمين بداياتها؟ ومتى كان ذلك؟
كانت بداياتي مع القصة والانضمام إلى النادي عام 2010، وكان لدي شغف الكتابة والاطلاع. وعندما ذهبت إلى مكتبة البردوني، وجدت نادي القصة يهتم بهذا الجانب، فانضممت وتابعت فعالياته والورش التي كان يقيمها، واستفدت جداً من ذلك. وأصبحت عضوا فعالا في النادي. وكانت بداياتي في الكتابة ضعيفة، ولكن مع الاطلاع ومتابعة النقاد واستشارة عدد من الكُتاب اكتسبت خبرة وبدأت أكتب بشكل أفضل.
هل تجدين فارقاً بين تلك البدايات والآن؟
نعم.. أجد فارقا كبيرا، وتكمن هذه الفوارق في كتاباتي التي تم نشرها في بعض الصحف الثقافية.
عناصر القصة
ما هي مقومات القصة القصيرة عند القاصة شورى حسن؟ وما القضايا التي تركزين عليها عادة؟
مقومات القصة بالنسبة لي أن تكون هناك فكرة أولاً، وأن يوجد فيها العناصر الرئيسية، وتمتاز بالحبكة ومخاتلة القارئ. وأركز على القضايا الاجتماعية أكثر.
النص يحدد فنك
القاعدة التي ينطلق منها الكاتب عادة عند كتابة نصه، هل تختلف باختلاف النص ونوعيته؟ أم أنها القاعدة ذاتها في رأيك؟
تختلف القاعدة التي ينطلق منها الكاتب باختلاف النص ونوعيته، فالنص هو الذي يحدد فنك وطريقتك في تنويع كتاباتك.
ضوء ينير عتمة الوجع
كيف للكاتب أن يوظف تداعياته الذهنية في الارتباط بالواقع المعاش وهموم الناس؟
يستطيع الكاتب توظيف ذلك بأن يكون متعايشا مع المجتمع بشتى طبقاته، وأن يجد من الواقع حبكة فنية تحاكي المعاناة التي يعيشها مجتمعنا اليمني. والكاتب المبدع هو الذي يجعل الواقع رسالته للعالم، وأن يعرف كيف يجعل الضوء ينبثق من شقوق الظلام لينير عتمة الوجع في صدور الذين ضايقهم الواقع والحرب والمستقبل المجهول.
النقد يقتل الركود الثقافي
خلو الساحة الإبداعية في الوقت الحالي من النقد، هل ترينه يصب في مصلحة الكاتب، أم العكس؟ وهل وجدتِ قراءة نقدية لعمل من أعمالك حتى الآن؟
بالنسبة لي أجد النقد ضرورة لتحريك الوسط الثقافي، فمن دون نقد لكل ما يتم طرحه، سيصاب ذلك الوسط بالركود. وأعتقد أن مشكلتنا هي خلو الساحة الثقافية من النقد. وفي تجربتي الشخصية مع القصة القصيرة، وجدت قراءة نقدية من بعض النقاد وكانت تحفيزية، وأستطيع القول بأنهم قد أفادوني بملاحظاتهم التي طبقتها أثناء الكتابة.
عوائق في وجه الكاتب
العوائق التي تحول دون مواصلة الكتابة عند البعض، هل ترينها عوائق ذاتية أم مجتمعية؟
كلاهما تشكل عوائق للكاتب والكاتبة واستمرارهما في الكتابة، فالمجتمع أحياناً يكون ضد الكاتب أو مثبطاً لمعنوياته، لأنه يرى أن الواقع عكس ما يعيشه الكاتب أو الأديب. أما بالنسبة للعوائق الذاتية فهي التأثر بالآخرين أحياناً، ولكن أغلب الكُتاب يستطيعون أن ينتصروا على كل ذلك ويبدعوا بطريقتهم الخاصة.
حلول خاصة للقضايا
أين تكمن مهمة الكاتب في تحدّيه للسائد: هل في طرح القضايا أم معالجتها؟
تكمن مهمته في طرح القضايا، سواء قضايا مجتمعه أو قضايا أمته أو حتى قضايا على المستوى الإنساني، ويحاول بذلك أن يجد الحلول من زاويته الخاصة.
تقليد لا شعوري
نزعة التقليد أو التأثر عند هذا الكاتب أو ذاك، هل هي حالة مستوعبة بالنسبة له؟ أم أنها تحدث دون أن يشعر؟
لا شك أنها حالة مستوعبة بالنسبة له. ولكنها قد تحدث دون شعور أحياناً، فالأحداث هي التي تصنع المسارات المتشابهة.
الموقف الوطني قبل كل شيء
قضية صميمية كالحرب والعدوان الذي تشهده بلادنا بكل مآسيه.. أين يمكن للكاتب أن يقف منها؟
يمكن للكاتب أن يقف منها موقفاً وطنياً قبل كل شيء، وذلك عندما يكتب للوطن وعن الوطن وللألم وعن الألم، عندما يتفنن برص وجعه بفن خاص به يجذب القارئ ويجعل حرفه له الصدى الأقوى للحياة في وطن يصارع الموت كل يوم.
كلمة أخيرة..؟
شكرا جزيلا لصحيفة «لا» على هذه الاستضافة، وأتمنى أن يعم الأمان والسلام جميع أركان الوطن.