غالب قنديل
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
غالب قنديل
«النجدة» اليمنية تقلب التوازنات وتغيّر المعادلات
التراكمات اليمنية تحفر مجرى الهزيمة السعودية
العقوبات والمأزق السعودي الأمريكي في اليمن
اليمن على عتبة الانتصار النهائي
اليمن قوة إقليمية صاعدة ستغير المعادلات
اليمن منارة وركن في محور المقاومة
اليمن السعيد موعد التحول الكبير
عهد الأحرار باق والمعتدون إلى زوال
كوابيس صهيونية وتحولات مشرقية

بحث

  
اليمن معقل نهوض تحرّري وتغيير كبير
بقلم/ غالب قنديل
نشر منذ: 3 سنوات و شهر و يوم واحد
السبت 23 أكتوبر-تشرين الأول 2021 12:17 ص


جميع المؤشرات السياسية والميدانية تدفع الى ترقّب مفاجأة وشيكة في اليمن، بعد الشوط الكبير الذي قطعته حركة أنصار الله في السيطرة على الأرض، وتحرير مناطق واسعة جديدة. ولولا الدور المباشر الأميركي والسعودي الخليجي عسكريا وماليا وسياسيا، لكانت الحركة تحتفل بالنصر النهائي، ولكان قائدها السيد عبد الملك الحوثي يقود المشورة الشعبية والسياسية الوطنية حول مستقبل مؤسسات السلطة السياسية، وإعادة بناء الدولة الوطنية والاقتصاد الوطني بعد الحرب والعدوان الأميركي السعودي. والواضح أن هذه الملحمة المجيدة باتت في فصولها الختامية.  

أولا: تحدى اليمنيون مسلّمات جغرافية وسياسية سادت في العقل السياسي العربي، وقلبوا المعادلة بمبادرة ثورية جريئة، نقلت الأضواء ومركز الصراع والاهتمام السياسي والإعلامي إلى بلدهم، الذي افترضه الأميركيون والغربيون وبعض العرب طرفا مهمّشا وساحة خامدة مباحة للنهب اللصوصي. فتحول اليمن إلى مركز فعل حاسم وهجومي لحركة التحرّر، وبات حصنا قويا فاعلا، ينهض، وتتصاعد قدرته على دحر قوى العدوان والعمالة وتفكيك الحصار. وهو في آفاق نهوضه المقبل يثير القلق والاضطراب لدى مواقع التخطيط والقيادة الغربية الاستعمارية والرجعية من نذر مفاجآت يمنية قادمة، ستولد تداعيات ثورية نوعية وخطيرة في قلب الجزيرة العربية، حيث مركز النهب الاستعماري الغربي للنفط، ومعقل الرجعية العربية الأول، ومرتكز الهيمنة الاستعمارية الغربية في الوطن العربي وبلدان عديدة من آسيا وأفريقيا في العالم الإسلامي، حيث تنشر الرياض بالتوجيه الأميركي شباك تمويل ومساندة مخابراتية لوسائل إعلام وحركات سياسية رجعية ولحكومات عميلة، وتتشعّب خيوط التمويل السعودي بناء على أوامر واشنطن في عشرات الدول الإسلامية والأجنبية. 

ثانيا: البنيان السياسي والاستراتيجي لخطاب حركة أنصار الله ومشروعها العام مركزه ومحوره فلسطين، وتصفية الهيمنة الاستعمارية، والشراكة مع حلف المقاومة والتحرّر في المنطقة. وقائد الحركة السيد عبد الملك الحوثي يثير الاحترام والتقدير في حرارة التعبير عن هذا الالتزام والتوجّه المنهجي. وهو لا يخفي تناغمه الحاسم مع السيد حسن نصر الله قائد المقاومة في الشرق العربي، ولا تضامنه مع سورية الأسد لدرجة الإعلان في خطبه عن استعداد اليمنيين للقتال إلى جانب رفاق السلاح في محور المقاومة. وهي العبارات التي أثارت مشاعر القائد السيد نصر الله وثناءه الكبير على بسالة وإيثار أخوة شجعان ورفاق سلاح في معركة التحرّر التاريخية، قدّموا مأثرة تاريخية، ودقّة في تظهير التناقض الرئيسي، ومسك عتلة التحرّر الاقتصادي والسياسي في البلاد العربية، بإطاحة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية. بل كرّسوا أهازيجهم في جميع الاحتفالات والمناسبات، وبكل وضوح، لشعار تصفية الهيمنة الأميركية الصهيونية الرجعية في الوطن العربي، من دون فذلكة أو حذلقة. وهم تمرّدوا على القطرية الضيقة، وتخطوها إلى عروبة مقاتلة ومشرقيّة تحرّرية. 

ثالثا: الأفق السياسي والميداني للتحول اليمني، هو نقل كرة النار إلى قلب منظومة الهيمنة ومركز مصالحها المالية والسياسية وشبكاتها الاستخبارية في الوطن العربي والعالم الإسلامي. وتصاعد التفاعلات والتداعيات باندلاع تلك المعركة التاريخية في شبه الجزيرة العربية سيكون قابلة لانعطاف تاريخي كبير في المنطقة العربية والعالم الإسلامي. فما بعد اختفاء النظام السعودي عن المسرح غير ما قبله في المشرق والمغرب بسقوط حبل الصرّة، الذي ترتبط به شبكات وسلسلة عقد ومواقع رجعية وبؤر تحريض وتخريب وارتزاق من جميع الأصناف والأعراق. وانهيار هذه المنظومة سيعني تحوّلا ثوريّا نوعيا لصالح الشعوب وحركات التحرّر والاستقلال، بخسارة الاستعمار والصهيونية لأخطر قوة، أثبتت قدرة هائلة في تنفيذ مشيئة الغرب وخططه، لتأبيد الهيمنة اللصوصية، ولجم نزعة التحرّر، ورعاية القوى والأبواق العميلة، وتمويل الحروب والفتن. 

ما بعد انتصار اليمن ستنطلق تداعيات وتفاعلات حاسمة في قلب شبه الجزيرة العربية. واليمن الجديد مهيأ للمشاركة مع سورية والعراق ولبنان وإيران ببناء جبهة مقاومة، ونطاق أخوة وتعاون، سيكون المثال في توحيد القدرات والإمكانات لتحقيق الاستقلال والتنمية، وتخطّي الحدود بنسيج شراكات مصير تاريخية، عنوانها مقاومة الاستعمار وتحرير فلسطين.

 

* نقلا عن : موقع إضاءات الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.عبدالعزيز بن حبتور
أبوبكر باذيب أنزه وأصدق من حمل فِكر اليسار حتى آخر يوم في حياته
د.عبدالعزيز بن حبتور
أمة الملك الخاشب
خروجُ المرأة اليمنية في المولد النبوي.. رسائلُ وصلت
أمة الملك الخاشب
عبدالفتاح علي البنوس
ربيع الأنوار المحمدية"5- 6"
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالمنان السنبلي
عن الحل في اليمن
عبدالمنان السنبلي
شارل أبي نادر
إستهداف التنف..الانطلاق العملي لمقاومة الاحتلال الأميركي في سوريا؟
شارل أبي نادر
عبدالرحمن مراد
المارينز في شوارع حضرموت
عبدالرحمن مراد
المزيد