عبدالمنان السنبلي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمنان السنبلي
ما هي مشكلتكم مع القدس إذن؟!
ماذا لو لم "يقامروا" وجاهدوا بالسُّنن؟!
"فرحانين" في إيران..!
الصمتُ خير..
أَلَا تبًّا لأُمهات أرضعتكم..
أنا من يحق لي فقط..
لا عزاءَ حتى في رمضان..
عن ضربِ السفينة الإسرائيلية: أَيُّ الفريقَينِ أصدقُ.. الأمريكيون أم اليمنيون؟
حُكَّامُ العرب 2024
من لم يكن مع فلسطين، فهو ضدنا

بحث

  
اليمن: عَشوائية القصف وتقنين عملية الرد!
بقلم/ عبدالمنان السنبلي
نشر منذ: سنتين و 5 أشهر و يوم واحد
الأحد 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 11:08 م


لاشك أن أكثر من ست سنواتٍ ونصف من العدوان تعُتبر كافيةً لأي باحثٍ أو متابعٍ أن يرسم الملامح العامة والعريضة لما تمخضت عنه ما يسمى بعاصفة (الحزم) حتى الآن وما ستئول إليه من نتائج في نهاية أمرها .

فمن خلال الإستراتيجية العامة وحُزَم التكتيكات الآنية ألتي اتبعها طرفا المعادلة يتضح أن هنالك مدرستان عسكريتان الأولى (مُقلِّدة) أو بالأحرى (متشبهة) بمدرسة عسكرية من نوعٍ ما، والثانية تكاد تكون فريدة من نوعها ولا يوجد لها مثيلٌ في عالم الحروب .

في الحقيقة لقد أعتمد ما سمى بالتحالف (العربي) في استراتيجيتهم لإدارة العاصفة على المدرسة الأمريكية أو الغربية بشكل عام محاولين استنساخها وتقليدها حتى على مستوى إطلاق الأسماء والصفات على المهام القتالية والعملياتية (عاصفة الحزم، السهم الذهبي، السيل الجرار…) وغيرها من المسميات المستوحاة من العقلية الأمريكية وطريقة تفكيرها.

ومن خصائص هذه المدرسة (الأمريكية) طبعاً هو عدم خوض الحروب مع أي طرفٍ مهما كان حجمه أو ضعفه بشكلٍ منفرد، وإنما في إطار تحالفاتٍ يضم عدة دول مشاركة ولو حتى بشكلٍ رمزي، وهذا بالطبع ما فعله السعوديون حيث أنهم لم يذهبوا إلى عدوانهم منفردين وإنما في إطار تحالفٍ ضم أكثر من عشر دولٍ مشاركةٍ بشكل مباشر وأخرياتٍ بتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي .

ومن خصائصها أيضاً الإعتماد على الضربة الأولى المباغتة والمفاجئة بشكل هائل وواسع لإرباك الخصم وشل قدراته، وهذا بالضبط ما قامت به قوات التحالف (العربي) في ليلة 26 مارس 2015م.

كما أن من خصائص هذه المدرسة كذلك هو عدم التقيد بضوابط أخلاقية أو محددات قيَمية توجه خط سير الحرب، فترى المنتمين أو المقلدين لهذه المدرسة يعتمدون في حروبهم على سياسة الأرض المحروقة واستخدام الأسلحة الفتاكة والكثافة النارية العالية وأساليب الترهيب والترويع واستهداف المدنيين والأبرياء وممارسة سياسة التعتيم الإعلامي على ما يرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية وكذلك التعتيم على ما يتكبدونه من خسائر من خلال إخفاء معظمها والتقليل من شأنها وكذلك الإستعانة بضعفاء النفوس من مواطني الدولة الخصم وتوظيفهم لصالح حربهم تحت عناوين ساحرة وجذابة كالتحرر والديمقراطية ونصرة المظلومين وإعادة الشرعية والكثير من العناوين الأخاذة بالإضافة إلى تقديم الرشا وشراء الذمم والمواقف الدولية والمنظمات المدنية والحقوقية.

في المقابل فقد اعتمد اليمنيون في استراتيجيتهم لمواجهة العدوان رغم شحة الموارد والإمكانات لديهم على مدرسة يمنيةٍ فريدةٍ من نوعها وذلك من خلال اتباع استراتيجية النَفَس الطويل والأناة وعدم الإستعجال في ردة الفعل المتشنجة والمتسرعة وهذا ما شهدناه بداية العاصفة حيث لم يبدأ الرد اليمني إلا من بعد أربعين يوم من انطلاقها .. بالإضافة إلى التسلح بالصبر والثبات والتحلي بالشجاعة والإرادة وكذلك انتقاء الأهداف العسكرية بعناية فائقة وحسن اختيار السلاح المناسب في الزمان والمكان المناسبَين وترشيد استخدامه وكذلك التركيز على الجوانب الإيمانية والعقائدية من خلال الإتكال والإعتماد على الله والتقيد بمنظومة قيم عسكرية وأخلاقية عالية، فتراهم يكرمون الأسير ولا يتعرضون لمن يفر من جنود العدو وحتى على مستوى علم وراية دولة الخصم فلا يهينونه أو يمزقونه أو يلقونه جانباً عندما يستبدلونه بالعلم اليمني في المناطق ألتي يستولون عليها بعد فرار وانكسار جيش العدو والشواهد من ذلك كثيرة وماثلة للعيان.

من هنا يتبين حجم الفرق بين من يمتلك من القدرات والإمكانات العسكرية واللوجستية ما لم يمتلكه أحدٌ في المنطقة من قبل إلا أنه يفتقر إلى الرؤية الواضحة والوسيلة والمعالم والأهداف، وبين من يعاني نقصاً حاداً في الموارد والعتاد إلا أنه ومع ذلك يمتلك مخزوناً كبيراً من الإرادة والمبادئ والقيم والشجاعة والبطولة يفوق في نوعيته مخزون خصمه من النفط والغاز مجتمعين، فلا يستويان !

 

#معركة_القواصم

 

* المصدر : رأي اليوم

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالقوي السباعي
صرخاتُ الأنصار تحتَ زخات الأمطار
عبدالقوي السباعي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
هاشم الأهنومي
الدورات الصيفية وفرحة الأشبال…!
هاشم الأهنومي
مقالات ضدّ العدوان
زياد السالمي
ذاكرةُ الطفولة اليمنية في اليوم العالمي
زياد السالمي
شارل أبي نادر
متى تخرج السعودية من مستنقع الإنكار القاتل؟
شارل أبي نادر
عبدالفتاح علي البنوس
قصف المقصوف وتدمير المدمَّر
عبدالفتاح علي البنوس
خالد العراسي
صندوق للمعلم
خالد العراسي
د.سامي عطا
أوزار "7/7"
د.سامي عطا
عبدالرحمن الأهنومي
ثأر اليمني ما يبات
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد