شهيدي وسندي ومصدر قوتي، افتقدناك كثيراً أيها الشهيد الحر، افتقدت كلماتك التي كانت تحثني على الصبر والجهاد وزيادة التسبيح والحمد وتكراره دائماً. صحيح أنك لم تعد على الدنيا حياً، ولكنك عند ربك حي، وهذا ما وعد الله به الصادقين، وأنت من قلت إن الشهادة عز ووسام للعظماء، وأنت أصبحت عظيماً كما كنت دائماً، وخلدت عظيما. فأنت عزّي وفخري ومصدر شجاعتي، وسأظل أنا وابنتك وأسرتك وكل من عرفك مفتخرين بك طيلة حياتنا إلى أن يجمعنا الله بك في مستقر رحمته. شهيدي البطل، عشت عزيزاً، ومُتَّ شهيداً".
من مقابلة مع زوجته في صحيفة "26 سبتمبر".
ياسر يحيى القدمي، من مواليد 1986، في قرية بيت قدم مديرية شرس محافظة حجة.
بدأ مشواره الدراسي في حجة، وأكمل دراسته الثانوية في صنعاء، شارك في الحرب السادسة وانطلق مع المسيرة ليصبح قائداً عسكرياً محنكاً يخطط بطريقة محكمة ويهتم بأدق التفاصيل في الميدان. دائم الحضور بين أفراده في قلب المعركة، حتى أيام العيد يأبى إلا أن يكون عيده في الجبهة منذ بداية العدوان.
كان بشوشاً ضاحكاً، يحب القراءة والاطلاع كلما سنحت له الفرصة. كتب كثيراً من الأشعار والزوامل التي كان ينشدها هو ورفاقه، ومنها:
يا صديقي قم تحرك ما على الدنيا العوج.. واعلم أن الله ألزمنا بمنهج ما جعل له من عوج.. في سبيل الله خط الاستقامة.
قد عزمنا وعلى الله اتكلنا وانطلقنا صادقين.. في سبيل الله أرخصنا دمانا والجماجم طالبين.. نصر وإلا يختم الله بالشهادة.
أصيب في معركة عمران بطلقة قناصة في عينه اليمنى، وعلى إثر ذلك فقدها، حينها قال: "لم أستشهد، ولكن عيني سبقتني بالشهادة". كما أنه جرح مرة ثانية في الوازعية، نتيجة قصف الطيران، حيث أصيب بجروح شديدة في جسده كله، وبعد شهرين من العلاج وحتى قبل أن يتعافى كليا انطلق ليلتحق بالجبهة وجرح للمرة الثالثة واستشهد على إثرها.
كثيراً ما كان يردد: "باننتصر في الحرب أو نستشهد، ويا سعد من يحظى بإحدى الحسنيين.. والنصر من ربي وربي يشهد.. ما غير نتسبب وربي بايعين".
تقول زوجته: "تعلمت منه الصبر والشجاعة والإباء ومحاربة أعداء الله، والبذل والعطاء، ورعاية المستضعفين، والعفو والمغفرة عندما نتلقى الإساءة، وعدم التساهل في أداء الواجبات والطاعات لله. كما أني تعلمت منه التواضع مهما كانت الأوضاع، وعدم السخرية والشماتة، وصلة الرحم...".
التحق المسيرة القرآنية وهو لا يملك شيئاً، وخرج منها كما دخل من الناحية المادية، وهذا دأب الصادقين والمخلصين والمجاهدين، لكنه ترك لنا إرثاً كبيراً من العزة والكرامة".
* نقلا عن : لا ميديا