«أطفال اليمن».. عنوان له عدة تفسيرات، رغم أن الطفولة تفسيرها واحد!
فمن المعروف أن من معاني الطفولة أنها البراءة، والنقاء، والرحمة.. وأن الأطفال هم ملائكة الأرض، حيث مازلت قلوبهم مشعة صافية وسرائرهم طاهرة لم تتدنس بوسخ الدنيا، لكن في قاموس الأمميين وقاموس الأمراء والملوك والحكام وغيرهم ممن ماتت ضمائرهم فإن الأطفال عندهم مصنفون إلى فئات، فهناك أطفال يستحقون التعاطف معهم والرحمة، بينما هناك أطفال لا يستحقون إبداء أي تعاطف معهم كأطفال اليمن، بل إن موتهم وبوحشية وبفعل بني البشر طبيعي، من منظور هؤلاء!
فهل الصنف الثاني من الأطفال طفولتهم مزيفة أو أنهم خلقوا من طين، بينما الصنف الأول من الأطفال خلقوا من نور؟!
وهذا التصنيف والتفرقة تتضح من خلال تعاطف العالم مع طفل هنا أو طفلة هناك ممن مسهم ضر الحياة لسبب أو آخر، بينما أطفال اليمن يقتلون بالجملة وبسلاح محرم وما يحدث لهم معروف عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر صور موجعة جداً لهم وهم يُنتشلون من بين الأنقاض، والدماء قد غطت وجوههم البريئة، بل إن أوصالهم ممزقة!
هذه المناظر المؤلمة لأطفال اليمن يلين لها الحجر، لكن بعض القلوب لا ترق لها وتبقى ساكنة متحجرة والأفواه تتكمم، لأنهم ينظرون إلى طفولتهم بنظرة لا إنسانية، وإنما بنظرة سياسية، أو بمعنى أصح نظرة عدائية لكل ما هو يمني!
هنا أذكركم بأن التفاعل مع الطفل المغربي (فرج الله عنه مما هو فيه)، وهي إحدى القصص التي تحث فطرتنا الإنسانية على التعاطف معها، وهذا ما حدث بالفعل من قبل العالم، وغيره الكثير ممن تقوم الدنيا ولا تقعد لأجلهم، أما أطفالنا.. أطفال اليمن فطفولتهم محصورة ولا يعدون من قاموس الطفولة في شيء، في نظر العالم المنافق.
وهنا نوجه رسالة للعالم المنافق نقول فيها: أطفالنا لهم حقوق عليكم كأقرانهم من أطفال العالم الذين تتعاطفون معهم، بينما أطفالنا تتجاهلون كل معاناتهم جراء العدوان والحصار الكوني على بلادنا.
* نقلا عن : لا ميديا